سوف نضيع بين هنا او هناك
ولكن اكراما لهذه الساحة والجهود الطيبة المبذولة
اليكم هذه القصيدة
ليست جديدة
ولكنها قصيدتي
نسيج العنكبوت
أحمد حسين أحمد
الى صديقي الأزلي مقصود الجلبي الذي كتب لي عن حالتهِ والمقام قبل أن يهاجر
كان ليلاً قاتماً حين افترقنا
والـتففنا بالكفن
وانتهى الركبُ إلى أرض اليمن
حاملاً ما قد تركنا
من شريط الذكريات
ناسخاً كلّ المحن
ذاتَ يومٍ عندما كنتَ معي
يا رفيق الأمسيات
حين ودّعنا صبانا
ودفنّـا ما جمعنا من هوانا
عبر أسفار الحياة
تحت أشجار النخيل
وانتحبنا للعراق
حينما حــلَّ الرحيل
آه يا ذاك العراق
أو تذكر يا صديقي
ما تركنا في الطريقِ
من خطوطٍ وسماة؟
بعضها للناسِ تروى
بعضها للإغنيات
يا صديقي
يا شريط الذكريات
آه لو فتّقتَ جرحي
وعصرتَ الأمنيات
و تداخلتَ بصرحي
قبل أن يأتي الشتات
كنتَ قدْ عدتَ لأحلام الصبا
والاماسي الرائعات
إنما أنتَ بوادٍ مقفرٍ
وبوادٍ أخـضرٍ تبنى الحياة
يا صديقي
إنني ـعنــكَ بعيدٌ
والنوى كفرٌ عتيدٌ
بأراضـي حضرَ موتٍ
و بوادي قوم تبّع
بين أقوامُ تلاشت
وأغانٍ لرعاةٍ ليس تسمع
أمسنا محضُ سرابٍ في صحارى
يومنا يمضي كأحلامِ سكارى
والغدُ الآتي جدارٌ قد تصـدّع
أو ترجو بعد هذا عودتي؟
وتمنّـي النفس أن ترجعَ يوماً صحبتي؟
وأنا في أبعد الاصقاعِ أقبع؟
ناسخاً من مللي هذا الكلام
تاركاً قلبي بأكداسِ ركام
ياصديقي
يا رفيقي المتقوقع
مسّنا الجوعُ وكنّا مترفين
لا نهاب الجوعَ أو نرنو لعطف المحسنين
إنما انداحت خيوط النور والدنيا ظلام
وانسحقنا مثل جيشٍ في الامام
لا لشئٍ إنما نحنُ جنودٌ من عظام
سقطت حين تولّتها الكلاب
يا صديقي يا خلاصات العذاب
إنهُ وقت الهزيمة
و صراخاتٌ أليمة
تتعالى وسط أوكار الذئاب
هل ستحيا أم تموت؟
يا صديقي يا نسيج العنكبوت
صنعاء ١٩٩٥
ولكن اكراما لهذه الساحة والجهود الطيبة المبذولة
اليكم هذه القصيدة
ليست جديدة
ولكنها قصيدتي
نسيج العنكبوت
أحمد حسين أحمد
الى صديقي الأزلي مقصود الجلبي الذي كتب لي عن حالتهِ والمقام قبل أن يهاجر
كان ليلاً قاتماً حين افترقنا
والـتففنا بالكفن
وانتهى الركبُ إلى أرض اليمن
حاملاً ما قد تركنا
من شريط الذكريات
ناسخاً كلّ المحن
ذاتَ يومٍ عندما كنتَ معي
يا رفيق الأمسيات
حين ودّعنا صبانا
ودفنّـا ما جمعنا من هوانا
عبر أسفار الحياة
تحت أشجار النخيل
وانتحبنا للعراق
حينما حــلَّ الرحيل
آه يا ذاك العراق
أو تذكر يا صديقي
ما تركنا في الطريقِ
من خطوطٍ وسماة؟
بعضها للناسِ تروى
بعضها للإغنيات
يا صديقي
يا شريط الذكريات
آه لو فتّقتَ جرحي
وعصرتَ الأمنيات
و تداخلتَ بصرحي
قبل أن يأتي الشتات
كنتَ قدْ عدتَ لأحلام الصبا
والاماسي الرائعات
إنما أنتَ بوادٍ مقفرٍ
وبوادٍ أخـضرٍ تبنى الحياة
يا صديقي
إنني ـعنــكَ بعيدٌ
والنوى كفرٌ عتيدٌ
بأراضـي حضرَ موتٍ
و بوادي قوم تبّع
بين أقوامُ تلاشت
وأغانٍ لرعاةٍ ليس تسمع
أمسنا محضُ سرابٍ في صحارى
يومنا يمضي كأحلامِ سكارى
والغدُ الآتي جدارٌ قد تصـدّع
أو ترجو بعد هذا عودتي؟
وتمنّـي النفس أن ترجعَ يوماً صحبتي؟
وأنا في أبعد الاصقاعِ أقبع؟
ناسخاً من مللي هذا الكلام
تاركاً قلبي بأكداسِ ركام
ياصديقي
يا رفيقي المتقوقع
مسّنا الجوعُ وكنّا مترفين
لا نهاب الجوعَ أو نرنو لعطف المحسنين
إنما انداحت خيوط النور والدنيا ظلام
وانسحقنا مثل جيشٍ في الامام
لا لشئٍ إنما نحنُ جنودٌ من عظام
سقطت حين تولّتها الكلاب
يا صديقي يا خلاصات العذاب
إنهُ وقت الهزيمة
و صراخاتٌ أليمة
تتعالى وسط أوكار الذئاب
هل ستحيا أم تموت؟
يا صديقي يا نسيج العنكبوت
صنعاء ١٩٩٥