* بإمكان الصين كأكبر دائن في العالم أن تلعب دورا حيويا في المساعدة في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال التنمية الاقتصادية ولما فيه مصلحة العالم بأكمله.
ناثان جارديلز
قام هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق بزيارة الصين من أجل افتتاح مؤتمر ينظمه اهم مركز أبحاث في الصين عن العولمة حيث شبّه كيسنجر الصين اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية العام 1947.
لقد ذكر كيسنجر انه بعد حروب نابليون ظهرت بريطانيا كأكبر قوة عالمية واستطاعت المحافظة على تلك القوة لقرن من الزمان ولكن بحلول العام 1947 ذكر وزير الخارجية البريطانية آنذاك ايرنست بيفن في الأيام الأخيرة للامبرطورية لنظيره الأمريكي "أن أمريكا بصفتها اكبر دائن فإن عليها إن تتولى القيادة في تشكيل النظام العالمي الجديد" ولاحقا لذلك قام الأمريكيون باطلاق خطة مارشال من أجل إعادة البناء بعد الحرب وأصبح للدولار دور مهيمن وصعد نجم أمريكا لبقية القرن العشرين.
إن الصين اليوم هي أكبر دائن في العالم مما يعني ان وضعها يشبه وضع أمريكا في العام 1947. ولقد قال كيسنجر لمضيفيه الصينيين إن من المحتمل ان الفترة الانتقالية من نظام إلى آخر سوف تستغرق 30 سنة اخرى فدور الصين سوف ينمو لأنها ملزمة من اجل تحقيق مصالحها الذاتية بتشكيل النظام العالمي والذي ابتعد عن قطب شمال الاطلسي متجها الى الصين والاقتصادات الناشئة وطبقا لكيسنجر فإن الصين سوف تتبوأ دورا قياديا برتم سريع نظرا للشلل الحاصل حاليا في الغرب فأمريكا منخرطة في جدل حول دور الحكومة ومن يتوجب عليه ان يدفع قيمة ذلك الدور أما اوروبا فمنشغلة بازمة مالية وازمة مفاهيم.
كيسينجر محق ففي القرنين الفائتين كانت بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة الأمريكية هي القوى المسيطرة والتي نجحت في توفير الاشياء التي يحتاجها العالم من أمن واستقرار مالي وتجارة مفتوحة أما اليوم فإنه يبدو وبشكل متزايد ان الولايات المتحدة الأمريكية والاقتصاديات المتقدمة للدول السبعة العظام غير قادرة على توفير تلك الاشياء ولكن الاقتصادات الناشئة والتي تقودها الصين غير قادرة على توفير تلك الاشياء ايضا ولهذا السبب فإنه يتوجب على مجموعة العشرين والتي تضم الاقتصادات المتقدمة والناشئة أن تقوم بشكل جماعي بتوفير هذه الاشياء وفي عالم متعدد الاقطاب بحق وحتى في عالم تكون فيه الصين قد اصبحت اضخم اقتصاد بحلول سنة 2050 فإن هذا سوف يكون الشيء الطبيعي الجديد للمستقبل المنظور.والتحدي هو ما اذا كان من الممكن التأسيس لنظام حوكمة عالمية بدون قوة مهيمنة أو مجموعة مصالح تحدد الامور. ان من احد الوسائل لتحقيق تقدم هو ما اقترحه زينج بيجيان وهو منظر مبدأ "الصعود السلمي للصين" وقريب من القيادة الصينية حيث قال ان الصين بامكانها فقط تحقيق اهدافها بتحسين معيشة المواطنين الصينيين العاديين في سياق من الترابط.
وما يعينيه زينج هو ان على الصين ان تنظر الى ما هو ابعد من فكرة الصعود السلمي وذلك من اجل ان تكون مصالحها مرتبطة بمصالح الآخرين عالميا وعندما يكون هناك تراكم للمصالح المترابطة فإن هذا سوف يشكل اساسا قويا للمصالح المشتركة. ان هذه المصالح المترابطة هي الاشياء التي يحتاجها العالم في القرن الحادي والعشرين وقد ذكر زينج على وجه التحديد مكافحة التغير المناخي والمبادرات المشتركة المتعلقة بالنمو المنخفض للكربون وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك مواضيع اخرى يجب ان تتولاها مجموعة العشرين من مثل الاستقرار المالي العالمي والاستخدام التدريجي لاحتياطي سلة عملات عالمية (بما في ذلك العملة الصينية) وذلك من اجل استبدال الدولار كما يتوجب على مجموعة العشرين ان تسعى الى هيكلة جديدة لادارة صندوق النقد الدولي تعكس قوة الاقتصادات الناشئة وان تقوم كذلك باعادة تنشيط او تشكيل جولة الدوحة للتجارة.
وبإمكان الصين كأكبر دائن في العالم أن تلعب دورا حيويا في المساعدة في تحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط وشمال افريقيا من خلال التنمية الاقتصادية ولما فيه مصلحة العالم باكمله ولاسباب ليس اقلها امن الطاقة علما ان الصين تلعب دورا مهما بالفعل في اوروبا وذلك من خلال شراء سندات معظم البلدان التي تعاني من المصاعب وفي اعقاب الثورات العربية فإن هناك الكثير من الحديث عن خطة مارشال لدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا وفي اجتماع الدول الثمانية العظام في دوفيل مؤخرا تمكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من الحصول على تعهدات بدفع مبلغ 20 بليون دولار أمريكي لذلك الغرض ولكن يبدو ان تلك التعهدات هي التزامات جوفاء نظرا لان الاقتصادات المتقدمة تعاني من العجز ومن ازمة الديون السيادية.
وبدلا من خطة مارشال لماذا لا نطبق خطة الرئيس الصيني هاو جينتاو وهي مبنية على اساس ان تقوم الصين مع دول الخليج باعادة تدوير فائض احتياطاتها الضخمة لما فيه مصلحة النظام العالمي بأكمله وكما قال كيسينجر فإنه كما عكست خطة مارشال التزامات أمريكا الصاعدة ومصلحتها الذاتية في تشكيل النظام العالمي الجديد في النصف الأخير من القرن العشرين فإنه ربما قد حان الوقت للصين لأن تتبوأ دورها الجديد بهذه الطريقة. لقد كان الأمريكيون محقين باستماعهم الى ايرنست بيفن والصينيون سوف يكونون محقين لو استمعوا الى هنري كيسنجر.
أكثر...
ناثان جارديلز
قام هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق بزيارة الصين من أجل افتتاح مؤتمر ينظمه اهم مركز أبحاث في الصين عن العولمة حيث شبّه كيسنجر الصين اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية العام 1947.
لقد ذكر كيسنجر انه بعد حروب نابليون ظهرت بريطانيا كأكبر قوة عالمية واستطاعت المحافظة على تلك القوة لقرن من الزمان ولكن بحلول العام 1947 ذكر وزير الخارجية البريطانية آنذاك ايرنست بيفن في الأيام الأخيرة للامبرطورية لنظيره الأمريكي "أن أمريكا بصفتها اكبر دائن فإن عليها إن تتولى القيادة في تشكيل النظام العالمي الجديد" ولاحقا لذلك قام الأمريكيون باطلاق خطة مارشال من أجل إعادة البناء بعد الحرب وأصبح للدولار دور مهيمن وصعد نجم أمريكا لبقية القرن العشرين.
إن الصين اليوم هي أكبر دائن في العالم مما يعني ان وضعها يشبه وضع أمريكا في العام 1947. ولقد قال كيسنجر لمضيفيه الصينيين إن من المحتمل ان الفترة الانتقالية من نظام إلى آخر سوف تستغرق 30 سنة اخرى فدور الصين سوف ينمو لأنها ملزمة من اجل تحقيق مصالحها الذاتية بتشكيل النظام العالمي والذي ابتعد عن قطب شمال الاطلسي متجها الى الصين والاقتصادات الناشئة وطبقا لكيسنجر فإن الصين سوف تتبوأ دورا قياديا برتم سريع نظرا للشلل الحاصل حاليا في الغرب فأمريكا منخرطة في جدل حول دور الحكومة ومن يتوجب عليه ان يدفع قيمة ذلك الدور أما اوروبا فمنشغلة بازمة مالية وازمة مفاهيم.
كيسينجر محق ففي القرنين الفائتين كانت بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة الأمريكية هي القوى المسيطرة والتي نجحت في توفير الاشياء التي يحتاجها العالم من أمن واستقرار مالي وتجارة مفتوحة أما اليوم فإنه يبدو وبشكل متزايد ان الولايات المتحدة الأمريكية والاقتصاديات المتقدمة للدول السبعة العظام غير قادرة على توفير تلك الاشياء ولكن الاقتصادات الناشئة والتي تقودها الصين غير قادرة على توفير تلك الاشياء ايضا ولهذا السبب فإنه يتوجب على مجموعة العشرين والتي تضم الاقتصادات المتقدمة والناشئة أن تقوم بشكل جماعي بتوفير هذه الاشياء وفي عالم متعدد الاقطاب بحق وحتى في عالم تكون فيه الصين قد اصبحت اضخم اقتصاد بحلول سنة 2050 فإن هذا سوف يكون الشيء الطبيعي الجديد للمستقبل المنظور.والتحدي هو ما اذا كان من الممكن التأسيس لنظام حوكمة عالمية بدون قوة مهيمنة أو مجموعة مصالح تحدد الامور. ان من احد الوسائل لتحقيق تقدم هو ما اقترحه زينج بيجيان وهو منظر مبدأ "الصعود السلمي للصين" وقريب من القيادة الصينية حيث قال ان الصين بامكانها فقط تحقيق اهدافها بتحسين معيشة المواطنين الصينيين العاديين في سياق من الترابط.
وما يعينيه زينج هو ان على الصين ان تنظر الى ما هو ابعد من فكرة الصعود السلمي وذلك من اجل ان تكون مصالحها مرتبطة بمصالح الآخرين عالميا وعندما يكون هناك تراكم للمصالح المترابطة فإن هذا سوف يشكل اساسا قويا للمصالح المشتركة. ان هذه المصالح المترابطة هي الاشياء التي يحتاجها العالم في القرن الحادي والعشرين وقد ذكر زينج على وجه التحديد مكافحة التغير المناخي والمبادرات المشتركة المتعلقة بالنمو المنخفض للكربون وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك مواضيع اخرى يجب ان تتولاها مجموعة العشرين من مثل الاستقرار المالي العالمي والاستخدام التدريجي لاحتياطي سلة عملات عالمية (بما في ذلك العملة الصينية) وذلك من اجل استبدال الدولار كما يتوجب على مجموعة العشرين ان تسعى الى هيكلة جديدة لادارة صندوق النقد الدولي تعكس قوة الاقتصادات الناشئة وان تقوم كذلك باعادة تنشيط او تشكيل جولة الدوحة للتجارة.
وبإمكان الصين كأكبر دائن في العالم أن تلعب دورا حيويا في المساعدة في تحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط وشمال افريقيا من خلال التنمية الاقتصادية ولما فيه مصلحة العالم باكمله ولاسباب ليس اقلها امن الطاقة علما ان الصين تلعب دورا مهما بالفعل في اوروبا وذلك من خلال شراء سندات معظم البلدان التي تعاني من المصاعب وفي اعقاب الثورات العربية فإن هناك الكثير من الحديث عن خطة مارشال لدول الشرق الاوسط وشمال افريقيا وفي اجتماع الدول الثمانية العظام في دوفيل مؤخرا تمكن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من الحصول على تعهدات بدفع مبلغ 20 بليون دولار أمريكي لذلك الغرض ولكن يبدو ان تلك التعهدات هي التزامات جوفاء نظرا لان الاقتصادات المتقدمة تعاني من العجز ومن ازمة الديون السيادية.
وبدلا من خطة مارشال لماذا لا نطبق خطة الرئيس الصيني هاو جينتاو وهي مبنية على اساس ان تقوم الصين مع دول الخليج باعادة تدوير فائض احتياطاتها الضخمة لما فيه مصلحة النظام العالمي بأكمله وكما قال كيسينجر فإنه كما عكست خطة مارشال التزامات أمريكا الصاعدة ومصلحتها الذاتية في تشكيل النظام العالمي الجديد في النصف الأخير من القرن العشرين فإنه ربما قد حان الوقت للصين لأن تتبوأ دورها الجديد بهذه الطريقة. لقد كان الأمريكيون محقين باستماعهم الى ايرنست بيفن والصينيون سوف يكونون محقين لو استمعوا الى هنري كيسنجر.
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions