العلاقات الهندية العمانية تاريخ موغل في 5

    • العلاقات الهندية العمانية تاريخ موغل في

      إعداد: د. ساندهيا ميهتا أستاذة مساعدة في قسم اللغة الإنجليزية جامعة السلطان قابوس

      تعود العلاقات الهندية العمانية إلى أكثر من ألف عام وبخاصة العلاقات التجارية بين البلدين وفي هذا يقول رئيس لجنة الموسوعة العمانية الأستاذ المساعد بجامعة السلطان قابوس عبد الله الحراصي: "تعتبر العلاقات الهندية العمانية مجالا مهما يسترعي الاهتمام بشكل جعلت نفسها أكثر وضوحا في الدوائر الأكاديمية والثقافية في كل من الهند وسلطنة عمان، الدولتان اللتان تواجهان بعضهما البعض، ويفصلها بحر العرب فقط الذي يربطهما معا. ونحن، في سلطنة عمان، لا يمكننا دراسة تاريخنا أو مجتمعنا أو ثقافتنا عموما بدون الرجوع إلى العلاقات مع الهند. وتعج المواقع الأثرية في سلطنة عمان بمكتشفات من أصول هندية. وليس من قبيل المبالغة أن نقول أن العديد من عناصر الهوية العمانية المعاصرة تأثرت بشكل عميق بالعلاقات مع الهند."

      وقد شجعت حكومة السلطنة بشكل فعال قدرا كبيرا من الأبحاث عن العلاقات التاريخية بين البلدين، وخصوصا من خلال إنشاء سجلات وطنية. وهناك لجنة للسجلات، أنشئت في عام 2007 بمرسوم سلطاني، موجودة حاليا في أنحاء مختلفة من الهند، وخصوصا في حيدر أباد وأجزاء من كيرلا من أجل الحصول على الوثائق في شكل معاهدات وخطابات وأدلة أخرى فيما يتعلق بالجوانب المختلفة للتاريخ والمجتمع العماني. كما ظهر الاهتمام المتزايد بهذه المنطقة أيضا في عدد علماء معهد فولبرايت والعلماء الآخرين الذين يدرسون بنشاط الحفريات والمواقع التاريخية في سلطنة عمان.

      وتقديرا لهذا الاهتمام ومن أجل تناول الحاجة للوصول إلى طرق أكثر تنظيما لتوجيه هذا البحث، استضافت جامعة السلطان قابوس ندوة في شهر فبراير 2011 بعنوان: "سلطنة عمان والهند: الآفاق والحضارات." ونظمت هذه الندوة بواسطة مركز الدراسات العمانية بالتعاون مع مكتب التعاون الخارجي في الجامعة. وكان المؤتمر يهدف إلى استكشاف "العلاقات العمانية الهندية في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية" ودراسة أبعاد عمليات التبادل التجاري بين كلتا الحضارتين ومحاولة توسيع التعاون المستقبلي بينهما في مختلف المجالات". وجاء المشاركون في هذا المؤتمر من أنحاء مختلفة من العالم، من بينها مصر والمغرب والمملكة العربية السعودية والهند. وشملت المجالات التي تم تغطيتها مجموعة متنوعة من الاهتمامات تشمل التاريخ البحري في بحر العرب والتأثيرات اللغوية والثقافية بين الدولتين، واستعراض لأحداث تاريخية خاصة من خلال دليل توثيقي ظاهر، بالإضافة إلى إعادة قراءة الحكايات التاريخية الثابتة من منظور معاصر.

      وفي الهند أيضا، تتم متابعة البحث في هذا المجال المتنوع بنشاط. وتمتلك الجامعة الملية الإسلامية، وهي واحدة من الجامعات الرئيسية في الهند، المركز الثقافي الهندي العربي، كوحدة متخصصة في الجامعة. وذكر الفاضل أفتاب أحمد، منسق البرنامج في هذه المؤسسة أن رؤية المركز كانت تكمن في تسهيل عملية إعادة إحياء العلاقات الحضارية بين الهند والعالم العربي. ويمول المركز وينشر وينظم مشاريع متنوعة تتعامل مع جوانب مختلفة للعلاقات الهندية العربية، وتمثل سلطنة عمان جزءا أساسيا من هذا البحث. وأكد الفاضل أحمد أن المركز كان "يبرز كنقطة عقدية مهمة لترويج الثقافة الهندية في العالم العربي". وتعد مطبوعتها الداخلية "ثقافة الهند" محاولة لعرض الثقافة الهندية في الدول الناطقة باللغة العربية. وتشمل مجالات البحث التي يغطيها المركز دراسة الروابط البحرية الثقافية على طول ساحل مالابار، بالإضافة إلى التقاربات اللغوية بين اللغة الهندية واللغة العربية المستخدمة في سلطنة عمان.

      ويشارك المركز حاليا في مشروع لجمع مواد عن سلطنة عمان والعلاقات الهندية العمانية في المكاتب والسجلات الهندية. وتعد هذه محاولة نادرة من أجل تمكين عملية الوصول إلى آلاف الوثائق في شكل أسفار وخطابات شخصية وأدلة أخرى يمكن أن تلقي مزيدا من الضوء على الروابط التاريخية بين الهند وسلطنة عمان.

      وتمتلك جامعة جواهر لال نهرو أيضا مركزا بحثيا، حيث يشتمل التركيز على مجالات بحثية متنوعة مستجدة تتعلق بالهند وسلطنة عمان. ويعتبر برنامج الدراسات الخليجية في الجامعة وحدة داخل مركز الدراسات الأفريقية ودراسات منطقة غرب آسيا في كلية الدراسات الدولية، وهو مركز بحثي راسخ في مجالات الدراسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. واشتمل مؤتمر المركز في عام 2010 والذي حمل عنوان: "الناس والثقافة والسلع المتحركة: العلاقات التاريخية البحرية بين الهند والعرب" على عدد من الأوراق البحثية التي قدمت عن نقاط اهتمام مختلفة من بينها ورقة بحثية عرفت باسم "جوهرة مسقط: استعراض التراث البحري الهندي القديم". وتلقي هذه الأوراق البحثية ضوءا أفضل على العلاقة الحيوية التي تقف وراء التاريخ الفريد لشبه الجزيرة العربية.

      وتعتبر الزيادة في النشاط البحثي بمجال العلاقات الهندية العمانية شهادة بليغة على حقيقة أن الدراسات في هذا المجال قد وصلت أخيرا إلى مرحلة النضج. وفي فترة يتم خلالها التعبير عن اهتمامات متفرقة بهذه الروابط التاريخية بأسلوب أكثر تنظيما ومعترفا به بشكل رسمي، من المشجع أن نرى دعم المؤسسات الممولة من القطاع العام بغية اكتشاف مجالات الأبحاث الناضجة بشكل متزايد. وكما ذكر د. الحراصي: "من المتوقع أن يتابع البحث المتنامي هذا العلاقات بين الدولتين باستخدام طرق بحث مناسبة. وسوف يساعد هذا كل منا على سد فجوة كبيرة في معرفتنا عن الجوانب غير المعروفة والتي لم يتم بحثها بشكل كافٍ في العلاقات الهندية العمانية. وسوف يعزز هذا أيضا من أسس علاقاتنا المعاصرة والمستقبلية في كافة مجالات الحياة." ويؤكد الدعم المتزايد الممنوح من قبل حكومات الهند والسلطنة على هذا الاهتمام الظاهر، وسوف يساعد ذلك الدعم في جعل هذا المجال الخصب أكثر رسوخا لأن المشروعات الإضافية سوف تضمن وجود اهتمام دائم ومستمر بهذا المجال الذي يعد بامتلاك أكبر قوة ممكنة في المستقبل كما فعل في الماضي.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions