

صلة الرحم من الأمور التي حث عليها الإسلام، والتمسك بالأنساب من الأمور التي تنمي التواصل، وتدعوا إلى التراحم، والفخر بالأحساب من الأمور التي تجعل الإنسان يسعى للمحاسن، ويتجنب المثالب.
قال تعالى :
(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ و أنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير). صدق الله العظيم.
وقال تعالى :
(واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام). صدق الله العظيم.
وقال صلى الله عليه وسلم :
(تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا).
وقال صلى الله عليه وسلم :
(تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال، منسأة في الأجل، مرضاة للرب).
وقال عليه الصلاة والسلام :
(إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم).
وقال عليه الصلاة والسلام :
(كفر بالله تبرؤ من نسب وإن دق، وكفر بالله ادعاء إلى نسب لا يعـرف).
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
(تعلموا أنسابكم تصلوا أرحامكم، ولا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدهم : ممن أنت ؟ قال : من قرية كذا !! فوالله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشئ لو يعلم الذي بينه وبينه من دخلة الرحم لردعه ذلك عن إنتهاكه).
وينتمي غالبية سكان الجزيرة العربية إلى عدد من القبائل، التي يبلغ عدد الكبيرة منها أكثر من ثلاثين قبيلة، يقارب عدد أفراد بعضها حوالي المليون نسمة، والقبيلة كان لها أهميتها قديماً، بسبب الحاجة للعصبية القبلية، للتعاون في الحروب، والتكاتف في مواجهة أعباء الحياة، والتضامن في المغارم، والتقاسم للغنائم، والتشارك في حمل الديات، وإغاثة الملهوف، ومساعدة الضعيف، وإجارة المستجير، وصون الذمار، وحماية الديار.
أما في الوقت الحالي فقد عمت المدنية، وقلت الحاجة للعصبية القبلية، فبنيت المدن، وأنشئت المحاكم، ودربت الشرط، وجيشت الجيوش، وقد أنعم الله على هذا الوطن الغالي، بالوحدة، والأمن، والإستقرار، والعدل، والمساوة، مما يجعل الحاجة للإنتماء القبلي اقل من ذي قبل، وقد يكون في بعض الأحيان مناقضاً للإنتماء الوطني، ومتعارضاً مع سيادة الدولة.
لذلك فإنه يجب التفكير بجدية في حذف أسماء القبائل، والإقتصار على الأفخاذ فقط، بالنسبة للبادية، مثل الإقتصار على أسماء الأسر المعروفة، أو العشائر، في الحاضرة، خاصةً وأن أغلب القبائل، إن لم نقل جميعها، مكونة من أحلاف، ولا ترجع لجدٍ واحد،
أما الأفخاذ فإنهم في الغالب يرجعون لجدٍ واحد، وأنسابهم متسلسلة ومعروفة،
وكذلك الأمر بالنسبة للأسر في الحاضرة،
من هنا وفي الوقت الذي يتحتم فيه حذف إسم القبيلة، للأسباب المشار إليها، فإنه يجب الإبقاء على بعض الروابط بين الناس، مثل رابطة الأفخاذ في البادية، والأسر في الحاضرة، مما يحافظ على أنسابهم، ويبقي أحسابهم، وهذا هو الحل الوسط :
بين إبقاء أسماء قبائل تشكل روابط وهمية، لأعداد كبيرة من المواطنين، وتكون باعثاً للعصبية القبيلة الموهومة، وللحمية الجاهلية المذمومة، وتفتح مجالاً واسعاً، وأرضاً خصبة، للخلافات بين أفراد هذه القبائل، نظراً لكثرة الأفراد، وإتساع الديار، وتداخل الحدود، والخلاف على النسب، وعدم تحديد إنتماءات الأحلاف والنزائع، وعدم الإتفاق على إمارات الشمل، بالإضافة إلى أن وجود مثل هذه القبائل الكبيرة تتعارض في بعض الأحيان ومن البعض، مع الهوية العامة، والشعور الوطني، والإنتماء للوطن،
وبين طمس الأنساب بشكل كامل، يضيع أنساب الناس، ويفقدهم أحسابهم، ويفرق بينهم، ويقضي على روابط الصلة، وموجبات التواصل، ودواعي الرحمة، وحقوق الرحم.
ولمعرفة مدى فائدة حذف إسم القبيلة، التي ستحفظ، ولا يمكن أن تفنى أو تنسى، وسيبقى الإنتماء لها ما بقي الدهر، والإكتفاء بإبقاء التسمي بالفخذ فقط، نستعرض حال إحدى قبائل المملكة وهي قبيلة الدواسر الكريمة،
ففي حالة إتخاذ مثل هذا الإجراء فإن من فوائده ما يلي :
1- القضاء على الخلاف فيما يخص الجد (دوسر)،
فرغم أنه من الثابت والمعروف والذي لا يختلف عليه إثنان أن الجد (دوسر)، هو (الأسد)، أو (الأزد)، إبن عمران بن عمرو بن عامر، وأنه هو جد (آل زايد) الدواسر، من إبنه (العتيك) بن (الأسد، الأزد، الدوسر) بن عمران بن عمرو بن عامر الزدي،
إلا أن مجرد إدعاء التغالبة وهم إحدى فروع الدواسر بأنهم يختصون بالإسم سوف يبقى من بواعث الفرقة، ومن دواعي الخلاف الذي سيستمر ولن يسهل حسمه.
2- القضاء على الخلاف في نسبة التغالبة إلى (تغلب حلوان بن قضاعة)، حسب كتب التاريخ والأنساب، ونسبة النسابة، وأقوال المؤرخين، أو إلى (تغلب بن وائل)، حسب أقوالهم،
ففي حالة الإكتفاء بأسماء الأفخاذ، فلن يهم بقية الدواسر إلى من ينتسبون، فهم أحرار في تحديد أنسابهم وإنتمائاتهم، وليس للبقية مصلحة في نسبتهم إلى هذا الطرف أو ذاك، أو نفي أو إثبات صحة كلامهم، نظراً لأنهم أصبحوا يتمتعون بإستقلالية تامة، تشبه الإنفصال، تحفظ لكل طرف حرية تحديد إنتمائه، دون تعارض بين (آل زايد) و (آل تغلب)، سواءً في اللقب الشامل، أو في التاريخ العام.
3- التخلص شكلياً ولفضياً من إسم القبيلة، الذي لم يعد من أسس التفرقة بين فرعي الدواسر (زائد)، و (وتغلب) فقط، بل أصبح مسمى يحمله الكثير ممن يتسمى بإسم القبيلة، ويرتبط بها برابطة الموالي، وينتمي إليها بإنتماء الولاء.
4- التخلص من كل ما يتعلق بالخلاف على إمارات الشمل، وتحديد أمراء الكافة للقبائل، وهذا الأمر لا يقتصر على قبيلة (الدواسر) فقط، بل تعاني منه أغلب القبائل، ويكاد ينطبق على أغلبها، بل ربما جميعها دون إستثناء.
5- التخلص من الخلافات الكبيرة، التي تتعلق بالقبائل الكبرى بشكل عام، وحصر الخلافات إن وجدت في نطاقات ضيقة، في حدود الأفخاذ، التي لا يزيد عدد أفرادها عن ألوف قليلة في الغالب.
6- تحقيق مبدأ المساواة، وتكافؤ الفرص، الأمر الذي يصعب تحقيقه في حالة كون المسؤل ينتمي إلى إحدى القبائل الكبيرة.
7- المساعدة على تعميق الولاء الوطني، وإنصهار الجميع في بوتقة واحدة، وتهيئة الجميع للتفاعل مع المجتمع المدني، والخضوع لسيادة القانون.
علماً بان تطبق هذا الأمر، رغم كونه صعباً، إلا أن تطبيقه على جميع القبائل دون إستثناء، سوف يسهل تقبله، ويضمن القبول به من الجميع.
مدونة محمد الحسين
المصدر محمد الحسين
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions