كابول – ش – وكالات
رحب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يحتجز أربعة رهائن فرنسيين خطفهم في النيجر قبل اكثر من تسعة أشهر، بالإعلان عن انسحاب قريب لمئات الجنود الفرنسيين من أفغانستان، كما أعلن لوكالة فرانس برس مصدر قريب من الوساطة. وقال هذا المصدر إن "الاعلان عن انسحاب قريب لقوات فرنسية من أفغانستان، قد رحب به خاطفو اربعة رهائن فرنسيين". وكان هذا الانسحاب واحدا من الشروط التي طرحها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي للافراج عن الرهائن.
وأكد هذا المصدر من جهة ثانية أن "الرهائن على ما يرام". وأضاف: "هذا ما قاله لنا الخاطفون". وقد أعلنت فرنسا قبل أسبوع أن "بضع مئات" من الجنود الفرنسيين سيغادرون أفغانستان قبل نهاية السنة.
ويحتجز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي اربعة فرنسيين رهائن هم في عداد مجموعة من سبعة اشخاص خطفوا في 16 سبتمبر 2010 في موقع ارليت لاستخراج اليوارنيوم في شمال النيجر لحساب مجموعة اريفا النووية الفرنسية. وفي 24 فبراير، أفرج عن ثلاثة رهائن (فرنسية وتوجولي وملغاشي) قرب نقطة التقاء على الحدود بين الجزائر ومالي والنيجر، احد مسارح عمليات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بث في 27 أبريل شريط فيديو لرهائن "يتوسلون" الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سحب قواته من أفغانستان، إلا أن باريس سارعت إلى رفض هذا الطلب. وترافق هذا المطلب، كما ذكرت مصادر قريبة من المفاوضات، مع طلب فدية تبلغ قيمتها 90 مليون يورو.
وعلى صعيد التطورات الميدانية؛ أعلن مسؤولون أن 13 شخصا بينهم نساء واطفال قتلوا أمس في انفجار قنبلة بحافلة صغيرة كانت تقل أسرة من اللاجئين الأفغان. وكان 11 على الأقل من القتلى من أسرة واحدة عائدة من باكستان عبر إقليم زابل بالمنطقة المضطربة جنوبي أفغانستان حينما وقع الانفجار.
ويتسلل مسلحو طالبان إلى تلك المنطقة انطلاقا من مخابئهم في باكستان المجاورة حيث ينفذون هجمات توقع قتلى وجرحى. وقال بيان لوزارة الداخلية الأفغانية إن "انفجارا أصاب حافلة مدنية صغيرة نتيجة قنبلة على أحد الطرق في منطقة زنزير في اقليم شامل ضي في ولاية زابل".
وتابع البيان "أسفر الانفجار عن استشهاد 13 مدنيا بينهم اربع نساء وطفلان". وكانت وكالة فرانس برس قد نقلت عن نائب حاكم الاقليم محمد جان رسوليار قوله أن 11 شخصا قتلوا في الانفجار الذي وقع في السابعة و50 دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي (الثالثة و20 دقيقة صباح جرينتش).
وأضاف المسؤول أن القتلى كانوا جميعا من أسرة واحدة وانهم من اللاجئين. وتابع رسوليار "كانوا في طريقهم لاقليم غزني من باكستان مرورا بمنطقة زابل الحدودية". يذكر أن القنابل التي يزرعها مسلحو طالبان وغيرهم من المسلحين التابعين لهم على الطرق كثيرا ما توقع قتلى وجرحى بين المدنيين.
وتخوض طالبان حركة تمرد ضد القوات الأجنبية منذ قرابة عشر سنوات، غير أن المدنيين هم أول ضحايا الحرب في هذا البلد. وتقول الأمم المتحدة إن 2777 شخصا قتلوا العام الفائت في اكبر حصيلة للقتلى منذ بدء الحرب العام 2001.
كما اشارت الامم المتحدة في يونيو إلى ارتفاع الحوادث الامنية في أفغانستان منذ مارس بنسبة 51 بالمئة قياسا بالفترة ذاتها العام الفائت. وأضافت أن معظم الهجمات كانت بالقنابل التي تزرع على الطرق أو نتيجة اشتباكات بالسلاح.
كما قتل اربعة اشخاص أمس الأول في انفجاري الغام في منطقة معروف باقليم قندهار في جنوب أفغانستان حيث تركز القوات الاجنبية جهودها لمكافحة المسلحين. وقال قائد الشرطة المحلية الجنرال عبد الرزاق "وقع الانفجار الاول حوالي التاسعة مساء (بالتوقيت المحلي) واسفر عن قتل مدنيين كانا يعبران الطريق باتجاه الحديقة".
وأضاف "وقع الانفجار الثاني حينما تجمع الناس لانتشال جثتي الانفجار الاول، ما اسفر عن مقتل شخصين آخرين". وتذكر حصيلة القتلى الأخيرة من المدنيين بخطورة المهمة التي تواجهها القوات الأفغانية مع توليها مسؤوليات أمنية أكبر عقب الإعلان عن الدفعة الاولى لانسحاب القوات الاجنبية من البلاد.
ويوجد زهاء 150 ألف جندي أجنبي في أفغانستان، بينهم 99 ألفا من القوات الأمريكية. ومن المقرر أن يبدأ انسحاب محدود للقوات الأمريكية هذا الشهر بعد تصريح الرئيس باراك أوباما بأن بلاده ستسحب عشرة آلاف جندي هذا العام.
ومن المقرر أن تنسحب كافة القوات القتالية الاجنبية من أفغانستان بنهاية 2014 غير أن المجتمع الدولي يؤكد على ضرورة الإبقاء على التزام طويل الأمد بأفغانستان لدعم هذا البلد الفقير الذي يعاني من آثار الحروب الطاحنة.
ومن ناحية أخرى، صرحت القوات الدولية للمساعدة الأمنية (ايساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان أن جنديا من القوات الأجنبية قتل في انفجار لغم على احد الطرق غربي أفغانستان أمس.

أكثر...