الحرية :
قبل أن نخوض في دنيا الحرية وعالمها فلنتوقف لحظة مع القصة التالية :
( قال مواطن أمريكي لآخر روسي : نحن في بلادنا نمارس الحرية بصورة كاملة , فسأله الروسي : كيف ؟ فأجاب الأمريكي : أستطيع أن أدخل على الرئيس الأمريكي دون استئذان وأسبه وأشتمه ثم أتركه عابس الوجه مغضب راكلاً الباب بقدمي وأنا خارج وبدون استئذان أيضاً .
فقال الروسي ضاحكاً : في بلادنا نمارس الحرية بشكل أفضل من ذلك, فيسأله الأمريكي : وكيف ذلك ؟ فيجيب الروسي : أستطيع أن أدخل على الرئيس الروسي دون استئذان وأقوم بسب وشتم الرئيس الأمريكي أيضاً واتركه باسماً يضحك ويصفق لي , ثم أخرج عنه راكلاً الباب برجلي دون استئذان أيضاً ) .
فقال الروسي ضاحكاً : في بلادنا نمارس الحرية بشكل أفضل من ذلك, فيسأله الأمريكي : وكيف ذلك ؟ فيجيب الروسي : أستطيع أن أدخل على الرئيس الروسي دون استئذان وأقوم بسب وشتم الرئيس الأمريكي أيضاً واتركه باسماً يضحك ويصفق لي , ثم أخرج عنه راكلاً الباب برجلي دون استئذان أيضاً ) .
هاتين صورتين للحرية أولهما رأسمالي متمثلاً في الرجل الأمريكي , والآخر شيوعي متمثلاً في الرجل الروسي , وهما بين إفراط وتفريط .
.إن الحرية عبارة عن ثوب له قياس محدد فإذا أُلبست الأنظمة الرأس مالية هذا الثوب فسيكون قصيراً عليها , وإذا أُلبست الأنظمة الشيوعية هذا الثوب فسيكون طويلاً عليها , أما المقياس المناسب لهذا الثوب هي النظام الإسلامي نظام الاتزان والوسطية والعدل .
والحرية الواردة في المثال بصورتيها لا تتناسب مع شرعنا القويم وديننا الحنيف , فالحرية عندنا تتمثل في : (( كلمة " حق " عند سلطانٍ جائر )) , بينما ينعدم هذا المفهوم في المجتمعات التي ينطبق فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " …… إذا سرق فيهم الشريف تركوه , وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ….. " .
الحرية هي حرية الكلام بحق وحرية التعبير عن مكنونات النفس بحق بالقول والفعل وفق حدود ومعايير حددها لنا الشرع فهي لا تتضارب مع حريات الآخرين لأنها وحي من رب العالمين .
إن الحرية أن أفعل ما أشاء في حدود ما أمر الله به ؛ وحدود حريتي تتوقف عند حدود حريات الآخرين فلا ضرر ولا ضرار .
لذا فلا أجد إلاّ أن أقول أن الباحث عن الحريات يجدها خلف القضبان الاسرائلية في فلسطين , أو في قفار كشمير , وصحراء العراق , وفي جبال أفغانستان والشيشان , أو أياً من البلاد الإسلامية التي تُعاني من ظلم اليهود وأعوانهم , إذاً فالحرية تتمثل في الجهاد والقدرة على مواجهة العدوان , وربما يشعر بالحرية أسير خلف القضبان الاسرائلية أكثر من طليق يسرح هنا وهُناك ولكنه لا يستطيع أن يقول كلمة ( لا ) حتى لا يتهم بالإرهاب , حرفان صغيران ( الألف واللام ) لا يستطيع أن يركب منهما كلمة صغيرة بل هي أصغر كلمة على الإطلاق وأخفها على اللسان ( لا ) . فهو نعم ليس حبيساً ولكنه أيضاً ليس حراً , فهو لا يملك أقل حقوق الحرية وهو حق التعبير عن النفس , ورغباتها ومكنوناتها , وهذا ما ملكه الأسير , وهو في أسره هناك .
ها نحن هنا في كل مكان نلهو ونلعب , نسرح ونمرح , نذهب ونأتي , نسافر ونعود , نفعل ما نريد , فهل نحن أحراراً , وأنت يا من تقرأ هذه السطور هل أنت حُر ؟ هل تشعر بحريتك فعلاً كما خلقها الله لك ؟ من سيقول : ( نعم ) فهو مخادع لنفسه , فاسمحي أسألك : هل تستطيع أن تقول ( مجرد قول لا نطالبك بالعمل ) بأنك قادر عن التعبير عن رأيك في كل قضية بحق أمام الملأ بملأ فاك دونما أدنى شعور بالقلق , وتوقع ما لا يحمد عقباه ؟ لا تجب صراحةً ولكنك حاول أن تكون صريحاً مع نفسك على الأقل في هذه القضية .
إذا فإذا كنا أحراراً بسراحٍ مطلق غير مقيد حُرُّ الحركة , فنحن لسنا كذلك حقيقةً لأنَّ أنفسنا ليست حُرَّةً .
.إن الحرية عبارة عن ثوب له قياس محدد فإذا أُلبست الأنظمة الرأس مالية هذا الثوب فسيكون قصيراً عليها , وإذا أُلبست الأنظمة الشيوعية هذا الثوب فسيكون طويلاً عليها , أما المقياس المناسب لهذا الثوب هي النظام الإسلامي نظام الاتزان والوسطية والعدل .
والحرية الواردة في المثال بصورتيها لا تتناسب مع شرعنا القويم وديننا الحنيف , فالحرية عندنا تتمثل في : (( كلمة " حق " عند سلطانٍ جائر )) , بينما ينعدم هذا المفهوم في المجتمعات التي ينطبق فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " …… إذا سرق فيهم الشريف تركوه , وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ….. " .
الحرية هي حرية الكلام بحق وحرية التعبير عن مكنونات النفس بحق بالقول والفعل وفق حدود ومعايير حددها لنا الشرع فهي لا تتضارب مع حريات الآخرين لأنها وحي من رب العالمين .
إن الحرية أن أفعل ما أشاء في حدود ما أمر الله به ؛ وحدود حريتي تتوقف عند حدود حريات الآخرين فلا ضرر ولا ضرار .
لذا فلا أجد إلاّ أن أقول أن الباحث عن الحريات يجدها خلف القضبان الاسرائلية في فلسطين , أو في قفار كشمير , وصحراء العراق , وفي جبال أفغانستان والشيشان , أو أياً من البلاد الإسلامية التي تُعاني من ظلم اليهود وأعوانهم , إذاً فالحرية تتمثل في الجهاد والقدرة على مواجهة العدوان , وربما يشعر بالحرية أسير خلف القضبان الاسرائلية أكثر من طليق يسرح هنا وهُناك ولكنه لا يستطيع أن يقول كلمة ( لا ) حتى لا يتهم بالإرهاب , حرفان صغيران ( الألف واللام ) لا يستطيع أن يركب منهما كلمة صغيرة بل هي أصغر كلمة على الإطلاق وأخفها على اللسان ( لا ) . فهو نعم ليس حبيساً ولكنه أيضاً ليس حراً , فهو لا يملك أقل حقوق الحرية وهو حق التعبير عن النفس , ورغباتها ومكنوناتها , وهذا ما ملكه الأسير , وهو في أسره هناك .
ها نحن هنا في كل مكان نلهو ونلعب , نسرح ونمرح , نذهب ونأتي , نسافر ونعود , نفعل ما نريد , فهل نحن أحراراً , وأنت يا من تقرأ هذه السطور هل أنت حُر ؟ هل تشعر بحريتك فعلاً كما خلقها الله لك ؟ من سيقول : ( نعم ) فهو مخادع لنفسه , فاسمحي أسألك : هل تستطيع أن تقول ( مجرد قول لا نطالبك بالعمل ) بأنك قادر عن التعبير عن رأيك في كل قضية بحق أمام الملأ بملأ فاك دونما أدنى شعور بالقلق , وتوقع ما لا يحمد عقباه ؟ لا تجب صراحةً ولكنك حاول أن تكون صريحاً مع نفسك على الأقل في هذه القضية .
إذا فإذا كنا أحراراً بسراحٍ مطلق غير مقيد حُرُّ الحركة , فنحن لسنا كذلك حقيقةً لأنَّ أنفسنا ليست حُرَّةً .
كيف نطبق الحرية :
طبقها قبلنا بلال بن رباح رضي الله عنه من منا لا يعرف بلالاً ذلك العبدُ الحبشي النحيف الضعيف المملوك الذي كان يطرح على البيداء ويوضع على صدره صخرة كبيرة , ولكنه كان يطلق كلمة الحرية كالرصاصة في صدور المشركين بقوله : ( أحدٌ أحد ) فكانوا يتألمون منها ولكنه ما كان يرحمهم بالكف عنها بل ظل يرددها حتى حُرر , وهو نفسه شاهده عُلاة القوم من أسياد قريش وهو يعتلي سطح الكعبة المشرفة يوم الفتح الأكبر وينادي : الله أكبر الله أكبر , ……………حيّ على الصلاة , حيَّ على الفلاح …… . أليست هذه الحرية بعينا , أليس هو رضي الله عنه تحول من العبد الذليل إلى سيد من سادات الدين ونقول بسيادته ونترضى عليه حين نذكر اسمه فنقول : سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه , ألا نتعلم من بلال ؟! ومن منا أحس بطعم الحرية كسيدنا بلال رضي الله عنه ؟!.
* كيف نطبق الحرية أذاً ؟ :
1- أن نعرف أولاً أن الله قد منحنا حق يسمى الحرية .
2- أن نعرف حدود الله ولا نتجاوزها بأي حال من الأحوال .
3- أن نعرف حدود حرياتنا , وأنها تتوقف عند حدود حريات الغير , والعكس بالعكس , و أن نتبنى فكر حب لأخيك ما تحبه لنفسك .
4- أن نعترف أن زمن العبودية ولّى وغرب بظهور الإسلام .
5- أن لا نُغالي في الحرية , وأن لا تكون حريتنا مطلقة دون ضوابط .
6- أن تكون لنا القدرة على مواجهة المواقف دون قلق أو خوف .
7- أن نطبق حريتنا على أنفسنا أولاً , وأن نحترم حرية الآخرين وندرك أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا .
8- حفظ الأدوار :
وهو متمثل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان " .
وقد اتفق العلماء بحفظ الأدوار :
أ - تغيير المنكر باليد مسؤولية الحاكم أومن ينوب عنه ويمثله .
ب- تغيير المنكر بالسان مسؤولية العلماء .
ج - تغيير المنكر بالقلب مسؤولية العامة من الناس .
وهذا ما عنيته بحفظ الأدوار .
2- أن نعرف حدود الله ولا نتجاوزها بأي حال من الأحوال .
3- أن نعرف حدود حرياتنا , وأنها تتوقف عند حدود حريات الغير , والعكس بالعكس , و أن نتبنى فكر حب لأخيك ما تحبه لنفسك .
4- أن نعترف أن زمن العبودية ولّى وغرب بظهور الإسلام .
5- أن لا نُغالي في الحرية , وأن لا تكون حريتنا مطلقة دون ضوابط .
6- أن تكون لنا القدرة على مواجهة المواقف دون قلق أو خوف .
7- أن نطبق حريتنا على أنفسنا أولاً , وأن نحترم حرية الآخرين وندرك أن لهم ما لنا وعليهم ما علينا .
8- حفظ الأدوار :
وهو متمثل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , فإن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان " .
وقد اتفق العلماء بحفظ الأدوار :
أ - تغيير المنكر باليد مسؤولية الحاكم أومن ينوب عنه ويمثله .
ب- تغيير المنكر بالسان مسؤولية العلماء .
ج - تغيير المنكر بالقلب مسؤولية العامة من الناس .
وهذا ما عنيته بحفظ الأدوار .
هذا معنى الحرية من وجهة نظري الضيقة .