مثلت الأمسية دعوة للإبحار في خفايا النفس البشرية في إطار من التفكير المنفتح على الآخر بشيء من الحلم والروية

د. حمد الغافري: هذه الأمسيات مهمة جدا للجميع لأنها تنمي كثيرا من الجوانب الفكرية والعلمية والأسرية والاجتماعية وخاصة أننا في عصر التكنولوجيا والإنترنت وتسارع المعرفة

نزوى - سالم بن سليمان المسروري

نظمت عشائر جوالة نادي نزوى محاضرة ثقافية بعنوان "تنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال" للمحاضر د.حمد بن حمود الغافري (أستاذ علم النفس والتعليم الذاتي بالجامعة العربية المفتوحة - سلطنة عمان) وذلك برعاية الشيخ محمود بن بدر البوسعيدي.

وتحدث المحاضر، في البداية عن الذكاء العاطفي ونشأته وماهيته وأهميته.. وقال: إن هذه الأمسية دعوة للإبحار في خفايا النفس البشرية في إطار من التفكير المنفتح على الآخر بشيء من الحلم والروية فالمشاعر والعواطف والانفعالات الإنسانية لها مملكة خاصة يدين الجنس البشري في وجوده لقوة تأثيرها وقد أمكن للعلم الحديث مؤخراً ارتيادها والخوض في غمارها من خلال الاهتمام بدراسة الذكاء العاطفي للأفراد، تلك القدرة المتميزة في مجال النفاذ النفسي للتعامل مع مشاعر الفرد الداخلية ومشاعر الآخرين من حوله ومن ثم المهارة الاجتماعية في تبادل المشاعر الإنسانية مع الآخرين وهو ما يقود بدوره إلى الأداء الأفضل ليس على المستوى الأكاديمي فحسب بل على مستوى التفاعلات الصحية والإيجابية مع الآخرين فقد شهدت فترة التسعينيات اهتماماً غير مسبوق في مجال الدراسات والأبحاث المرتبطة بدراسة الذكاء العاطفي أو الذكاء المشاعر والعواطف والانفعالات، فهو القدرة على العزف على أوتار القلوب فبقلبه يرى الإنسان الرؤية الصحيحة للأشياء فالعين لا ترى الجوهر.

ومن هنا كانت الدعوة إلى ثقافة القلب والعقل معا.. ثم تحدث المحاضر عن مكونات الذكاء العاطفي وهي الوعي بالذات وهو القدرة على فهم الفرد لمشاعره وإدارة الذات وهي القدرة على التحكم بالمشاعر والدافعية الذاتية وهي تحفيز الفرد لذاته والتعاطف وهو القدرة على فهم مشاعر الآخرين والمهارات الاجتماعية وهي القدرة على إقامة العلاقات الاجتماعية.كما أكد المحاضر بأن الذكاء العاطفي منهج سارت عليه الشريعة الإسلامية قبل أن يعرفه غيرهم كمنهج حياة وأسلوب عيش، واستشهد بكثير من الآيات القرآنية والسيرة النبوية الشريفة. وفي نهاية الأمسية قال الشيخ محمود بن بدر البوسعيدي راعي المناسبة: بداية أشكر عشائر جوالة النادي على إقامة هذه الأمسية الرائعة التي تخاطب الفكر والعقل معا، كما أشكر المحاضر على أدائه المتميز وأسلوبه المؤثر.

وفي سؤال لراعي الأمسية عن أهمية إقامتها في هذا الوقت فأجاب: لاشك إن لشهر رمضان نفحات ربانية فيه تصفو النفوس وتعلو الهمم وبالتالي يكون لهذه المحاضرات في هذا الشهر الفضيل وقع أكبر وتأثير أقوى.. وفي الأخير قدم الشيخ محمود نصيحته للمربين بضرورة حضور مثل هذه المحاضرات لأن هذا الجيل والأجيال القادمة تحتاج إلى فهم أوسع وتعامل أرشد، خاصة في خضم هذه المتغيرات والمعطيات الكثيرة في حياتنا المعاصرة.

وعن أهمية مثل هذه الأمسيات قال د.حمد الغافري: هذه الأمسيات مهمة جدا للجميع لأنها تنمي كثيرا من الجوانب الفكرية والعلمية والأسرية والاجتماعية وخاصة أننا في عصر التكنولوجيا والانترنت وتسارع المعرفة.وبالنسبة لتخصيص شهر رمضان المبارك لإقامة هذه الأمسيات فقال د.حمد: هذا التوقيت مناسب جدا جدا لأن لرمضان برمجة خاصة يستطيع الانسان أن يستفيد منها أكثر وأكثر، ففي رمضان يكون ترويض النفس أبلغ واكتساب العادات أسرع، ولأجل ذلك أشجع على نشر ثقافة الأمسيات وثقافة البرامج التنموية الهادفة، واستقطاب الشباب بمواضيع تهمهم وتخالجهم وتعالج قضاياهم، لذا أتمنى من كل شخص قادر أن يعطي المجتمع بما يستطيع، فالتغيير والتنمية ليست حكرا على أحد أو جهة معينة فعلينا ان نتعاون جميعا إعلاما وداخل الأسرة وفي المدرسة والمسجد والجامعة ومختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية.

من جانبه قال نائب رئيس مجلس إدارة نادي نزوى سالم بن سرور المحروقي: إن هذه الأمسية بالذات تعتبر إضافة جديدة ورائعة لما تحتويه من معلومات قيمة ودراسات جديدة ومفيدة تهم الجميع، لذا علينا أن نشجع الجميع على حضور هذه الأمسيات سواء باللقاء المباشر أو المنشورات أو الإعلانات المرئية والمصورة.

وقال رئيس لجنة التوفيق والمصالحة بولاية الحمراء الشيخ جمعة الكندي: في الحقيقة إن الأمسية كانت رائعة ومفيدة فقد استفدنا منها كثيرا وبها الكثير من النقاط التي تنمي الذكاء العاطفي لدى الأطفال، بل إن هذا الموضوع يفيد حتى الكبار لتنمية ذواتهم وتحسين أدائهم وعلاقاتهم بالآخرين، والغريب في هذا الأمر وكما ذكر المحاضر أن الإسلام هو من أشار إليه ولكننا ابتعدنا عن هذا النبع الصافي لينهل منه الغرب ثم نتعلمه منهم.

أكثر...