جراحون ألمان يرتقون القصبات الهوائية المصابة بشرائح تستنبت على أمعاء الحيوانات

    • جراحون ألمان يرتقون القصبات الهوائية المصابة بشرائح تستنبت على أمعاء الحيوانات


      يضطر الجراحون إلى استئصال فص كامل من فصوص الرئة لتخليص المصاب من سرطان خبيث أو من «كيس مائي» يهدد حياة المريض. وتؤدي هذه العمليات إلى ترك عدد لا يحصى من القصيبات الهوائية المفتوحة التي يتوقع الأطباء التحامها ذاتيا بالتدريج لتقوم بمنع الهواء من التسرب إلى التجويف الصدري.
      ويقول الجراحون الألمان من جامعة هانوفر إنهم نجحوا لأول مرة في لحم القصبات الهوائية المفتوحة بواسطة نسيج من الخلايا العضلية والخلايا الليفية (الفايبروبلاست) التي تؤخذ من المريض نفسه وتزرع مختبريا على شريحة من أمعاء الخنزير مثلا. وأكد البروفيسور باولو ماتشياريني أن العملية نجحت في وقف تسرب الهواء إلى القفص الصدري لمريض عمره 58 سنة كان يعاني من سرطان الرئة. وتم خلال العملية التي نشرت مجلة «الطبيب الألماني» أخبارها استئصال فص كامل من رئة المريض. وذكر ماتشياريني أن القصبات الهوائية انفتحت بعد العملية مع الأسف وأدى ذلك كالمعتاد إلى وصول هواء أقل إلى رئتي المريض أثناء الشهيق من جهة، وإلى تسرب الهواء إلى داخل القفص الصدري أثناء الزفير من جهة ثانية. وأدت الحالة بالنتيجة إلى معاناة المريض من ضيق تنفس حاد اضطر الأطباء مجددا لفتح ثقبين في صدره لتسريب الهواء المتسلل إلى تجويف الصدر.
      عمد البروفيسور ماتشياريني وزملاؤه بعد ذلك إلى أخذ الخلايا العضلية والليفية من جرح المريض وزراعتها على شريحة من الأمعاء الدقيقة للخنزير لمدة اسبوعين. وحسب مصادر الجراح الألماني فإن الشريحة لم تكن تحمل خلايا حيوانية حية الأمر الذي يشي بنمو نسيج إنساني بحت. واستخدم الأطباء النسيج المستنبت بهذه الصورة في ترتيق القصبات الهوائية الكبيرة من الداخل. ونجحت الطريقة بعد 52 يوما من إجراء العملية في منع تسرب الهواء من الرئتين. واثبت التنظير الذي أجري مباشرة بعد العملية على رتق الفتحات بشكل محكم، وهو ما ثبت أيضا من خلال فحص ثان أجري بعد ستة أيام من العملية. وبدا ماتشياريني متفائلا حينما قال لمجلة الطبيب الألماني إن هدفه ليس ترتيق القصبات بعد العمليات وإنما استنبات أجزاء كاملة من القصبات الهوائية مختبريا باستخدام طريقة الخلايا العضلية والليفية على شريحة أمعاء الخنزير. وأشار الطبيب إلى أن عمليات الترتيق لا تنفع أحيان في العمليات القصوى التي تتطلب إزالة جزء كبير من الرئة. كما أنها لا تفيد الأطفال الذين يعانون من تشوهات ولادية تطال أكثر من 50% من القصبة الهوائية أو تتطلب إزالة أجزاء كاملة من الرئة. ولا ينفع في هذه الحالات سوى استنبات الأنسجة المخاطية مختبريا وزرعها في رئة المريض.

      تحياتي |e