^^^^^..قوطي بيبسي احرجني...^^^^^^^^^^^^^^^^^ قصة من واقع مؤلم

    • ^^^^^..قوطي بيبسي احرجني...^^^^^^^^^^^^^^^^^ قصة من واقع مؤلم

      [INDENT] فالبداية اهلا وسهلا بكم جميعا., واتمنى ان ينال موضوعي شرف اعجابكم.,

      و افتتح موضوعي بقول الفاروق عمر بن الخطاب" لو كان الفقر رجلا لقتلته.."

      جئت الى الدنيا ودموع امي تمطر على وجنتي البريئة.,
      جئت الى الدنيا و وجه أبي يخفي خلفه أشياء لم اكن اعلمها., اشياء باتت تؤرقه ليل نهار., كنت ارى الخوف والضعف على وجه ابي وامي في كل حين.,
      لم الخوف والحزن يا ابي؟!! سؤال بات في مخيلتني منذ صغري., كنت صغيرا ألهو وألعب ولا اعرف شيء سوى ألعابي وسؤالي..!
      ألعابي كانت ليس كباقي ألعاب الاطفال,,كانت مجموعة علب معدنية فارغة فقط ( قواطي)
      كبرت وكبر معي السؤال.,! وكبرت وانا ارى ابي يحمل في كل صباح وقبل ان يستيقظ للفجر يحمل خيشته البالية ويرجع بها ممتلئة بالقواطي..
      مرت الايام وانا على هذا الحال حتى اتى اليوم الذي اخذني ابي معه لنجمع اكبر عدد ممكن.,
      كنت امشي خلفه ولا ادري الى اين.! اجر تلك الخيشة البالية على ازقة مخيفة.. تناظرني القطط وانا الغريب في ازقتها..وهي قد اعتادت على ابي فقط.,
      اعتادت عليه وهو يزاحمها على مجمعات القمامة.,
      مرت بنا الايام ونحن من زقاق الى زقاق.,
      ومن قمامة الى قمامة., بحثا عن الارزاق وبعيدا عن الانظار ., في منتصف الليل فقير يبحث عن ذاته التي اهلكها الفقر.,
      ويجر خلفه طفله البريء الذي يبحث عن ذاته البريئة ايضا.,
      مر بنا الحال حتى اصبحت اجر خيشتي بنفسي وابي يجر خيشته ايضا., كنت اذهب في طريق وابي في طريق اخر ثم نأتي للبيت وكل منا قد ملء خيشته.,
      ثم اذهب للمدرسة وكعادتي اجلس في ركن مقرور اطالع السعادة على الوجوه الاخرى.,
      اين السعادة مني.! لم لا اعرفها,.!
      كنت اسأل نفسي اسئلة كثيرة, اسئلة اكبر مني بأعوام واعوام.,
      اسئلة اجوبتها غامضة لحاضر مؤلم ومستقبل مجهول.,
      عشت اياما قاسية لا مثيل لها., قاسية ولم لا ونحن نقتات من قمامة تسد رمقنا الاخير.,
      رغم الألم ورغم القلوب القاسية التي طالما سخرت بقدرنا المحتوم لكن بداخلي امل موجود لعل المستقبل به يعود.,
      انتهت دراستي من المدرسة لتحتضنني احدى الكليات ولم اكن ادرك ان القلوب قد جفت ومات الاحساس فيها,كنت رمزا لسخرية بينهم.,
      ففي يوم من الايام كنت في الكلية اتناول وجبة الافطار وحيدا كعادتي.,وهي افطاري وغداي واحيانا عشاي كانت عباره عن علبة بيبسي(قوطي بيبسي) واشياء بسيطة لا تكاد تذكر., وبعد ما انتهي منها كنت أخبي القوطي عند مخرج الكلية من غير ان يشعر بي احد وبعد ما اشبعه ضربا حتى يصبح كتلة صماء ثم احمله للبيت .,
      حتى اتت الساعة التي كشف المستور حينما رأني احد الشباب وقبل ان تراني عينه ضجت الكلية بالخبر وانتشر كإنتشار النار فالهشيم.,

      لم يرحم ضعفي و فقري ضاقت بي الدنيا,, كرهت كل بني البشر من شخص واحد وادرك بأنني مخطيء للحكم بذلك ولكنني اكرههم اكرههم جميعا.,
      وبعد تلك الحادثة لم اذهب للكلية لمدة ثلاث ايام كيف لي أن اذهب وانا سخرية الفقر اللعين.,
      سأعتزل العالم وسأعتزلك يا وطن,, نعم يا وطني سأعتزلك بلا تردد لانك اعتزلتني وعتزلت ابي وامي ايضا.,
      سأظل وحيدا طول عمري لن ارضى بالإهانة مرة اخرى.,
      تبا لك يا وطن..!! وتبا لهم جميعا.. وتبا للفقر الفاضح.,

      وتبا لك ايها الخائن (قوطي البيبسي)., تبا لك للابد.,
      افضحتني و أفجعتني يا خائن.,
      تبا لك يا قوطي.,
      تبا لك يا قوطي.,
      تبا لك يا قوطي.,

      [/INDENT]
      تمشي على كف القدر ولا ندري
      عن المكتوب