بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آما بعد
من أكثر الفتن التي تعصف في زماننا هذا مانراه من تطاول الكثير على أهل الفضل من علماء المسلمين متناسين بذلك مالهم من فضل وعلم ومامنحهم الله من منزلة على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِى الدَّرْدَاءِ فِى مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّى جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- لِحَدِيثٍ بَلَغَنِى أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ. قَالَ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ». سنن أبي داوود
وقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن بعض أحوال أخر الزمان من رفع للعلم وكثرة في القتل
في الحديث الذي رواه البخاري.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِى مُوسَى فَقَالاَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ لأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ ، وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ » .
فإذا علم مانحن فيه من زمان تكثر فيها الفتن ماسبب التطاول على العلماء؟
من أكثر الأسباب التي أدت إلى التطاول على العلماء هي التعصب في مسائل الخلاف التي في مجمله سعة فنجد أنصار هذا الرأي يجهلون ويتطاولون أنصار ذلك الرأي .
ماهو الحل؟
1- الإعتقاد تمام قولا وعملا أننا تجمعنا مع الرأي المخالف مظلة (لا آله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)
2- حسن الظن بإخواننا المسلمين ونخن مأمورين بهذا بنص كتاب الله:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" وقوله تعالى:"لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ"
ويعرض الله سبحانه وتعالى في آية الإفك مدى التلاحم الذي ينبغي أن يكون بين المسلمين فلم يقل ظن المؤمنين والمؤمنات بإخوانهم الخير بل في أنفسهم دلالة على مايجب أن يكون عليه المجتمع المسلم وقد ضرب لنا الصحابي الجليل أن أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري وزوجته أروع الأمثلة كما قال الإمام محمد بن إسحاق بن يسار عن أبيه عن بعض رجال بني النجار أن أبا أيوب خالد بن زيد الأنصاري قالت له امرأته أم أيوب يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس في عائشة رضي الله عنها قال نعم وذلك الكذب أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب قالت لا والله ماكنت لأفعله قال فعائشة والله خير منك.
فنزلت هذه الآية تصديقا لفلعهم.
3- التعصب يكون للكتاب والسنة وليس للشيخ أو المذهب قال تعالى في ذلك:"مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنِى خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِىُّ وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ قَالاَ أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ (وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) فَسَلَّمْنَا وَقُلْنَا أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ. فَقَالَ الْعِرْبَاضُ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ « أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ». سنن أبي داوود
4- معرفة الأسباب التي تؤدي إلى إختلاف الأراء بين العلماء وقد جمعت منها سبعة أسباب وتركت وضع أمثلة لها خوفا من الإطالة.
السبب الأول: أن يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ في حكمه.
السبب الثاني: أن يكون الحديث قد بلغ الرجل ولكنه لم يثق بناقله، ورأى أنه مخالف لما هو أقوى منه، فأخذ بما يراه أقوى منه.
السبب الثالث: أن يكون الحديث قد بلغه ولكنه نسيه، وجلَّ من لا ينسى.
السبب الرابع: أن يكون بلغه وفهم منه خلاف المراد.
السبب الخامس: أن يكون قد بلغه الحديث لكنه منسوخ ولم يعلم بالناسخ.
السبب السادس: أن يعتقد أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع.
السبب السابع: أن يأخذ العالم بحديث ضعيف أو يستدل استدلالاً ضعيفاً.
إذا علمت هذه المسائل فلتكن محل تطبيق فإذا وجد رأي مخالف لمانحن عليه فيجب علينا بعد الظن فيهم بالخير أن نناصحهم بالحكمة والموعظة والدليل الصحيح فلعله ذهب إلى رأيه تحت الأسباب السبعة الأنف ذكره ويكون في هذه النصيحة عودتهم إلى الحق.
ومن أكثر الحملات شراسة ضد الدعاة والعلماء في هذا الزمان ما يواجهه الشيخ سفر الحوالي والشيخ عائض القرني والشيخ سلمان العودة وغيرهم من العلماء من فئتين من المسلمين لا نقول عنهم سوى إخواننا وبغو علينا.
الفئة الأولى ومعظمهم ممن تتلمذوا على أيديهم ومن المتعصبين لما قام به الشيخ أسامة بن لادن ويتهمونم أنهم من علماء السلطان مستدلين على ذلك بفتاوى لهم لم تأتي على هواهم فقالوا عنهم علماء حكام دون ذكر أي دليل يناقض فتاواهم نسأل الله لهم الهداية.
الفئة الثانية برزت قبل مايزيد من عشرون عام ونسبت للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله كما تنسب اليوم للشيخ ربيع بن هادي المدخلي وقد حاول العلماء الكبار في ذلك الزمان مثل الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ العثيمين رحمهم الله التصدي لهذه الفتنة المتمثلة في الردود على العلماء والدعاة بطريقة تخالف منهج السلف الصالح في النصح والتناصح وللأسف إستمرت الفتنة إلى يومنا هذا وتلبس بهم من ليس منهم وبداء في بث سمومه عن طريقهم.
نسئل الله العلي القدير أن يهدي ضال المسلمين ويردهم إليه ردا جميلا وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...آما بعد
من أكثر الفتن التي تعصف في زماننا هذا مانراه من تطاول الكثير على أهل الفضل من علماء المسلمين متناسين بذلك مالهم من فضل وعلم ومامنحهم الله من منزلة على لسان الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم
حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ سَمِعْتُ عَاصِمَ بْنَ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِى الدَّرْدَاءِ فِى مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّى جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ -صلى الله عليه وسلم- لِحَدِيثٍ بَلَغَنِى أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ. قَالَ فَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِى الأَرْضِ وَالْحِيتَانُ فِى جَوْفِ الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ». سنن أبي داوود
وقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن بعض أحوال أخر الزمان من رفع للعلم وكثرة في القتل
في الحديث الذي رواه البخاري.
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِى مُوسَى فَقَالاَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « إِنَّ بَيْنَ يَدَىِ السَّاعَةِ لأَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ ، وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ ، وَيَكْثُرُ فِيهَا الْهَرْجُ ، وَالْهَرْجُ الْقَتْلُ » .
فإذا علم مانحن فيه من زمان تكثر فيها الفتن ماسبب التطاول على العلماء؟
من أكثر الأسباب التي أدت إلى التطاول على العلماء هي التعصب في مسائل الخلاف التي في مجمله سعة فنجد أنصار هذا الرأي يجهلون ويتطاولون أنصار ذلك الرأي .
ماهو الحل؟
1- الإعتقاد تمام قولا وعملا أننا تجمعنا مع الرأي المخالف مظلة (لا آله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم)
2- حسن الظن بإخواننا المسلمين ونخن مأمورين بهذا بنص كتاب الله:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" وقوله تعالى:"لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ"
ويعرض الله سبحانه وتعالى في آية الإفك مدى التلاحم الذي ينبغي أن يكون بين المسلمين فلم يقل ظن المؤمنين والمؤمنات بإخوانهم الخير بل في أنفسهم دلالة على مايجب أن يكون عليه المجتمع المسلم وقد ضرب لنا الصحابي الجليل أن أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري وزوجته أروع الأمثلة كما قال الإمام محمد بن إسحاق بن يسار عن أبيه عن بعض رجال بني النجار أن أبا أيوب خالد بن زيد الأنصاري قالت له امرأته أم أيوب يا أبا أيوب أما تسمع ما يقول الناس في عائشة رضي الله عنها قال نعم وذلك الكذب أكنت فاعلة ذلك يا أم أيوب قالت لا والله ماكنت لأفعله قال فعائشة والله خير منك.
فنزلت هذه الآية تصديقا لفلعهم.
3- التعصب يكون للكتاب والسنة وليس للشيخ أو المذهب قال تعالى في ذلك:"مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ حَدَّثَنِى خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ قَالَ حَدَّثَنِى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِىُّ وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ قَالاَ أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ وَهُوَ مِمَّنْ نَزَلَ فِيهِ (وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ) فَسَلَّمْنَا وَقُلْنَا أَتَيْنَاكَ زَائِرِينَ وَعَائِدِينَ وَمُقْتَبِسِينَ. فَقَالَ الْعِرْبَاضُ صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا فَقَالَ « أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ». سنن أبي داوود
4- معرفة الأسباب التي تؤدي إلى إختلاف الأراء بين العلماء وقد جمعت منها سبعة أسباب وتركت وضع أمثلة لها خوفا من الإطالة.
السبب الأول: أن يكون الدليل لم يبلغ هذا المخالف الذي أخطأ في حكمه.
السبب الثاني: أن يكون الحديث قد بلغ الرجل ولكنه لم يثق بناقله، ورأى أنه مخالف لما هو أقوى منه، فأخذ بما يراه أقوى منه.
السبب الثالث: أن يكون الحديث قد بلغه ولكنه نسيه، وجلَّ من لا ينسى.
السبب الرابع: أن يكون بلغه وفهم منه خلاف المراد.
السبب الخامس: أن يكون قد بلغه الحديث لكنه منسوخ ولم يعلم بالناسخ.
السبب السادس: أن يعتقد أنه معارض بما هو أقوى منه من نص أو إجماع.
السبب السابع: أن يأخذ العالم بحديث ضعيف أو يستدل استدلالاً ضعيفاً.
إذا علمت هذه المسائل فلتكن محل تطبيق فإذا وجد رأي مخالف لمانحن عليه فيجب علينا بعد الظن فيهم بالخير أن نناصحهم بالحكمة والموعظة والدليل الصحيح فلعله ذهب إلى رأيه تحت الأسباب السبعة الأنف ذكره ويكون في هذه النصيحة عودتهم إلى الحق.
ومن أكثر الحملات شراسة ضد الدعاة والعلماء في هذا الزمان ما يواجهه الشيخ سفر الحوالي والشيخ عائض القرني والشيخ سلمان العودة وغيرهم من العلماء من فئتين من المسلمين لا نقول عنهم سوى إخواننا وبغو علينا.
الفئة الأولى ومعظمهم ممن تتلمذوا على أيديهم ومن المتعصبين لما قام به الشيخ أسامة بن لادن ويتهمونم أنهم من علماء السلطان مستدلين على ذلك بفتاوى لهم لم تأتي على هواهم فقالوا عنهم علماء حكام دون ذكر أي دليل يناقض فتاواهم نسأل الله لهم الهداية.
الفئة الثانية برزت قبل مايزيد من عشرون عام ونسبت للشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله كما تنسب اليوم للشيخ ربيع بن هادي المدخلي وقد حاول العلماء الكبار في ذلك الزمان مثل الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ العثيمين رحمهم الله التصدي لهذه الفتنة المتمثلة في الردود على العلماء والدعاة بطريقة تخالف منهج السلف الصالح في النصح والتناصح وللأسف إستمرت الفتنة إلى يومنا هذا وتلبس بهم من ليس منهم وبداء في بث سمومه عن طريقهم.
نسئل الله العلي القدير أن يهدي ضال المسلمين ويردهم إليه ردا جميلا وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.