خمسة وخمسون عاما مرت على إلقاء الولد الصغير على هيروشيما، ولا تزال سييكو ايكيدا تتذكر حالة الرعب والهلع التي عاشتها عندما كان عمرها 12 عاما
في رسالة إلى نادي المراسلين الأجانب في اليابان تسترجع ايكيدا ما حدث في السادس من أغسطس آب 1945 عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية محملة بمادة اليورانيوم المشعة، أطلقت عليها اسم الولد الصغير، على مدينة هيروشيما اليابانية لتقتل أكثر من مئتي ألف شخص
تقول سييكو: كان يوما صحوا، الشمس مشرقة والجميع يتوقع أن يكون مجرد يوم حار آخر. في الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة صباحا ألقيت أول قنبلة ذرية من صنع الإنسان
فجأة رأيت صاعقة من البرق أو ما يشبه عشرات الآلاف من الصواعق البرقية تومض في لحظة واحدة
ثم دوى صوت انفجار قوي وفجأة ساد المكان ظلام تام. عندما أفقت وجدت شعري ذابلا وملابسي ممزقة وكان جلدي يتساقط من على جسدي، ولحمي وعظامي مكشوفة. لم أفكر حتى في تغطية جسدي، فقط وجدت نفسي أصرخ وأجري لأنفد بجلدي
موت الحياة
الجميع كان يعاني من حروق شديدة في جسده. كانوا يبكون ويصرخون ويسيرون في نفس الاتجاه وكأنهم طابور من الأشباح
غطى مدنية هيروشيما ظلام دامس بعد أن كانت منذ قليل تعج بالحياة، الحقول احترقت ولم يعد ثمة ما يذكرنا بالحياة
تناثرت الأجساد المحترقة هنا وهناك في الشوارع مثل الأسماك المشوية وكان من المستحيل أن تقول ما إذا كان هذا الجزء من الجسد أو ذاك ينتمي لرجل أو امرأة أو طفل صغير أو لرجل عجوز
وكانت الدماء تغطي من ظل على قيد الحياة لكنهم تساقطوا قتلى واحدا تلو الآخر. كثيرون لم يستطيعوا حتى أن يصرخوا.. كنا نسير بين الجثث والمصابين
شعرت بحرارة شديدة في جسدي، وسرت مع صديقة لي إلى النهر. عندما نظرت لوجه صديقتي وجدت جلدها يتدلى من وجهها مثل الشمعة المحترقة، وفكرت على الفور أن وجهي بالتأكيد سيكون مثل وجهها
سار الكثير من المصابين إلى النهر الذي أصبح مليئا بالناس لدرجة أننا لم نعد نرى المياه. كان الناس يظهرون ويختفون في المياه وعندما ماتوا غرقوا في القاع
الذكريات تطارد ايكيدا
في وقت لاحق سمعت أن هذه الجثث تركت لمدة أربعة أو خمسة أيام طافية تحت رحمة المد والجزر
ثم خرجنا من النهر وواصلنا الهرب وأثناء طريقي رأيت الكثير من المنازل المدمرة. ومن تحت أنقاضها سمعت أصواتا تصرخ: ساعدوني.. ساعدوني، لكنني كنت مجرد فتاة صغيرة، ماذا أستطيع أن أفعل، كل ما يمكنني فعله هو ان أواصل الهرب. وضعت يدي على أذني وواصلت السير
كان هناك رجل مسن مصابا بشدة ولا يستطيع الحراك، أمسك قدمي وقال: أعطني بعض المياه، وحدق في وجهي، مرة أخرى لم أستطع أن أقدم شيئا، جريت، ولا زالت هذه الذكرى تطاردني
عندما أفكر في من كانوا مدفونين تحت الأنقاض أو في هذا الرجل أشعر بالألم يعتصرني
تبلغ ايكيدا الآن ستة وسبعين عاما، وأجريت لها خمس عشرة عملية تجميل لإصلاح وجهها الذي تشوه بشدة، لكنها تقول إنها تشعر أنها محظوظة لبقائها على قيد الحياة
نقلا عن وكالة BBC للانباء
في رسالة إلى نادي المراسلين الأجانب في اليابان تسترجع ايكيدا ما حدث في السادس من أغسطس آب 1945 عندما ألقت الولايات المتحدة قنبلة ذرية محملة بمادة اليورانيوم المشعة، أطلقت عليها اسم الولد الصغير، على مدينة هيروشيما اليابانية لتقتل أكثر من مئتي ألف شخص
تقول سييكو: كان يوما صحوا، الشمس مشرقة والجميع يتوقع أن يكون مجرد يوم حار آخر. في الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة صباحا ألقيت أول قنبلة ذرية من صنع الإنسان
فجأة رأيت صاعقة من البرق أو ما يشبه عشرات الآلاف من الصواعق البرقية تومض في لحظة واحدة
ثم دوى صوت انفجار قوي وفجأة ساد المكان ظلام تام. عندما أفقت وجدت شعري ذابلا وملابسي ممزقة وكان جلدي يتساقط من على جسدي، ولحمي وعظامي مكشوفة. لم أفكر حتى في تغطية جسدي، فقط وجدت نفسي أصرخ وأجري لأنفد بجلدي
موت الحياة
الجميع كان يعاني من حروق شديدة في جسده. كانوا يبكون ويصرخون ويسيرون في نفس الاتجاه وكأنهم طابور من الأشباح
غطى مدنية هيروشيما ظلام دامس بعد أن كانت منذ قليل تعج بالحياة، الحقول احترقت ولم يعد ثمة ما يذكرنا بالحياة
تناثرت الأجساد المحترقة هنا وهناك في الشوارع مثل الأسماك المشوية وكان من المستحيل أن تقول ما إذا كان هذا الجزء من الجسد أو ذاك ينتمي لرجل أو امرأة أو طفل صغير أو لرجل عجوز
وكانت الدماء تغطي من ظل على قيد الحياة لكنهم تساقطوا قتلى واحدا تلو الآخر. كثيرون لم يستطيعوا حتى أن يصرخوا.. كنا نسير بين الجثث والمصابين
شعرت بحرارة شديدة في جسدي، وسرت مع صديقة لي إلى النهر. عندما نظرت لوجه صديقتي وجدت جلدها يتدلى من وجهها مثل الشمعة المحترقة، وفكرت على الفور أن وجهي بالتأكيد سيكون مثل وجهها
سار الكثير من المصابين إلى النهر الذي أصبح مليئا بالناس لدرجة أننا لم نعد نرى المياه. كان الناس يظهرون ويختفون في المياه وعندما ماتوا غرقوا في القاع
الذكريات تطارد ايكيدا
في وقت لاحق سمعت أن هذه الجثث تركت لمدة أربعة أو خمسة أيام طافية تحت رحمة المد والجزر
ثم خرجنا من النهر وواصلنا الهرب وأثناء طريقي رأيت الكثير من المنازل المدمرة. ومن تحت أنقاضها سمعت أصواتا تصرخ: ساعدوني.. ساعدوني، لكنني كنت مجرد فتاة صغيرة، ماذا أستطيع أن أفعل، كل ما يمكنني فعله هو ان أواصل الهرب. وضعت يدي على أذني وواصلت السير
كان هناك رجل مسن مصابا بشدة ولا يستطيع الحراك، أمسك قدمي وقال: أعطني بعض المياه، وحدق في وجهي، مرة أخرى لم أستطع أن أقدم شيئا، جريت، ولا زالت هذه الذكرى تطاردني
عندما أفكر في من كانوا مدفونين تحت الأنقاض أو في هذا الرجل أشعر بالألم يعتصرني
تبلغ ايكيدا الآن ستة وسبعين عاما، وأجريت لها خمس عشرة عملية تجميل لإصلاح وجهها الذي تشوه بشدة، لكنها تقول إنها تشعر أنها محظوظة لبقائها على قيد الحياة
نقلا عن وكالة BBC للانباء