انقذوا أطفالكم من إدمان الكافيين

    • انقذوا أطفالكم من إدمان الكافيين

      [TD='width: 100%']
      رغم ان الاطفال لا يشربون القهوة, غير انهم معرضون للاصابة بالآثار السلبية الناتجة عن اخذ هذه المادة السامة, عن طريق اغذية او ادوية متوافرة امامهم في المنزل وعلى رفوف الجمعيات والمراكز التجارية, كالمشروبات الغازية والشوكولاتة والحلويات, ما يعرضهم للاصابة بمشكلة الادمان على الكافيين والمعاناة من مشكلاتها, خصوصاً انها تلعب دوراً سلبياً على صحتهم النفسية والجسدية, وتصيبهم بأمراض كثيرة مثل التبول اللاإرادي وآلام المعدة وتؤثر على سلوكهم, وفي هذا السياق تنصح رئيسة مجموعة دعم الرضاعة والتغذية الطبيعية للأطفال في الكويت وصاحبة موقع "وي لوف كويت" المتخصص في امور الاطفال ومؤلفة الكتب جمانة العوضي الامهات بضرورة إبعاد اطفالهن عن هذا المادة الضارة, التي تكون مختبئة في الكثير من المأكولات, رغم انها لا تؤثر على نموهم, وترى ان اعتماد العادات الغذائية الصحية الحل الامثل, والتي تدور في فلك تقديم المأكولات التي تحتوي على فوائد غذائية يحتاجها الجسم والطعم اللذيذ.
      كمية محددة
      "تدرك الامهات ان القهوة تحتوي على كمية كبيرة من الكافيين, لذلك يمتنعن عن اعطائها لأطفالهن, ما يضعهن في دائرة الامهات المسؤولات والمثقفات صحياً وغذائياً, غير ان بعضهن يقدمن هذه المادة من دون قصد, عن طريق مأكولات اخرى تحتوي على الكافيين, حتى قسماً منها غني بها وينقل الى الطفل كميات كبيرة جداً, وتشكل خطراً على صحته وسلامته ونموه الطبيعي", بهذه العبارة تبدأ جمانة العوضي حديثها عن مخاطر الكافيين وأثره السيئ على صحة الاطفال وصغار السن, وتقول "الكافيين مادة منشطة تؤثر على الكبار والصغار بالطريقة نفسها, الا ان مضارها تكمن في ان الكافيين الذي نتناوله اصطناعي, يحضر في المصانع ويضاف الى المأكولات, ولا يؤخذ من الموارد الطبيعية مباشرة, كالاوراق والنباتات, ما يجعل الكافيين من المواد المصنفة خطرة وفقاً لجمعيات الصحة الغذائية في العالم, كما ان العلماء والاختصاصيين يحذرون من هذه المادة ومن مضار تناولها", خصوصاً ان ارشادات الجمعية الطبية الكندية تحدد كمية الكافيين التي يمكن للطفل اخذها يومياً ب¯ 45 ملغ فقط, كحد اقصى في اليوم الواحد, "تتهم الامهات بأنهن السبب وراء هذه المشكلة, كونهن غير حريصات على ابعاد هذه المأكولات عن اطفالهن, مثل المشروبات الغازية الصغيرة التي تحتوي 45 مللغ من الكافيين او لوح شوكولاتة ب¯ 43 مللغ, بينما تقتصر تحذيرات الجمعية الاميركية على توصيات تصدر من خلال دراسات مخيفة عن الكافيين وآثاره, لكنها لا تقدم اي معلومات عن النسب المسموحة او المقبولة".
      دور سلبي
      تقول العوضي: رغم انها مادة تمد الانسان بالطاقة والراحة والقدرة على التركيز, لكنها ضارة بامتياز, كونها تذهب مباشرة الى الجهاز العصبي المركزي, وحتى لو كانت كمياتها بسيطة, لكن الكافيين يرسل رسائل خاصة للجسم, حاله حال النيكوتين, حيث تؤكد المعايير العالمية والجمعيات الطبية وطب الاعصاب والنفس ان الكافيين ومواد ضارة اخرى كالكوكايين والافيتامين تخترق الحاجز بين الدم والدماغ, وتلعب دوراً سلبياً على صحة الجنين والام بالتساوي, اي انهما يتقاسمان الضرر", وهي من اسباب الاصابة بالسرطان, بل سبب اساسي, لأن تأثيرها مشابه للنيكوتين والكحول والمواد الكيماوية, لكنها والخطورة تصبح كبيرة عندما يعاني الطفل من سوء تغذية ويحرم من الرضاعة الطبيعية, ما يجعله اكثر عرضة للتأثر بهذه المادة من الطفل الذي يتمتع بعادات غذائية صحية منذ الولادة, وتنصح بضرورة امتناع الحامل او المرضعة عن تناول اي طعام او دواء يحتوي على هذه المادة, والامر نفسه بالنسبة الى الاطفال, لأن الادارة العامة للصحة والغذاء رفعت هذه التوصية, واكدت عدم وجود اي منفعة غذائية او صحية من تناول الكافيين, حتى انها تمنع امتصاص عدد من العناصر الغذائية في الجسم", غير ان الناس يتهافتون لتناولها ولا يستطيعون الاستغناء عنها, ومن ضمنهم الحوامل وبنسب عالية جداً, تصل الى 75 في المئة.
      علاقة قوية
      وتوضح العوضي ان ادمان الاطفال على الكافيين او اي غذاء يبدأ عندما يطلب الطفل من والده او والدته تذوق ما يأكلان او يشربان, وتستغرب ان الاغلبية تنصاع لرغبات الصغار, وتقول "لا يجوز التهاون ولو بكميات صغيرة, لأن هذه التصرفات ستجعله يقع في حيرة او يعيش حالة من التناقض, لأنه لا يجب ان يأكلها او يتناولها, بينما يسمح له بين الحين والآخر, حتى انه قد يشعر بالحرمان", لكن الحل سهل وبسيط, شرط البدء بتطبيقه في مرحلة مبكرة, وتشرح "يتوجب على الام اختيار العادات الغذائية الصحية والصحيحة قبل ان تنجب وتحمل لقب أم فعلياً, كي تكون قدوة حسنة, خصوصاً ان الصغار غالباً ما يحاولون يقليد آبائهم", وتشدد على ضرورة بناء علاقة قوية بين الاهل والابناء قائمة على الثقة والتفاهم, كي لا يتمكن احد آخر من التأثير على قناعاته وخياراته.
      ولابد من ابعاد الاغذية والمأكولات التي تحتوي على الكافيين عن الاطفال, ومن ابرزها المشروبات الغازية بالسكر او الخالية منه, وان مضارها لا تقتصر على الكافيين فقط, بل لأنها ترفع نسبة السمنة عند الاطفال, و"صحيح ان الاطعمة التي تحتوي على الكافيين خالية من الوحدات الحرارية, الا انها خالية من الفوائد والعناصر الغذائية المطلوبة, لأنها تمنع امتصاص الفيتامينات والمعادن التي يأخذها الطفل, ما يضعه تحت خطر سوء التغذية وفقر الدم وقلة المناعة والامساك والتعرض السريع للامراض والفيروسات, حتى انه قد يصاب بفقر الكالسيوم وامراض العظام, كما تضعف الاسنان وتحرمها من الكالسيوم المطلوب لتقويتها من الداخل, كونها تتراكن عليها وتصيبها بالتلف والتسوس", كما ان الكافيين يحرم جسم الطفل من السوائل لأنه مدر للبول, وتزداد المسألة سوءً في الاجواء الحارة, و"الكافيين مادة مدرة للبول, ويحاول الجسم التخلص منها, غير انها تصبح من اكثر المواد خطورة عندما يتناولها الطفل في الجو الحار, لأنها ستجعله يتخلص من السوائل في جسمه عن طريق البول".
      ولا تقف خطورة الكافيين عن هذا الحد, فالطفل الذي يأخذ الكافيين بكميات كبيرة يصبح مرهقاً, وتتكاتف مشكلتا ادرار البول والارهاق مع بعضهما البعض, حيث يفضل التبول في فراشه, عوضاً عن الذهاب الى المرحاض, ما يرفع نسبة التبول اللاإرادي عند الاطفال, وتقول "بعض الامهات يلبسن اطفالهن الحفاضات في سن يتوجب عليهم التخلي عنها والذهاب بأنفسهم الى الحمام, ويقدمن لهم المأكولات غير الصحية, غير مدركات ان سبب التبول اللاإرادي نفسية بنسبة 80 في المئة".
      وتشدد العوضي على ضرورة ابعاد الماكولات التي تحتوي على الكافيين عن الطفل واعطائه مأكولات مغذية ومتنوعة, وتجمع بين الفائدة الغذائية والطعم اللذيذ, خصوصاً ان تعويد الجسم على الكافيين ومنعه بعدها يسبب امراضاً كثيرة, مثل آلام العضلات والارهاق والقلق والعصبية والاكتئاب والحزن, وقد يصل في المدى البعيد الى امراض القلب والجهاز العصبي وبطء التعلم والنشاط المفرط والعنف, و"يحرم الكافيين الطفل من التمتع بطفولة سعيدة, ويؤثر سلباً على صحته النفسية والجسدية, رغم انه لا يعيق نموه, لأن الاطعمة التي تقدم للصغار تكون غالباً غنية بالسكر والوحدات الحرارية".
      سلبيات الكافيين على الاطفال
      يؤدي إدمان الأطفال الكافيين إلى الأمور التالية:
      1- القلق والتوتر والعصبية.
      2- عسر الهضم وآلام المعدة.
      3- الصداع.
      4- عدم الانضباط في النوم والاستيقاظ المفاجئ.
      5- التبول بكثرة والبول اللاإرادي.
      6- ضعف العظام.
      7- الحديث السريع والمشوش وغير المفهوم.
      8- امراض الحساسية والمشكلات الجلدية.
      9- السلوكيات العدائية مثل العنف والهجوم والبارانويا والشك والفوبيا.
      10- آلام الظهر والرقبة.