صلالة ـ محمد بن علي البلوشي

تتعرض مراعي ظفار إلى خطر أصبح يتكرر على ألسنة الناس والمهتمين بالجانب البيئي، وهذا الخطر يتمثل حاليا في تآكل الغطاء النباتي، والتصحر الذي يزحف على المراعي.

وتعد مراعي ظفار ثروة قومية فهي الوحيدة الموجودة في السلطنة بفعل الموسم السنوي الذي يحل على جبال صلالة فينمو الغطاء النباتي مستفيدا من موسم الخريف فيكسو اللون الأخضر الجبال والسهول والوديان. وفي السابق كانت الحيوانات من الأبل والأبقار والماشية تتغذى من هذا الغطاء الذي كان نموه قويا وأفضل من الوضع الحالي الذي تتآكل أجزاء منه، وعلى مر السنوات قلّ الغطاء النباتي نتيجة لعدة أسباب، وبسبب ذلك وبأوامر سامية أقيمت ندوة التصحر في ظفار لمواجهة الخطر الذي يهدد هذه المراعي.

ويُجمع الأهالي والمهتمون بالجانب البيئي على أن تأثر جبال ظفار التي تعد منطقة ريفية على خارطة العالم يأتي بسبب عوامل بيئية سببها الإنسان والتطور المدني الذي له ثمنه الباهظ على البئية، فزيادة عدد السكان والثروة الحيوانية سرّعت من زيادة المشكلة التي بدأت في السنوات الأخيرة تتفاقم وتنذر باختفاء هذه الغابة والريف الجميل من خارطة العالم إذا لم تتضافر الجهود لاحتوائها بأسرع وقت.

المهندس أحمد بن سهيل قطن الذي يحمل درجة الماجستير في هندسة موارد المياه تحدث عن واقع المراعي الطبيعية في ظفار قائلا: إننا عندما نتحدث عن واقع المراعي الطبيعية في جبال ظفار والسهول المحاذية لها التي تشكل هضبة فريدة من نوعها في منطقة الخليج لابد أن نتطرق إلى أهمية هذه المنطقة، فقد اكتسبت أهمية خاصة بفضل الله سبحانه وتعالى حيث تتميز هذه الهضبة والسهول المحاذية لها بمناخها المعتدل صيفا وسقوط الأمطار الموسمية خلال فترة ثلاثة أشهر تمتد من شهر يونيو إلى شهر سبتمبر من كل عام، وتعرف هذه الفترة محليا بالخريف وتتأثر بالرياح الموسمية الآتية من بحر العرب والمحيط الهندي التي تهب على السواحل الجنوبية من محافظة ظفار وهذه الأمطار والتربة التي تغطي هذه الهضبة أدت إلى نمو أنواع عديدة من الأشجار والنباتات مُشكِّلة حديقة طبيعية من الغابات تمتد على طول الهضبة والسهول المحاذية لها. فسقوط الأمطار الموسمية على جبال ظفار جعلتها توفر مرعى خصبا على طول السنة جعلت أهالي المنطقة يمتهنون مهنة الرعي وتربية الحيوانات، ولقد ازدادت هذه الثروة في الآونة الأخيرة لتصبح موردا اقتصاديا مهما وتسهم في الأمن الغذائي للدولة إذا استغلت بشكل صحيح ومدروس على أسس علمية واقتصادية. التفاصيل ب 2

أكثر...