رجال الدين العراقيين يستعرضون عضلاتهم بعد الحرب
رويترز : : GMT 05.00 hours + 2003-09-24 - 07:16:27
رجال الدين العراقيين يستعرضون عضلاتهم بعد الحرب
بغداد (رويترز)- سأل أحد المصلين امام المسجد عما إذا كان يوافق على بيع أجهزة تبريد هواء لقوات الاحتلال الامريكي للعراق.. أجاب الامام بالنفي.
قال الشيخ فاضل محسن "قلت له إنه يجب ان يتعامل معهم فيما يرضي الله فقط. قلت إنه حرام التعامل معهم فيما يؤذي العراقيين أو أية وسيلة تساعد في دعم وجودهم في بلادنا."
وبينما يناضل العراق لاعادة بناء نفسه بعد الحرب يقوى دور رجال الدين في محاولة لسد فراغ الزعامة بعد سقوط صدام حسين. وفي مجتمع مضطرب يلجأ الناس إلى الاسترشاد بنصائح الشيوخ ولكن تأثيرهم على أناس مشوشين وبدون قيادة يتزايد لدرجة أن نفوذ هؤلاء الشيوخ يتنامى في الأمور السياسية وحتى القانونية.
قامت بالعراق أحزاب متعطشة إلى السلطة يتزعمها رجال دين يستغلون حرية التعبير الجديدة بعد هيمنة حكومية صارمة استمرت عدة سنوات وذلك لاعادة الحكم الديني إلى العراق.
وأستغل زعماء دينيون يعتقدون أن السياسة جزء لا يتجزأ من الاسلام غياب سلطة مركزية وانشغال الولايات المتحدة بحماية جنودها في العراق لتأجيج الشعور المعادي لامريكا في خطبهم.
قال الشيخ كاظم الناصر إن خطب المساجد أصبحت أكثر حماسا "وبعد سقوط الطاغية وعجز المحتلين عن وقف مثل هذه الخطب فاننا نستغل هذا للتعبير عن رأي الحوزة (السلطة الدينية الشيعية)."
بل أن بعض رجال الدين يتجاوزن نطاق مناطقهم بالقاء خطب على الشعب العراقي كله. قال الشيخ وليد العزاوي في خطبة مشتركة لمصلين سنة وشيعة في مسجد الكعبة ببغداد "سيكون العراق مقبرة لامريكا... جاءوا لمحاربة الاسلام وتدمير قيمنا وتدنيس مقدساتنا وتمزيق وحدتنا."
والرسالة ليست ضد أمريكا دائما. قال الشيخ فاضل محسن إنه يمكن للمسلم أن يدلي بمعلومات لقوات الاحتلال.. على سبيل المثال إذا ساعد ذلك في القبض على بعثي يديه ملطختين بالدماء.
بيد أن هناك رسائل أوسع مجالا تدعو إلى المقاومة المسلحة وتقول إن الجهاد طريق المسلمين الصحيح للتصدي للاحتلال الاجنبي. وأقامت مساجد عراقية كثيرة سنية وشيعية صلوات خاصة لانهاء الاحتلال والبعض يشيد بهجمات مقاتلين ضد المحتلين.
ويزداد التجاء العراقيين العاديين لرجال الدين ابتغاء النصح فى موضوعات اجتماعية وسياسية واخلاقية. بعضها مشاكل متوقعة في فترة ما بعد الحرب والبعض الآخر موضوعات مدنية كانت من اختصاص حكومة صدام البائدة.
وفي غياب نظام قضائي يصدر رجال الدين الشيعة فتاوى للحد من تصفية الحسابات التي يقوم بها عراقيون غاضبون ضد بعثيين سابقين.
وبعض الأحزاب تتخذ المساجد مراكز تجنيد. ولعب رجال الدين والمتطوعون دورا رئيسيا في اعادة الانضباط وحماية المباني العامة من النهب في الأيام التالية لسقوط صدام.
وفي حي الاعظمية ببغداد قال الشيخ مؤيد الاعظمي إنه ليس لديه وقت تقريبا ليقضيه مع عائلته بسبب التزاحم على طلب مشورته. قال الشيخ السني إن الناس يلجأون دائما إلى الله في أوقات الشدة وإنه اصبح يشبه طبيبا روحانيا.
ويقول رجال دين إن عراقيين اصيبوا بصدمة يطلبون مشورتهم لمواجهة القلق الذي ينتابهم عند مغادرة بيوتهم بسبب انعدام الامن في الشوارع حيث تتفشى الجريمة بالاضافة إلى خطر هجمات مقاتلين.
قال الاعظمي إن الامام الناجح هو الذي يعالج قضايا حقيقية تمس حياة الناس. "نحن مطلوبون لان الناس يشعرون بالضياع بسبب انعدام القانون وانفلات الحرية والحاجة إلى تأمين عائلاتهم وبيوتهم."
رويترز : : GMT 05.00 hours + 2003-09-24 - 07:16:27
رجال الدين العراقيين يستعرضون عضلاتهم بعد الحرب
بغداد (رويترز)- سأل أحد المصلين امام المسجد عما إذا كان يوافق على بيع أجهزة تبريد هواء لقوات الاحتلال الامريكي للعراق.. أجاب الامام بالنفي.
قال الشيخ فاضل محسن "قلت له إنه يجب ان يتعامل معهم فيما يرضي الله فقط. قلت إنه حرام التعامل معهم فيما يؤذي العراقيين أو أية وسيلة تساعد في دعم وجودهم في بلادنا."
وبينما يناضل العراق لاعادة بناء نفسه بعد الحرب يقوى دور رجال الدين في محاولة لسد فراغ الزعامة بعد سقوط صدام حسين. وفي مجتمع مضطرب يلجأ الناس إلى الاسترشاد بنصائح الشيوخ ولكن تأثيرهم على أناس مشوشين وبدون قيادة يتزايد لدرجة أن نفوذ هؤلاء الشيوخ يتنامى في الأمور السياسية وحتى القانونية.
قامت بالعراق أحزاب متعطشة إلى السلطة يتزعمها رجال دين يستغلون حرية التعبير الجديدة بعد هيمنة حكومية صارمة استمرت عدة سنوات وذلك لاعادة الحكم الديني إلى العراق.
وأستغل زعماء دينيون يعتقدون أن السياسة جزء لا يتجزأ من الاسلام غياب سلطة مركزية وانشغال الولايات المتحدة بحماية جنودها في العراق لتأجيج الشعور المعادي لامريكا في خطبهم.
قال الشيخ كاظم الناصر إن خطب المساجد أصبحت أكثر حماسا "وبعد سقوط الطاغية وعجز المحتلين عن وقف مثل هذه الخطب فاننا نستغل هذا للتعبير عن رأي الحوزة (السلطة الدينية الشيعية)."
بل أن بعض رجال الدين يتجاوزن نطاق مناطقهم بالقاء خطب على الشعب العراقي كله. قال الشيخ وليد العزاوي في خطبة مشتركة لمصلين سنة وشيعة في مسجد الكعبة ببغداد "سيكون العراق مقبرة لامريكا... جاءوا لمحاربة الاسلام وتدمير قيمنا وتدنيس مقدساتنا وتمزيق وحدتنا."
والرسالة ليست ضد أمريكا دائما. قال الشيخ فاضل محسن إنه يمكن للمسلم أن يدلي بمعلومات لقوات الاحتلال.. على سبيل المثال إذا ساعد ذلك في القبض على بعثي يديه ملطختين بالدماء.
بيد أن هناك رسائل أوسع مجالا تدعو إلى المقاومة المسلحة وتقول إن الجهاد طريق المسلمين الصحيح للتصدي للاحتلال الاجنبي. وأقامت مساجد عراقية كثيرة سنية وشيعية صلوات خاصة لانهاء الاحتلال والبعض يشيد بهجمات مقاتلين ضد المحتلين.
ويزداد التجاء العراقيين العاديين لرجال الدين ابتغاء النصح فى موضوعات اجتماعية وسياسية واخلاقية. بعضها مشاكل متوقعة في فترة ما بعد الحرب والبعض الآخر موضوعات مدنية كانت من اختصاص حكومة صدام البائدة.
وفي غياب نظام قضائي يصدر رجال الدين الشيعة فتاوى للحد من تصفية الحسابات التي يقوم بها عراقيون غاضبون ضد بعثيين سابقين.
وبعض الأحزاب تتخذ المساجد مراكز تجنيد. ولعب رجال الدين والمتطوعون دورا رئيسيا في اعادة الانضباط وحماية المباني العامة من النهب في الأيام التالية لسقوط صدام.
وفي حي الاعظمية ببغداد قال الشيخ مؤيد الاعظمي إنه ليس لديه وقت تقريبا ليقضيه مع عائلته بسبب التزاحم على طلب مشورته. قال الشيخ السني إن الناس يلجأون دائما إلى الله في أوقات الشدة وإنه اصبح يشبه طبيبا روحانيا.
ويقول رجال دين إن عراقيين اصيبوا بصدمة يطلبون مشورتهم لمواجهة القلق الذي ينتابهم عند مغادرة بيوتهم بسبب انعدام الامن في الشوارع حيث تتفشى الجريمة بالاضافة إلى خطر هجمات مقاتلين.
قال الاعظمي إن الامام الناجح هو الذي يعالج قضايا حقيقية تمس حياة الناس. "نحن مطلوبون لان الناس يشعرون بالضياع بسبب انعدام القانون وانفلات الحرية والحاجة إلى تأمين عائلاتهم وبيوتهم."