اعتلى المنصة مترنحا وقد (لثم) وجهه بالمصر حتى وصل اليها وهي تسحب بيدها خصلات شعر أسود مدمغ بحمرة قانية عن وجهها ليعود للوراء كاملا (مسلسلا) كنهر شلال يصل الى مافوق ركبتها..وخصرها(الميّاس) يترنح كتلاطم أمواج البحر بليلة هائجة..اقترب منها اكثر وهو يمشي كأنسان آلي مسلوب الارادة و الخمرة تجرع عقله اللاوعي..تلفت الى مساعده الشخصي ثم امسك منه حزمة ..رفع يده عاليا حتى صارت عمودية على مفرق راسها وبعدها بسط يده فتناثرت تلك (الأوراق) المالية على رأسها..وجهها ..والتصقت احداها بعنقها..بينما وجدت الأخرى طريقها الى الأرض بتمايل ذاك الخصر وكأنه أفعى افريقية تتلوى (نازلة) على رمال الصحراء الحارقة لتصل الى الأرض ثم أتبعته بهزة(كتف) طيرت معها كل الباقي من وعي الواقف جنبها فأمسك باقي رزم (الاوراق المالية) من يد تابعه ونثرها بأرجاء المكان وحال الباقيين هناك كحال (الساجدين) لفرعون بزمانه ولكن ليس سجودا لموزع الهبات هذا أو لتلك المتمايلة وانما لجمع الرزم المتساقطة..ومع كل دقة(وسط) أو هزة رقبة كان يتبعها بسيل ماطر من تلك الأوراق حتى مضى من الوقت وهما على ذاك الحال مايزيد عن العشر دقائق...

وحين تأكد ان (رزمة) المليون دولار قد أفرغت تماما من طاولته ووصلت الى جيوب الحاضرين اقترب منها أكثر حتى صار حديث عيناهما لايفصله الا بضعة أصابع..امال برأسه وهمس بأذنها فضحكت ضحكة عالية رج صداها ب(المايك) أرجاء ذاك المرقص..ومضت وهي تدك الأرض بكعبها وقد رفعت صدرها ورأسها بزهو بالغ حينما اقتربت من زميلات مهنتها(الراقصات) ..وحالها يقول(مين قدي ..الليلة بس قدري مليون دولار)!
ثري(راقصتنا) كان من جهته بالغ الزهو بنفسه أيضا فقد تحصل على مراده (برزمة ورق)..فكان بين يديه (عصفورة) جمعت مابين غنج ودلال وجمال..و(خصر) هزه يعادل الملايين..تبسم وهو يمرر سبابته على طرف شفاهه حينما مر بباله هذا الخاطر(مين قدي بكمين فلس قدرت أحصل على اللي أريدها)..مضى بهاطريقه وكل(ن) يضمر بنفسه قيمة الآخر فكما يظن بها تظن هي به انه (يستحيل) أن يتحصل على (شريفة عفيفة..فقدره لايساوي الا المنحطات)..

أنهك التفكير(أسامة) وهو يحاول بين ضرب الأخماس بالأسداس وبين التدبير بتوقع أسوء الأحوال فكيف سيتسنى له (اخراج) عماله الأربعه المحجوزين ب(زنزانة) الشرطة منذ يومين ..والسبب في ذلك وجودهم بطريقه غير شرعية..تحصلت الشرطة عليهم بمداهمة سريعة للورشة التي يمتلكها ب(تفتيش) فجائي ظاهريا يخفي باطنه (وشاية) أحد المنافسين له للعين الساهرة من ان ورشته تحوى عمال(غير قانونيين)..كانت الساعه تقارب الثانية عشر حينما قرر أسامة أن يسلم أمره لله وينتظر بزوغ فجر اليوم التالي ليرى ما بالامكان القيام به..ألقى رأسه المثقل على وسادته الذي احتضنت همه بالليلتين الماضيتين..وما ان أغمض عينيه حتى سمع رنين هاتفه..انتظر لحظات ليتأكد من الرقم(الغريب) الذي يتربع على شاشة جواله..

كبس(الزر) الأخضر ثم قال (ألو مرحبا؟) فجاءه الصوت من الطرف الثاني سريعا: (مرحبا أخ أسامه..اذا تريد عمالك يطلعون بسرعه ماعليك الا انك تخلي مبلغ ال3000 آلاف ريال بالمكان اللي راح أخبرك عليه..) رفع أسامه أحد حاجبيه مدهوشا وعيناه على اتساع ..أبعد الهاتف عن أذنه ليتأكد من رقم الاتصال فصدقت ظنونه انه(عمومي)..رد بعدها(بس انت مين. ومن وين أجيب لك هالمبلغ وانا على قد حالي؟).. رد له الصوت المقابل سريعا: (مالازم تعرف من انا..واذا تريد عمالك حدك لبكرة تخلي المبلغ بالمكان ....عند الساعه 10 بالليل وتحذر انك تجيب حد
معك..خل المبلغ وروح)..وانتهت المكالمة قبل أن يتقول(أسامة) كلمة ..

على مساء اليوم التالي نفذ أسامة المطلوب وهو في حيرة مابين تصديق ذاك المتصل المجهول ومابين امل الافراج عن عماله..بعدها بيوم واحد لا أكثر كان عماله و(بطاقاتهم) باستقباله بورشته كعادتهم كل صباح..صدمته برؤية عماله أخفاها جيدا عن كل المحيطين به بالورشة حتى لاتثار بلبلة أخرى فتكفيه بلبلة السؤال الذي دار برأسه( هل بطاقات العمال كانت فعلا بأيد الشرطة ولا بأيد أفراد منهم يشتغلون بالرشاوي؟..)

الشرف..الأخلاق..الضمير أشياء لاتقدربثمن لكن بزمننا هناك من(يثمنّها) ابتداءا بالملاليم وانتهاءا للملايين..فكم قيمة شرفك..أخلاقك ..مبادؤك ..ضميرك انت ياترى؟
انتهــــــــــــــــــــــــــــى..
وحين تأكد ان (رزمة) المليون دولار قد أفرغت تماما من طاولته ووصلت الى جيوب الحاضرين اقترب منها أكثر حتى صار حديث عيناهما لايفصله الا بضعة أصابع..امال برأسه وهمس بأذنها فضحكت ضحكة عالية رج صداها ب(المايك) أرجاء ذاك المرقص..ومضت وهي تدك الأرض بكعبها وقد رفعت صدرها ورأسها بزهو بالغ حينما اقتربت من زميلات مهنتها(الراقصات) ..وحالها يقول(مين قدي ..الليلة بس قدري مليون دولار)!
ثري(راقصتنا) كان من جهته بالغ الزهو بنفسه أيضا فقد تحصل على مراده (برزمة ورق)..فكان بين يديه (عصفورة) جمعت مابين غنج ودلال وجمال..و(خصر) هزه يعادل الملايين..تبسم وهو يمرر سبابته على طرف شفاهه حينما مر بباله هذا الخاطر(مين قدي بكمين فلس قدرت أحصل على اللي أريدها)..مضى بهاطريقه وكل(ن) يضمر بنفسه قيمة الآخر فكما يظن بها تظن هي به انه (يستحيل) أن يتحصل على (شريفة عفيفة..فقدره لايساوي الا المنحطات)..
أنهك التفكير(أسامة) وهو يحاول بين ضرب الأخماس بالأسداس وبين التدبير بتوقع أسوء الأحوال فكيف سيتسنى له (اخراج) عماله الأربعه المحجوزين ب(زنزانة) الشرطة منذ يومين ..والسبب في ذلك وجودهم بطريقه غير شرعية..تحصلت الشرطة عليهم بمداهمة سريعة للورشة التي يمتلكها ب(تفتيش) فجائي ظاهريا يخفي باطنه (وشاية) أحد المنافسين له للعين الساهرة من ان ورشته تحوى عمال(غير قانونيين)..كانت الساعه تقارب الثانية عشر حينما قرر أسامة أن يسلم أمره لله وينتظر بزوغ فجر اليوم التالي ليرى ما بالامكان القيام به..ألقى رأسه المثقل على وسادته الذي احتضنت همه بالليلتين الماضيتين..وما ان أغمض عينيه حتى سمع رنين هاتفه..انتظر لحظات ليتأكد من الرقم(الغريب) الذي يتربع على شاشة جواله..
كبس(الزر) الأخضر ثم قال (ألو مرحبا؟) فجاءه الصوت من الطرف الثاني سريعا: (مرحبا أخ أسامه..اذا تريد عمالك يطلعون بسرعه ماعليك الا انك تخلي مبلغ ال3000 آلاف ريال بالمكان اللي راح أخبرك عليه..) رفع أسامه أحد حاجبيه مدهوشا وعيناه على اتساع ..أبعد الهاتف عن أذنه ليتأكد من رقم الاتصال فصدقت ظنونه انه(عمومي)..رد بعدها(بس انت مين. ومن وين أجيب لك هالمبلغ وانا على قد حالي؟).. رد له الصوت المقابل سريعا: (مالازم تعرف من انا..واذا تريد عمالك حدك لبكرة تخلي المبلغ بالمكان ....عند الساعه 10 بالليل وتحذر انك تجيب حد
معك..خل المبلغ وروح)..وانتهت المكالمة قبل أن يتقول(أسامة) كلمة ..
على مساء اليوم التالي نفذ أسامة المطلوب وهو في حيرة مابين تصديق ذاك المتصل المجهول ومابين امل الافراج عن عماله..بعدها بيوم واحد لا أكثر كان عماله و(بطاقاتهم) باستقباله بورشته كعادتهم كل صباح..صدمته برؤية عماله أخفاها جيدا عن كل المحيطين به بالورشة حتى لاتثار بلبلة أخرى فتكفيه بلبلة السؤال الذي دار برأسه( هل بطاقات العمال كانت فعلا بأيد الشرطة ولا بأيد أفراد منهم يشتغلون بالرشاوي؟..)
الشرف..الأخلاق..الضمير أشياء لاتقدربثمن لكن بزمننا هناك من(يثمنّها) ابتداءا بالملاليم وانتهاءا للملايين..فكم قيمة شرفك..أخلاقك ..مبادؤك ..ضميرك انت ياترى؟
انتهــــــــــــــــــــــــــــى..