القدس المحتلة – زكي خليل

قال وزير شؤون القدس السابق المهندس خالد أبو عرفة ل "الشبيبة" في تقييمه لمرور 390 يوما على قضية النواب المقدسيين المهددين بالإبعاد عن القدس إن وجودنا هنا مدة 390 يوما من الاعتصام في مقر الصليب الاحمر في حي الشيخ جراح بمدينة القدس رافقه نضال شاق وطويل وصعب علينا وعلى المقدسيين عموما وأسرنا وأطفالنا يعني لنا شرفا ومجدا لأننا نخوض هذا النضال دفاعا عن المدينة وسكانها ومقدساتها وهو نضال ومشاق صغير نسبيا اذا ما قورنت بما تحتاجه وتطلبه القدس منا .

ورغم طول المدة خارج منزله وبعيدا عن عائلته واولاده فإن ابو عرفة لم يخف أن النواب لا يشعرون باليأس والقنوط ولا بالتشاؤم بل متفائلون جدا إزاء ما حصل مشيرا الى ان مدينة القدس كانت تحتاج هذه الايام الطويلة من الاعتصام حتى نستطيع يوما بعد يوم واسبوعا بعد اسبوع من استمرار التواصل مع المعنيين والمهتمين بالشأن المقدسي والفلسطيني ومن المؤسسات المحلية والدولية ومن انصار الحرية والمؤسسات الفاعلة على المستوى الاوروبي والتي تعمل تحت عنوان حركات التضامن الدولي والتي شهدت خلال العام الفائت تضاعفا في أعداد هذه المؤسسات وتفاقما في نشاطاتها الى مرحلة سمتها اسرائيل "مرحلة مقلقة" في التصدي الى الصهيونية واللوبي الصهيوني في اوروبا . واعتبر ابو عرفة انه ينبغي علينا العمل على التواصل من اجل رفع ملفات القدس ومعاناتها الى هذه المؤسسات المختلفة والى الشخصيات الدبلوماسية المختلفة الأمر الذي لا يتم بسهولة الا من خلال صبر طويل وأسابيع وأشهر طويلة. ويعتقد ابو عرفه ان النواب المعتصمين حققوا الكثير من الانجاز على هذا المستوى وعلمنا ذلك من خلال الوفود الاوروبية التي تأتي الينا سواء على الصعيد الشعبي او الرسمي الاوروبي .

وفيما يتعلق بتأخير التوقيع على المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس قال الوزير ابو عرفة إن المصالحة الفلسطينية بقدر ما هي ضرورة شرعية ووطنية بقدر ما هي لازمة من لوازم الشعب الفلسطيني فهذا الشعب لا يستطيع ان يكمل نضاله دون تصالح مع نفسه وبين فئاته وطوائفه. محذرا من أن أي أمر عكسي هو أمر طارىء لن يدوم . وقال هناك ضغوط هائلة على الفلسطينيين من الأطراف الامريكية والاوروبية والاسرائيلية الداعمة بالأموال السياسية مشيرا الى ان هذه الضغوط لن تدوم بخاصة اذا مارست ضغطا على الفلسطينيين دون طرف آخر . وقال إن الفلسطينيين عزموا أمرهم وخلال 63 عاما من النضال أن لا يتنازلوا عن ثوابتهم ولن تضع هويتهم وبقية المخيمات كمخيمات تنادي وتصرخ أننا لا بد من الرجوع الى منازلنا والى بياراتنا ومدننا وقرانا في فلسطين وهذا يدل على اننا نسير الى الأمام وليس الى الخلف وبالتالي الضغوط التي نواجهها هي طارئة وأكبر دليل على ذلك ما تشهده الأشهر الأخيرة من تغيير وثورات لا يمكن على الشعب الفلسطيني إلا أن يكون في مقدمتها.

ورأى ابو عرفة ان الثورات التي تحدث في الوطن العربي ما هي الا من ثمارانتفاضات الفلسطينيين بدءا من العام 1987 وانتهاء بالانتفاضة الثانية التي لا نزال نحيا آثارها .

وقال إن هذه الانتفاضات الشعبية الثورية الفلسطينية هي التي انتقلت الى العالم العربي وانعكست عليها , معربا عن اعتقاده عن هذه الثورات سوف تثمر رجوعا الى الفلسطينيين وتدعمهم بقوة وبالتالي دفع بالقيادة الفلسطينية السياسية بأطرافها المختلفة تطالب بالمصالحة وإن تعثرت قليلا ولكنني أرى أنها سوف ترجع الى البؤرة والمركز وتعمل جاهدة وبتوافق من اجل العمل تحت عنوان برنامج سياسي واحد وقيادة فلسطينية واحدة ومجلس وطني مفعل منتخب وكذلك بالنسبة لمنظمة التحرير ولن تبقى امريكا مستبدة والفيتو مسلطا في وجه شعبنا الذي قرر ان يعيش بحرية واستقلال وكرامة وان يتقدم الى الامام حتى أن الأموال الاوروبية الفاسدة سوف يردها الشعب الفلسطيني بعزم وإصرار .

وطالب ابو عرفة بهذا الخصوص الفلسطينيين جميعا من نخب ومفكرين واحزاب ان يعملوا على حماية المصالحة والبرنامج السياسي وأن يشجعوا كافة الأطراف من اجل التقدم باتجاه خطوات تعبر عن قرارنا السياسي المستقل.

وحول موقفه من توجه القيادة الفلسطينية في شهر سبتمبر الى الامم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية قال ابو عرفه إن التقدم الى الامم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية اثبت من جديد انه بقدر الذي يصر فيه الفلسطينيون على نيل حقوقهم والاعتراف بدولتهم اثبت أن العالم عورته قد انكشفت وانه لا يزال يكيل بمكيالين وان المجتمع الدولي الذي يزعم انه يتحلى بالشرعية الدولية هو ضعيف جدا الان ولن يستطيع ان يقف امام الفلسطينيين وان تعثر الاعتراف بالدولة الفلسطينية الان وفي شهر سبتمبرالقادم لكن سوف يعود الفلسطينيون لنيل حقوقهم لاحقا. ومن حقنا الشرعي ان نطالب بتنفيذ كافة القرارات التي صدرت لصالح الفلسطينيين ومن حقنا ان نعيش كأمة مستقلة وبحرية وبعزة وكرامة وعلى الاوروبيين والامريكيين ان يراجعوا انفسهم من اجل إعطاء الحقوق للفلسطينيين لأن مستقبل الايام ستثبت ان للأوروبيين والأمريكيين مصالح لدى العرب والمسلمين وآن الأوان ان تحترم وإلا سوف تعمل الحالة العكسية المتردية من التحالف الصهيوني وبعض النظم الغربية في وجه المصالح الفلسطينية وسوف تعمل على ان تكون خنجرا ذا حدين في نفس صدر النظم السياسية الغربية وحتى الاسرائيلية مما سينعكس لصالح الفلسطينيين عاجلا ام اجلا.

أكثر...