زمن غيـــابة الجُــبّ .. {لأصحاب الأقلام الجريئة}

    • زمن غيـــابة الجُــبّ .. {لأصحاب الأقلام الجريئة}

      يقول تعالى في محكم كتابة الكريم :

      ( قال رب اشرح لي صدري * ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني*
      يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا " من أهلي * هارون أخي *
      اشدد به أزري * وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا " *
      ونذكرك كثيرا " ، إنك كنت بنا بصيرا " ، قال قد أوتيت سؤلك يا موسى )


      ولكن هارون اليوم ذهب ولم يعد ...!

      أخي رويداً على قلبي فذكراك لم تزل تمد فؤادي بالوفاء..
      أخي أتذكر يوم ان كنا صغاراً .. انت من شهد مولدي وشهد عثرتي ..
      أنت من بين جميع الناس وحدك تعلم متى اكون في قمة سعادتي ..
      أتذكر يوم ان كنا نتقاسم كل شيء ..
      غرفتنا , سريرنا , وفردات حذائنا , بل حتى ثيابنا ,
      وذلك الإناء الذي كان يدور بين افواهنا فلا كرامةٌ ولا حدودٌ بيننا ,
      أنت من يعلم بمكنونات قلبي بعد الله
      أبوح لك بكل شي دون ان انمق العبارات ,
      لا أخشى ان تهجرني او تهتز صورتي لديك ,
      ابوح لك بعيوبي وبما في جيوبي ,
      بنظرة واحدة منك تقرأ افكاري وتعلم رغبتي ,
      اخي من أمي وأبي لا أحداً من البشر يحل مكانك عندي ..

      فالأخوة يعيشون منذ نعومة أظفارهم سوياً في بيتٍ واحد ..

      لكن..

      هكذا سيّرتنا حياتنا وهكذا نراها اليوم
      انجرفنا خلفها فحازت معها الشيء الكثير بل إنها
      لم تبقِ ولم تذر ..
      ما أردت الحديث عنه هنا هو ذاك الأخ العزيز الذي كان يحتوينا واليوم شاءت الأقدار وتفارقت القلوب اكثر
      من المسافات ..
      لم يعد يجمعنا حتى ذلك البيت الهادئ ,
      بل ان الكثير منا لم يعد يدل حتى طريق أخاه ..

      مشكلة قد يسميها البعض او قد تكون ظاهرة عند الآخر ,

      ولكن الاهم من ذلك انها اصبحت عامة كما يراها الغالب ..

      الغريب في الامر ان الكثير منا اصبح اقرب الى اهل زوجته او
      إلى أصدقائه اكثر من اهله
      مما يثير الكثير في نفوسنا ويدعونا الى طرح العديد من التساؤلات حول ذلك ..
      كان في الماضي ذلك الأخ هو من نعتزي به ونشتد به ونضمد به تلك الجروح
      كان يقوم بجميع الأدوار واهمها المسئوليه في غياب المسئول ,
      كان هو الأب في غيابه وكان هو الحنون الذي نحتاجه وكان هو
      عُصبة الرأس التي نحتزم بها ..
      يقول تعالى في قصة موسى علية السلام ( هارون اخي اشدد به ازري )

      انظر كيف كان لذاك الاخ من دوراً يلعبه في ذاك الزمان
      ولكن اليوم لم يبقى إلا إخوة يوسف بعد أن رموة في غيابة الجبّ ..


      والآن.. أنتم أعزائي

      ما رأيك هل فعلاً نحن في زمن غيابة الجُب ؟


      وهل من الممكن ان تكون الماده لعبت هنا دوراً كبيراً في التفرقة والابتعاد بين الأخوة ؟

      وهل للنساء دور في تفاقم المشكلة أو الظاهرة؟

      وماذا عن البيت والتربية ؟

      وهل أنت ممن يتخلى عن إخوته ؟ وما عذرك في الابتعاد عنهم؟

      ما هي الحلول المناسبة في التصدي لهذه المشكلة/ الظاهرة ..؟

      .
      .

      في انتظاركم / بسمــة حائــرة