يتمنون أن يكون الربيع خريفاً لإرادة الشع

    • يتمنون أن يكون الربيع خريفاً لإرادة الشع

      * إن بعض الصعوبات التي تواجه الانتفاضات لا تكون مبرراً لدعوة القوى الخارجية للتدخل لأنه وبكل بساطة لا يمكن أن يكون هذا تدخلا من دون ثمن ستدفعه الشعوب على حساب حريتها ويعرقل ذلك دون شك تحقيق ما تطمح اليه من التغيير

      عبدالله عباس

      تحدثنا في أكثر من مقال حول انتفاضات شعوب المنطقة، وعن محاولات الدول الغربية عموماً والإدارة الأمريكية على وجه الخصوص، كيف يتحركون بكل إمكانياتهم المتاحة، وهي كثيرة مع الأسف بالقياس للقوة التي تحرك تلك الانتفاضات، من أجل إجهاض حلم التغيير لأكثرية القاعدة الجماهيرية المنتفضة. ومن الواضح أنهم، يستفيدون من واقع البلدان التي تحدث فيها الانتفاضات، حيث يعرفون أن بدايات التحرك لا تظهر المرجعية واضحة المعالم التي تقود وبشكل منظم إرادة التغيير. ومع أن المطلب واضح: (إسقاط النظام) ولكن في بدايات التحرك، ليس هناك بديل واضح المعالم، وهاتان الظاهرتان اللتان تعنيان عدم وضوح وحدة الهدف مما تؤدي إلى فوات كثير من الفرص التي تريد الإرادات الخارجية استغلالها ليكون التغيير الذي يحدث، إذا لم يكن لصالح طموحهم في الهيمنة، فيجب أن لا يؤدي إلى خسارتهم الكاملة يغلق كافة المنافذ بوجههم. لذا فإنه ومنذ بداية الانتفاضات حذر كل المنتمين إلى حلم شعوبهم في الحرية من تدخل خارجي من القوى الدولية والأقليمية ومن خلال منافذ أشرنا إلى نموذجين، يسمح لهما بالتدخل رغبة منهم بأن تسير تلك الانتفاضات في النهاية بصورة تؤدي إلى خدمة استراجياتهم.

      لذا ومنذ البداية ومع استمرار رياح التغيير من خلال تلك الانتفاضات، سيبقى الخوف من تدخل إرادات خارجة عن طموح وأحلام أهل المنطقة، خوفا مشروعا، ومن الضروري أن لا يظل المهتمون بالنتائج الوطنية الخالصة لهذه الانتفاضات، شراسة الحكام المستبدين من جانب، ومبادرات سخية من خارج إرادة الناس من جانب آخر حالمين بتغيير نحو الافضل، لا يدفعهم الوقوع تحت تأثير من يدعي علنا: (أن شعوب المنطقة لن تستطيع صنع مستقبلها المنشود في الحرية من دون تقديم يد المساعدة الخارجية ومن أنصار الحرية سواء أكانت هذه المساعدات عسكرية...! أو اقتصادية أو سياسية أو إعلامية، ومن الصحيح القول الآن بأن هذا المستقبل لم يعد ملكاً لأرادة الشعوب، بل لابد من عولمة حركة التغيير كي تواصل طريقها المنشود بأقل التضحيات) لو لم أقرأ هذا الكلام في صحيفة من الصحف الاهلية في المنطقة وعليها اسم كاتب معين، لقلت:

      انه كلام هيلاري كلنتون مبرراً التدخلات الامريكية السافرة في شؤون الشعوب المنتفضة من أجل تحويل الربيع الذي يحلمون به إلى خريف العمر كما فعلوا في العراق. ولابد أن القارئ الكريم سمع (واستجابةً لدعوات من النوع اعلاه) عقد مؤتمر للمعارضة السورية في باريس، وحضر المؤتمر وبنشاط متميز (برنارد هنري ليفي) الصهويني معلناً دعم المعارضة السورية (ألسنا في عصر العولمة التي توحد طموح الشعوب؟ والقاتل والضحية أيضاً...؟) وبرنارد هذا هو صاحب القول المشهور حول مواجهة الانتفاضة الفلسطينية الثانية حيث صرح بما يلي: (لا دولة في العالم تفوق فيها نظافة السلاح دولة إسرائيل، فسلاحها ملائكي ولا شبهة عليه، ولكن عندما ينتفظ الاخرون ضدنا فإن الحل العسكري لا مفر منه، إذ لا تقبل دولة بأن يقتل مواطنوها بهذه الطريقة -الانتفاضة- من دون رد مناسب).

      إن أشباه المثقفين لدينا مع الاسف يشاركون من حيث يعلمون في خداع شعوبهم عندما يساهمون في تفجير بالونات في اوقات حرجة من حياة شعوبهم، بحيث يمنعون الناس من الرؤيا والاختيار الصحيح، وإلا، هل ممكن أن ينسى أحد أن جل الانظمة في البلدان المنتفضة شعوبها من صناعات مروجي العولمة (ويحذرون تقليدها إلا بموافقتم....!!)

      إن بعض الصعوبات التي تواجه الانتفاضات تلك لا تكون مبرراً لدعوة القوى الخارجية للتدخل لانه وبكل بساطة لا يمكن أن يكون هذا تدخلا من دون ثمن ستدفعه الشعوب على حساب حريتها ويعرقل ذلك دون شك تحقيق ما يطمحون اليه من التغيير. ان من يدعي دعم التغيير باتجاه إيجابي لصالح شعبه، لا يطلق دعوات مشبوهة كهذه، بل يساهم في تهيئة مستلزمات لم شمل القوى الخيره في صفوف الشعب واجتماع كلمتها حول مطلب التغيير الديمقراطي والعمل البناء.

      من الواضح أن الهدف للشعوب المنتفضة هو تغيير في الانظمة المستبدة، وصحيح أنها بداية لعملية التغيير، ليس فيها قيادة للثورة وليس فيها زعيم وليس لها أيديولوجيا واحدة، وهذه، هي منافذ يريد ان يستغلها الغرب الاستعماري ومن (يعشق عولمتهم من التابعين في الداخل)...ولكن على الخيرين أن يؤمنوا، أن السير في هذا الطريق الصعب يبدأ بأول خطوة، والتمسك بإلارادة الخيّرة فيها تنتج قياداتها الجماعية وخطابها في مجرى تحققها، وبذلك، لاحاجة إلى الاعتماد على الاخرين الذين لابد أن يأخذوا ثمن دعمهم من تضحيات الشعوب المنتفضة.. يا أيها العولميون لماذا تساهمون في فتح أبواب لمن يريد تغيير ربيع انتفاضات شعوبكم إلى خريف مهلك؟ ...ومتى تأخذون الدرس من مأساة العراق يا (توابع العولمة)..؟ ومن حقنا أن نعترف أننا خائفون بددوا خوفنا، فمنا من لايخاف الديمقراطية ولا الحرية، بل منا من كانت جزءاً من ثقافته وحياته ونضالاته. لكننا نخاف ديمقراطية تنبت فيها نزعات انتقام ومذهبية وطائفية ومحاصصة بحجة المشاركة، كما حدث في العراق، نخاف ديمقراطية لها أنياب دولية وفي الواقع أمريكية أشد فتكاً من الدكتاتورية المقيمة. والله أعلم

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions