سنغافورة - كيت هودال - ش
لا تعرف عاملات المنازل في سنغافورة شيئا اسمه إجازة نهاية الأسبوع. فحيث إن أصحاب البيوت الذين تعمل عندهم هؤلاء العاملاىت غير ملزمين قانونيا بمنح أيام للراحة فإن الأسابيع لا تنتهي أبدا.
في الدولة التي تعمل رسميا أطول ساعات عمل في العالم، حيث تقوم أسرة واحدة من بين كل ستة أسر بتوظيف عاملة منزل، وكان الحق القانوني بأخذ يوم راحة أسبوعية يبدو أمرا خياليا منذ وقت طويل بالنسبة لعاملات المنازل.
ولكن مقترح أحد وزراء الحكومة في سنغافورة بأن فرض يوم إجباري للراحة يمكن أن يقلل من التوتر والإجهاد قد أشعل جدلا طويلا في البلاد حول حقوق العمال. تقول حليمة يعقوب، وزيرة تنمية المجتمع والصحة والرياضة، إن عمال المنازل بحاجة إلى يوم واحد في الأسبوع "للراحة وتجديد النشاط". وقالت الحكومة إنها "تدرس المقترح".
ولكن عدم وجود حق قانوني بالحصول على يوم راحة ليس هو المشكلة الوحيدة التي يواجهها عمال المنازل في سنغافورة البالغ عددهم 201000 عامل الذين ليس لهم أيضا حد أدنى للأجور. إنها توجهات أصحاب البيوت الذين يوظفونهم -وفي الحقيقة توجهات الدولة بشكل عام أيضا- هي التي تقف في طريق مضي المقترح قدما. تقول لو آي تشو، مدرسة، في رسالة إلى جريدة ستريتس تايمز المحلية: "هل عاملات المنازل يتعبن حقا من العمل؟ إن خادمتي تحصل على يوم إجازة مرة في الشهر، وفي كل مرة تعود من إجازتها التي تقضيها خارج المنزل تبدو أكثر إنهاكا وتحتاج إلى الراحة واستعادة النشاط جراء خروجها. إن خادمتي تذهب إلى النوم الساعة التاسعة كل ليلة بينما نظل أنا وزوجي مستيقظين بعد التاسعة لإطعام أطفالنا والإعداد للعمل المدرسي."
وتشو هي واحدة من أصحاب بيوت كثيرين كان رد فعلهم غاضبا تجاه مقترح الوزيرة حليمة يعقوب والذي جاء بعد أن وافقت منظمة العمل الدولية الأسبوع الفائت على إعطاء عمال المنازل يوما للراحة كل أسبوع إضافة إلى الحقوق العمالية الأساسية الأخرى. وقد كانت سنغافورة، ومعها بريطانيا، من بين الدول الأعضاء الثلاثة والستين في هذه المنظمة التي امتنعت عن التصويت.
الجدير بالذكر أن سنغافورة تعمل أطول ساعات عمل في العالم بحسب منظمة العمل الدولية حيث تسجل متوسط 46.6 ساعة عمل أسبوعيا للفرد.
ويتم توظيف الكثير من عمال المنازل في سنغافورة كعاملين مقيمين في المنزل ما بين طباخين وعمال نظافة ومربيات، وتستفيد بعض الوكالات، مثل وكالة بيست ميد (أفضل خادمة)، من أخلاقيات العمل القوية في سنغافورة. جاء في موقع هذه المؤسسة على الإنترنت: "في سنغافورة ليست عاملة المنزل ترفا بل ضرورة."
ولكن ليس الجميع هنا يستطيعون تحمل تكلفة توظيف عاملة منزل. فبخلاف راتبها، مطلوب ممن يريد توظيف عاملة منزل دفع 2500 جنيه استرليني كضمان لتوظيف عاملة المنزل إضافة إلى رسوم شهرية تقدر بنحو 135 جنيها استرلينيا طوال مدة العقد البالغة عامين.
يقول فينسنت ويجيسنجا، من إحدى الجمعيات الخيرية المهتمة بشؤون عمال المنازل، إن هذه القوانين تشجع أصحاب المنازل على عدم الاهتمام برفاهية العاملين لديهم والتركيز على "الحصول على عمل مقابل ما يدفعونه من أموال."
ويضيف: "بخلاف الدول الأكثر ليبرالية حيث تكون حقوقك محمية بموجب القانون، هنا يرتبط الأمر كله بحسن النية الفردية لصاحب العمل."
وفي حين أن الإساءات الجسدية لعمال المنازل قد انخفضت في السنوات الأخيرة فإن الإساءات النفسية مازالت شائعة، كما يقول بريدجيت تان من المنظمة الإنسانية لاقتصاد الهجرة. "عادة ما يتم أخذ أجهزة الهاتف من العاملين الجدد ولا يسمح لهم بالاتصال بأسرهم أو جيرانهم ولا الحصول على يوم إجازة. وأوضاع العمل هنا تجعل الناس يقتربون من الجنون."
ويعمل عمال المنازل -الذي يأتي نحو ثلثهم من الفلبين- متوسط 14 ساعة في اليوم وتحصل نسبة 12% فقط منهم على يوم إجازة أسبوعي، بحسب تقرير صدر مؤخرا.
ويتفاوض أصحاب العمل على عقود العمل بشكل مباشر مع عمالهم، حيث يعرض كثير منهم راتبا شهريا قدره نحو 25 جنيها استرلينيا في حالة عدم الحصول على إجازة أسبوعية. وتتراوح الرواتب بين 125 و350 استرلينيا في الشهر، رغم أن كثيرا من العمال لا يحصلون على أي رواتب في الستة إلى أحد عشر شهرا الأولى من مدة عقودهم بسبب رسوم الوكالات.
وأيام الراحة الإجبارية منصوص عليها في قوانين العمل في كل من هونج كونج وتايوان، ويبدو أنه سيكون على السنغافوريين الذين يوظفون عمال منازل اتباع نفس النهج في السماح لعمالهم بوقت للراحة، كما يقول إدموند بوه من وكالة التوظيف العالمية: "سيكون من الصعب عليهم توظيف عمال جيدين إن لم يفعلوا ذلك."
بالنسبة للخادمة الفلبينية، إيه جي، 40 عاما، والتي تستخدم يوم راحتها الأسبوعي لحضور دورات في الحاسب الآلي وممارسة أنشطة اجتماعية مع صديقاتها، فإن المزيد من الوقت للراحة سيكون شيئا جيدا جدا: "لقد جئت إلى هنا من أجل حياة أفضل -ولكنك تجد نفسك وقد أنهكت تماما. فأنت لا تستطيع العمل من الساعة السادسة صباحا إلى التاسعة مساء كل يوم بدون راحة وبهذا الراتب الزهيد. أحيانا أفكر جادة في أنهم يعتبروننا وكأننا سلعة، كما لو كنا معروضين للبيع."
جارديان - ش
أكثر...
لا تعرف عاملات المنازل في سنغافورة شيئا اسمه إجازة نهاية الأسبوع. فحيث إن أصحاب البيوت الذين تعمل عندهم هؤلاء العاملاىت غير ملزمين قانونيا بمنح أيام للراحة فإن الأسابيع لا تنتهي أبدا.
في الدولة التي تعمل رسميا أطول ساعات عمل في العالم، حيث تقوم أسرة واحدة من بين كل ستة أسر بتوظيف عاملة منزل، وكان الحق القانوني بأخذ يوم راحة أسبوعية يبدو أمرا خياليا منذ وقت طويل بالنسبة لعاملات المنازل.
ولكن مقترح أحد وزراء الحكومة في سنغافورة بأن فرض يوم إجباري للراحة يمكن أن يقلل من التوتر والإجهاد قد أشعل جدلا طويلا في البلاد حول حقوق العمال. تقول حليمة يعقوب، وزيرة تنمية المجتمع والصحة والرياضة، إن عمال المنازل بحاجة إلى يوم واحد في الأسبوع "للراحة وتجديد النشاط". وقالت الحكومة إنها "تدرس المقترح".
ولكن عدم وجود حق قانوني بالحصول على يوم راحة ليس هو المشكلة الوحيدة التي يواجهها عمال المنازل في سنغافورة البالغ عددهم 201000 عامل الذين ليس لهم أيضا حد أدنى للأجور. إنها توجهات أصحاب البيوت الذين يوظفونهم -وفي الحقيقة توجهات الدولة بشكل عام أيضا- هي التي تقف في طريق مضي المقترح قدما. تقول لو آي تشو، مدرسة، في رسالة إلى جريدة ستريتس تايمز المحلية: "هل عاملات المنازل يتعبن حقا من العمل؟ إن خادمتي تحصل على يوم إجازة مرة في الشهر، وفي كل مرة تعود من إجازتها التي تقضيها خارج المنزل تبدو أكثر إنهاكا وتحتاج إلى الراحة واستعادة النشاط جراء خروجها. إن خادمتي تذهب إلى النوم الساعة التاسعة كل ليلة بينما نظل أنا وزوجي مستيقظين بعد التاسعة لإطعام أطفالنا والإعداد للعمل المدرسي."
وتشو هي واحدة من أصحاب بيوت كثيرين كان رد فعلهم غاضبا تجاه مقترح الوزيرة حليمة يعقوب والذي جاء بعد أن وافقت منظمة العمل الدولية الأسبوع الفائت على إعطاء عمال المنازل يوما للراحة كل أسبوع إضافة إلى الحقوق العمالية الأساسية الأخرى. وقد كانت سنغافورة، ومعها بريطانيا، من بين الدول الأعضاء الثلاثة والستين في هذه المنظمة التي امتنعت عن التصويت.
الجدير بالذكر أن سنغافورة تعمل أطول ساعات عمل في العالم بحسب منظمة العمل الدولية حيث تسجل متوسط 46.6 ساعة عمل أسبوعيا للفرد.
ويتم توظيف الكثير من عمال المنازل في سنغافورة كعاملين مقيمين في المنزل ما بين طباخين وعمال نظافة ومربيات، وتستفيد بعض الوكالات، مثل وكالة بيست ميد (أفضل خادمة)، من أخلاقيات العمل القوية في سنغافورة. جاء في موقع هذه المؤسسة على الإنترنت: "في سنغافورة ليست عاملة المنزل ترفا بل ضرورة."
ولكن ليس الجميع هنا يستطيعون تحمل تكلفة توظيف عاملة منزل. فبخلاف راتبها، مطلوب ممن يريد توظيف عاملة منزل دفع 2500 جنيه استرليني كضمان لتوظيف عاملة المنزل إضافة إلى رسوم شهرية تقدر بنحو 135 جنيها استرلينيا طوال مدة العقد البالغة عامين.
يقول فينسنت ويجيسنجا، من إحدى الجمعيات الخيرية المهتمة بشؤون عمال المنازل، إن هذه القوانين تشجع أصحاب المنازل على عدم الاهتمام برفاهية العاملين لديهم والتركيز على "الحصول على عمل مقابل ما يدفعونه من أموال."
ويضيف: "بخلاف الدول الأكثر ليبرالية حيث تكون حقوقك محمية بموجب القانون، هنا يرتبط الأمر كله بحسن النية الفردية لصاحب العمل."
وفي حين أن الإساءات الجسدية لعمال المنازل قد انخفضت في السنوات الأخيرة فإن الإساءات النفسية مازالت شائعة، كما يقول بريدجيت تان من المنظمة الإنسانية لاقتصاد الهجرة. "عادة ما يتم أخذ أجهزة الهاتف من العاملين الجدد ولا يسمح لهم بالاتصال بأسرهم أو جيرانهم ولا الحصول على يوم إجازة. وأوضاع العمل هنا تجعل الناس يقتربون من الجنون."
ويعمل عمال المنازل -الذي يأتي نحو ثلثهم من الفلبين- متوسط 14 ساعة في اليوم وتحصل نسبة 12% فقط منهم على يوم إجازة أسبوعي، بحسب تقرير صدر مؤخرا.
ويتفاوض أصحاب العمل على عقود العمل بشكل مباشر مع عمالهم، حيث يعرض كثير منهم راتبا شهريا قدره نحو 25 جنيها استرلينيا في حالة عدم الحصول على إجازة أسبوعية. وتتراوح الرواتب بين 125 و350 استرلينيا في الشهر، رغم أن كثيرا من العمال لا يحصلون على أي رواتب في الستة إلى أحد عشر شهرا الأولى من مدة عقودهم بسبب رسوم الوكالات.
وأيام الراحة الإجبارية منصوص عليها في قوانين العمل في كل من هونج كونج وتايوان، ويبدو أنه سيكون على السنغافوريين الذين يوظفون عمال منازل اتباع نفس النهج في السماح لعمالهم بوقت للراحة، كما يقول إدموند بوه من وكالة التوظيف العالمية: "سيكون من الصعب عليهم توظيف عمال جيدين إن لم يفعلوا ذلك."
بالنسبة للخادمة الفلبينية، إيه جي، 40 عاما، والتي تستخدم يوم راحتها الأسبوعي لحضور دورات في الحاسب الآلي وممارسة أنشطة اجتماعية مع صديقاتها، فإن المزيد من الوقت للراحة سيكون شيئا جيدا جدا: "لقد جئت إلى هنا من أجل حياة أفضل -ولكنك تجد نفسك وقد أنهكت تماما. فأنت لا تستطيع العمل من الساعة السادسة صباحا إلى التاسعة مساء كل يوم بدون راحة وبهذا الراتب الزهيد. أحيانا أفكر جادة في أنهم يعتبروننا وكأننا سلعة، كما لو كنا معروضين للبيع."
جارديان - ش
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions