مسقط - ش
التوزيع بالمعنى الاقتصادي الاصطلاحي هو ما يلحق عوامل الإنتاج المختلفة من عوائد ومكافآت مالية ناشئة عن عملية الإنتاج نفسها ، من أجر أو ريع أو فائدة أو ربح .
أما إعادة التوزيع فهي ما يطرأ على التوزيع الأولي من تعديلات ، ناشئة عن التكاليف المالية وتسمى التحويلات الاجتماعية ، أو التوزيع الثانوي ، وإعادة التوزيع هذه قد تتم لصالح الفقراء ، بحيث يتم التقليل من التفاوت في الثروات والدخول بينهم وبين الأغنياء
. وتترتب على إعادة التوزيع آثار في الطلب الفعلي على أموال الاستهلاك وأموال الاستثمار، وحجم الناتج القومي، والادخار القومي، وقيمة النقود .
الزكاة تؤخذ من الأغنياء ، ولا تؤخذ من الفقراء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : (أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم ، تؤخذ من أغنيائهم ، وترد على فقرائهم ) صحيح البخاري ) وقال أيضاً : (إنما الصدقة عن ظهر غني ) ( مسند أحمد ) ولا يدفعها الغني إلا بعد تنزيل حوائجه الأصلية ، وعروض القنية ، وأدوات المهنة وذلك دون إسراف ، قال تعالى في زكاة الثمار( كلوا من ثمره إذا أثمر ، وءاتوا حقه يوم حصاده ، ولا تسرفوا ) "الانعام141" فالإسراف في استهلاك الثمار يؤدي إلى التهرب من الزكاة ، كلياً أو جزئياً ، سواء أكان ذلك عن قصد أو غير قصد .
وتعطى الزكاة إلى الفقراء ولا تعطى إلى الأغنياء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة (قوة ) سوي ". وفي رواية أخرى : لاحظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب .
وعلى هذا فإن الزكاة هي وسيلة لتحقيق كفاية الفقراء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمل حمالة ( كفالة ) فحملت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ، ورجل أصابته جائحة ، اجتاحت ماله ، فحلّت له المسألة حتى يصيب قوماً من عيش ، أو سداداً من عيش ، ورجل أصابته فاقة ، حتى يقول ثلاثة من ذوي الحاجة من قومه : لقد أصابت فلاناً فاقة ، فحملت له المسألة ، حتى يصيب قواماً من عيش ، أو سداداً من عيش .
ولهذا اتجه العلماء إلى أن الزكاة يجب أن تؤخذ بحقها ، وتعطى لمن يستحقها ، وإلا فإن دورها في إعادة التوزيع يلحق به من الخلل بقدر ما يلحق الخلل في أوعية الأخذ ، ومصارف الإعطاء ، ولهذا فإن للزكاة دوراً ملموساً في إعادة التوزيع ، أو في التحولات الاجتماعية ، من الأغنياء إلى الفقراء .
والأصل أن يتم تفريق الزكاة في نفس الإقليم الذي جمعت منه ، لأن أهله أولى بزكاته ، ولكن هناك حالات يجوز فيها للدولة أو للفرد ، نقل الزكاة إلى إقليم أو بلد آخر ، إذا استغنى أهل الإقليم الأول ، أو كان أهل الإقليم الآخر أكثر حاجة ، وعندئذ فإن إعادة التوزيع تتم لصالح فقراء هذا الإقليم أو البلد .
وتكون إعادة التوزيع في الزكاة محددة بثلاثة عوامل : العامل الأول : وعاء الزكاة ( أموال الزكاة ) والعامل الثاني : معدلات الزكاة ، والعامل الثالث: الفقر .
وتؤخذ الزكاة من أمول الأغنياء ضمن المعدلات الشرعية بما يفترض أن يؤدي إلى تحقيق حد الكفاية عند الفقراء ، وبعبارة أخرى فإن هناك حداً للغني يوجب دفع الزكاة ، وحداً للغني يمنع من أخذ الزكاة ، و حداً للفقر يسمح بأخذ الزكاة .
و مما يساعد على تفعيل دور الزكاة أن المال في الإسلام مال الله ، والناس مستخلفون فيه وهذا ما يسهل عليهم الإنفاق منه ، وكأنهم وكلاء خاضعون لتعليمات موكلهم ، قال تعالى( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) "الحديد" والزكاة تكليف مفروض على رأس المال النامي : النامي بالفعل ، والنامي بالقوة ، والأول يسمى في علم المالية العامة رأس المال المنتج ، والثاني يسمى رأس المال المملوك بحيث لا يكون عبؤها كبيراً على دافعيها ، وبحيث لا تأكل أصول الأموال ، وبحيث يمكن تعويضها من خلال النماء ، قال تعالى ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، وهو خير الرازقين ) "سبأ39" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما نقصت صدقة من مال".
وظاهر هذين النصين هو ربط الأمر بالله مباشرة ، ولكن يمكن للعلماء والباحثين بيانه بواسطة التحليل العلمي القائم على السنن والقوانين العلمية التي تعني أن عدم نقصان المال ، أو زيادته ، إنما يحدث بفعل آثار تراكمية مباشرة وغير مباشرة ، تؤدي إلى زيادة الاستهلاك والتشغيل ، ومن ثم إلى زيادة الدخل والثروة والادخار والاستثمار، وتتضاعف هذه الآثار وفق مضاعف محدد ، فافتراض أن حالة التشغيل تسمح بهذه المضاعفة، هذه المضاعفة قد تكون هي التي تكمن وراء مضاعفة الثواب على الزكاة وسائر أعمال الخير ، قال تعالى ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل، وفي كل سنبلة مائة حبة ، والله يضاعف لمن يشاء ) "البقرة261".
إن ما تحدثه الزكاة من إعادة توزيع لصالح الفقراء إنما يؤدي إلى زيادة المنافع الاجتماعية ، ذلك لأن المنفعة الحدية للنقود لدى الفقير أعلى منها لدى الغني ، وهذا المبدأ الاقتصادي المعروف في علم الاقتصاد هو معروف أيضاً عند الفقهاء ، يقول الإمام الشافعي " قد يرى الفقير المدقع الدينار عظيماً بالنسبة إليه " والغني المكثر قد لا يرى المئات عظيمة بالنسبة إلى غناه .
ولهذا أصل شرعي ورد في الحديث النبوي : سبق درهم مائة ألف ، قالوا: يا رسول الله وكيف ؟ قال : رجل له درهمان ، فأخذ أحدهما فتصدق به ، ورجل له مال كثير ، فأخذ من عرض ( طرف ) ماله ألف فتصدق بها ، فالذي تصدق بدرهم واحد قد تصدق بنصف ماله .
وتندرج الزكاة في هذا الباب تحت مبدأ توزيعي مهم ، تعبر عنه الآية القرآنية ( كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ) "الحشر7" فلو ترك الأمر لآهواء البشر اخضع التوزيع للقوة ، ففي النظم البشرية التي تعتمد على القوة ، نجد أن الفقراء هم الذين تستقر عليهم التكاليف المالية ، وأن الأغنياء يستطيعون التهرب من هذه التكاليف بوسائل شتى ، وفي هذه النظم يتعاظم التفاوت بين الناس ، وبين الدول في الثروات والدخول بحيث يختل ميزان القوى ويختل التوازن الاجتماعي ، ويتسلط القوي على الضعيف قال تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى) "العلق6-7" ويتجرد الضعيف من أية قوة مالية أو سياسية تساعده على الوصول إلى حقه .
أكثر...
التوزيع بالمعنى الاقتصادي الاصطلاحي هو ما يلحق عوامل الإنتاج المختلفة من عوائد ومكافآت مالية ناشئة عن عملية الإنتاج نفسها ، من أجر أو ريع أو فائدة أو ربح .
أما إعادة التوزيع فهي ما يطرأ على التوزيع الأولي من تعديلات ، ناشئة عن التكاليف المالية وتسمى التحويلات الاجتماعية ، أو التوزيع الثانوي ، وإعادة التوزيع هذه قد تتم لصالح الفقراء ، بحيث يتم التقليل من التفاوت في الثروات والدخول بينهم وبين الأغنياء
. وتترتب على إعادة التوزيع آثار في الطلب الفعلي على أموال الاستهلاك وأموال الاستثمار، وحجم الناتج القومي، والادخار القومي، وقيمة النقود .
الزكاة تؤخذ من الأغنياء ، ولا تؤخذ من الفقراء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : (أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم ، تؤخذ من أغنيائهم ، وترد على فقرائهم ) صحيح البخاري ) وقال أيضاً : (إنما الصدقة عن ظهر غني ) ( مسند أحمد ) ولا يدفعها الغني إلا بعد تنزيل حوائجه الأصلية ، وعروض القنية ، وأدوات المهنة وذلك دون إسراف ، قال تعالى في زكاة الثمار( كلوا من ثمره إذا أثمر ، وءاتوا حقه يوم حصاده ، ولا تسرفوا ) "الانعام141" فالإسراف في استهلاك الثمار يؤدي إلى التهرب من الزكاة ، كلياً أو جزئياً ، سواء أكان ذلك عن قصد أو غير قصد .
وتعطى الزكاة إلى الفقراء ولا تعطى إلى الأغنياء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة (قوة ) سوي ". وفي رواية أخرى : لاحظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب .
وعلى هذا فإن الزكاة هي وسيلة لتحقيق كفاية الفقراء ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة : رجل تحمل حمالة ( كفالة ) فحملت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ، ورجل أصابته جائحة ، اجتاحت ماله ، فحلّت له المسألة حتى يصيب قوماً من عيش ، أو سداداً من عيش ، ورجل أصابته فاقة ، حتى يقول ثلاثة من ذوي الحاجة من قومه : لقد أصابت فلاناً فاقة ، فحملت له المسألة ، حتى يصيب قواماً من عيش ، أو سداداً من عيش .
ولهذا اتجه العلماء إلى أن الزكاة يجب أن تؤخذ بحقها ، وتعطى لمن يستحقها ، وإلا فإن دورها في إعادة التوزيع يلحق به من الخلل بقدر ما يلحق الخلل في أوعية الأخذ ، ومصارف الإعطاء ، ولهذا فإن للزكاة دوراً ملموساً في إعادة التوزيع ، أو في التحولات الاجتماعية ، من الأغنياء إلى الفقراء .
والأصل أن يتم تفريق الزكاة في نفس الإقليم الذي جمعت منه ، لأن أهله أولى بزكاته ، ولكن هناك حالات يجوز فيها للدولة أو للفرد ، نقل الزكاة إلى إقليم أو بلد آخر ، إذا استغنى أهل الإقليم الأول ، أو كان أهل الإقليم الآخر أكثر حاجة ، وعندئذ فإن إعادة التوزيع تتم لصالح فقراء هذا الإقليم أو البلد .
وتكون إعادة التوزيع في الزكاة محددة بثلاثة عوامل : العامل الأول : وعاء الزكاة ( أموال الزكاة ) والعامل الثاني : معدلات الزكاة ، والعامل الثالث: الفقر .
وتؤخذ الزكاة من أمول الأغنياء ضمن المعدلات الشرعية بما يفترض أن يؤدي إلى تحقيق حد الكفاية عند الفقراء ، وبعبارة أخرى فإن هناك حداً للغني يوجب دفع الزكاة ، وحداً للغني يمنع من أخذ الزكاة ، و حداً للفقر يسمح بأخذ الزكاة .
و مما يساعد على تفعيل دور الزكاة أن المال في الإسلام مال الله ، والناس مستخلفون فيه وهذا ما يسهل عليهم الإنفاق منه ، وكأنهم وكلاء خاضعون لتعليمات موكلهم ، قال تعالى( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) "الحديد" والزكاة تكليف مفروض على رأس المال النامي : النامي بالفعل ، والنامي بالقوة ، والأول يسمى في علم المالية العامة رأس المال المنتج ، والثاني يسمى رأس المال المملوك بحيث لا يكون عبؤها كبيراً على دافعيها ، وبحيث لا تأكل أصول الأموال ، وبحيث يمكن تعويضها من خلال النماء ، قال تعالى ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، وهو خير الرازقين ) "سبأ39" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما نقصت صدقة من مال".
وظاهر هذين النصين هو ربط الأمر بالله مباشرة ، ولكن يمكن للعلماء والباحثين بيانه بواسطة التحليل العلمي القائم على السنن والقوانين العلمية التي تعني أن عدم نقصان المال ، أو زيادته ، إنما يحدث بفعل آثار تراكمية مباشرة وغير مباشرة ، تؤدي إلى زيادة الاستهلاك والتشغيل ، ومن ثم إلى زيادة الدخل والثروة والادخار والاستثمار، وتتضاعف هذه الآثار وفق مضاعف محدد ، فافتراض أن حالة التشغيل تسمح بهذه المضاعفة، هذه المضاعفة قد تكون هي التي تكمن وراء مضاعفة الثواب على الزكاة وسائر أعمال الخير ، قال تعالى ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل، وفي كل سنبلة مائة حبة ، والله يضاعف لمن يشاء ) "البقرة261".
إن ما تحدثه الزكاة من إعادة توزيع لصالح الفقراء إنما يؤدي إلى زيادة المنافع الاجتماعية ، ذلك لأن المنفعة الحدية للنقود لدى الفقير أعلى منها لدى الغني ، وهذا المبدأ الاقتصادي المعروف في علم الاقتصاد هو معروف أيضاً عند الفقهاء ، يقول الإمام الشافعي " قد يرى الفقير المدقع الدينار عظيماً بالنسبة إليه " والغني المكثر قد لا يرى المئات عظيمة بالنسبة إلى غناه .
ولهذا أصل شرعي ورد في الحديث النبوي : سبق درهم مائة ألف ، قالوا: يا رسول الله وكيف ؟ قال : رجل له درهمان ، فأخذ أحدهما فتصدق به ، ورجل له مال كثير ، فأخذ من عرض ( طرف ) ماله ألف فتصدق بها ، فالذي تصدق بدرهم واحد قد تصدق بنصف ماله .
وتندرج الزكاة في هذا الباب تحت مبدأ توزيعي مهم ، تعبر عنه الآية القرآنية ( كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ) "الحشر7" فلو ترك الأمر لآهواء البشر اخضع التوزيع للقوة ، ففي النظم البشرية التي تعتمد على القوة ، نجد أن الفقراء هم الذين تستقر عليهم التكاليف المالية ، وأن الأغنياء يستطيعون التهرب من هذه التكاليف بوسائل شتى ، وفي هذه النظم يتعاظم التفاوت بين الناس ، وبين الدول في الثروات والدخول بحيث يختل ميزان القوى ويختل التوازن الاجتماعي ، ويتسلط القوي على الضعيف قال تعالى ( كلا إن الإنسان ليطغى ، أن رآه استغنى) "العلق6-7" ويتجرد الضعيف من أية قوة مالية أو سياسية تساعده على الوصول إلى حقه .
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions