السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى كل من تبحث عن سر جمالها ( فتاوى في زينة المرأة ) لسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي حفظة الله
س) سماحة الشيخ: نتوجه إليكم بداية بالسؤال عما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في معرض الحديث عن أهل النار ذكر { نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة } فما شرحكم لمفردات هذا الحديث الشريف؟
ج) بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فُأحي أخواتنا وبناتنا بتحية الإسلام . فالسلام عليكن ورحمة الله وبركاته . هذا وإني أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا في هذه الجلسة لصادق القول وأن يمن علينا بالإخلاص وأن يسددنا في ما نقوله لأن لا نشد عن الحق ونبعد عن الصواب فالله تبارك وتعالى وحده هو ولي التوفيق.
هذا ولا ريب أن الحديث الشريف إنما يدل على وضعية تصل إليها المرأة في هذه الأمة هذه الوضعية لم يشهدها الني صلى الله عليه وسلم وإنما قالها لما عرفه من نبأ الغيب بما أوحاه الله تبارك وتعالى إليه، فالحديث في صحيح مسلم من رواية أبي هريرة جاء فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهما بعد، رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة } الحديث الشريف يدل على أن هذه الأمة ترزى بالانحراف كما رزئت الأمم الأخرى، بعض الانحراف يكون بدافع من حب السلطة وخدمة المتسلطين وذلك ما أشار إليه الحديث في قوله: { رجال بأيديهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس } معنى ذلك أولئك الجلادون الذين لا يبالون بما ينزلونه على ظهور الناس من العذاب، هؤلاء هم من أهل النار ( والعياذ بالله) وكذلك: { نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة } وجاء في الحديث: { لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا } الحديث الشريف يدل على ما وصلت إليه المرأة من التفنن في محاولة إغراء الرجل بالوقوع في معصية الله، و الخروج عن حدود الله، بحيث يلبسن من الكسوة ما يجعلهن في حكم العاريات إما لأن الكسوة شفافة لا تستر محاسنهن ولا تواري ما تجب مواراته، وإما لأن الكسوة ضيقه بحيث يتجسد الجسد بمفاتنه تجسداً تاماً، فهن على كلا الأمرين مغريات، وهن مائلات بتغلجهن وتكسرهن ومميلات لأنهن يملن قلوب الرجال الضعاف إليهن: { رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة } وذلك بما اخترعنه من أنواع تصفيف الشعر الذي ظهر حقا في هذه الأمة كما ظهر في الأمم الأخرى ، فكثير من النساء اللواتي خرجن عن حدود الله، وتبرجن تبرج الجاهلية، ونبذن الحجاب الشرعي وقعن في ذلك بحيث يصففن شعور رؤوسهن فيكون الشعر كأنه برج على الرأس هذه الطريقة هي التي يشير إليها الحديث الشريف والمرأة التي تفعل ذلك كما جاء الحديث الشريف: { لا تدخل الجنة ولا تجد ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا } وذلك وعيد لهن بسبب وقوعهن في هذا الأمر الخطير نسأل الله العافية لنا جميعا منه والله تعالى ولي التوفيق.
س: سماحة الشيخ إنتشر وباء الموضة في كثير من أنماط الحياة ومن ذلك مايعرف عند النساء بتسريحة الشعر ويقتضي ذلك أن يجعد الشعر الناعم أو ينعم الشعر المجعد وأحيانا تقتضي الموضة قص الشعر وأحيانا يلف على هيئات مختلفة تلفت الأنظار. فما قول سماحتكم في اتباع مثل هذه الموضة وما حكم قص الشعر ؟
ج: أولا قبل كل شيء قضية اتباع الموضة كما يقال إنما هي إن دلت على شيء فإنما تدل على ما وصلت إليه الأمة من الضعف والهزيمة في مواجهة التيارات المختلفة، التيارات الوافدة من هنا وهناك التي طمت على ساحة هذه الأمة الإسلامية. الأمة الإسلامية مطلوب من رجالها ونسائها أن يكونوا جميعا أقوياء موصولين بالله سبحانه لا ينبهرون بما يأتيهم من هنا وهناك وإنما يرتكزون على مؤسسات إيمانية قائمة.
تلكم المؤسسات هي العقيدة الصحيحة والأخلاق المرضية والفضائل التي يجب على كل من المرأة والرجل أن يتحلى بها. وعلى أية حال متابعة هذه التسريحة التي تأتي من هنا و تلك التي تأتي من هناك وتغيير خلق الله تبارك وتعالى بتغيير الشعر عن طبيعته، كل من ذلك إنما هو مخالفة صريحة لأمر الله ووقوع في شباك الشيطان عندما قال فيما توعد به الجنس البشري " ولآمرنهم فليغيرن خلق الله " فالتي خلق شعرها مجعدا أو خلق شعرها ناعما عليها أن ترضى بقسمة الله لها.
ومن غريب ما وقع للناس في هذا العصر أن النساء أصبحن كثيرا ما يلهثن وراء ما عليه الآخرون حتى فيما يخالف الجمال الطبيعي للمرأة.
الجمال الطبيعي مثلا في شعر المرأة أن يكون شعرا فاحما ونحن نجد الشعراء كثيرا ما تغزلوا في الشعر الأسود وعبروا عن سواد الشعر بالليل وعن جمال المرأة ما بين هذا السواد بأنه كالقمر في وسط ليل داج ولكن صار الأمر بالعكس.
نجد من الشعراء من يقول أيضا في التعبير عن حسن سواد الشعر:
وما خضب الناس البياض لأنه *** قبيح ولكن أحسن الشعر فاحمه
الآن المرأة التي شعرها أسود تحاول أن تشقر الشعر، أن تخرج عن الطبيعة. هذا أمر عجيب دليل التأثر والانهزام أمام الآخرين.
فمثل هذه الأشياء جميعا يجب على المرأة أن تتفطن لها. على أن تقليد القوم الكافرين أيا كانوا يهودا أو نصارى أو ملاحدة إنما هو ناشئ عن ضعف القلوب وعن أمراض نفسية وعن اهتزاز العقيدة ولذلك جاء التحذير البالغ من موالاتهم لأن هذه التبعية العمياء ما هي إلا من دلائل هذه الموالاة. التبعية العمياء تجسد الموالاة لأن الإنسان من شأنه أن يحب دائما تقليد من يعظمه في نفسه ويجله في قلبه ويكبر أفعاله هذه طبيعة البشر والله تبارك وتعالى حذر من موالاة أولئك بل حذر في معرض هذا التحذير من الوقوع في الارتداد لأن هذه الموالاة تجر شيئا فشيئا صاحبها إلى أن يتفصى من الإسلام كله ويقع في الارتداد.
نرى أن الله تبارك وتعالى يقول: " يا أيها اللذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين " ثم أتبع ذلك قوله: " فترى اللذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين. ويقول اللذين آمنوا أهؤلاء اللذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين " ثم بعد ذلك جاء التحذير من الارتداد في قوله: " فترى اللذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم " دليل على أن الموالاة ناشئة عن مرض نفساني. ثم حذر بعد ذلك من الارتداد عندما قال يا أيها اللذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين. يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ". فهذه التبعية التي تقع إنما هي تجسيد لهذه الموالاة المحرمة وهي التي لا تقف بصاحبها عند حد عندما يسترسل فيها حتى يقع في المحذور الأكبر وهو التفصي من الإسلام نهائيا والوقوع في الارتداد والعياذ بالله.
س: سماحة الشيخ إذا ابتليت المرأة بالصرع فهل يجوز لها أن تستخدم شعرا صناعيا والذي يعرف بالباروكة ؟
ج: لإن كان حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول " لعن الله الواصلة والمستوصلة " فكيف بالباروكة. هي أشد فتنة وأشد تغريرا. ونحن نرى أن النبي - صلى الله عليه وسلم – جاءته امرأة تستأذن في ابنتها أصيبت بالحصبة وتمزق بسبب ذلك شعرها في أن تصل هذا الشعر بشيء فمنعها النبي – صلى الله عليه وسلم – من ذلك فكيف بما زاد عليه.
س: سماحة الشيخ ما حكم صبغ الشعر بصبغات كيماوية بعضها يزول بالغسل وبعضها يبقى ثابتا لمدد طويلة علما بأن هناك طريقة تعرف بالميش وهي أن تصبغ خصلات الشعر بألوان مختلفة وأحيانا يصبغ الشعر كاملا بلون واحد ؟
ج: كما قلنا الصبغ ولا سيما الصبغ بهذه الطريقة هو من جملة الأشياء التي فيها تغيير لخلق الله. صبغ الشعر بألوان مختلفه خروج عن الطبيعة، معاكسة للفطرة. أي فطرة هذه، الله تبارك وتعالى خلق الشعر - شعر المرأة - على لون واحد - سواء كان أسود أو فيه شيء من الحمرة - على لون واحد. ماخلقه هكذا متغير بعضه أسود، بعضه أزرق، بعضه كأنه - يعني- تشكيله من الألوان. ما موجود هذا، هذا غير جائز. على أن هذه الأصباغ التي تبقى في الشعر قد تكون حائلا في الغسل الواجب بين الماء ووصوله إلى هذا الشعر وذلك غير جائز.
س: لا يكاد يمر يوم إلا ويفتح فيه محل للتجميل وتصفيف الشعر المعروف بالكوافير وأصبحت كثير من النساء ترتاد هذه المحلات علما بأن كثيرا من هذه المحلات تقوم بنمص الحواجب وتسريح الشعر كما ذكرنا في السؤال السابق. وتخرج منها المرأة بكامل زينتها وهنا تساؤلات عدة:-
ما حكم دخول هذه المحلات؟وما خكم الإنفاق فيها؟ وما حكم الكسب منها؟ علما بأن القائمات على أمر التزيين وعلى أمر هذه المحلات قد يكن غير مسلمات؟
ج: الجواب على هذا السؤال جواب متعدد المناحي. من ناحيه ننظر إلى كثير من المخالفات الشرعية كالنمص - نمص الحواجب - فإنه من الكبائر لأن كل ما جاء الوعيد عليه أو ترتب عليه لعن أو نحوه فهو من الكبائر وقد ثبت في الحديث الصحيح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لعن الله النامصة والمتنمصة " فالنمص هو من الكبائر وكذلك كما قلنا تصفيف الشعر بطريقة تلفت الأنظار وتشد الانتباه أيضا ذلك من المعاصي الكبيرة -ذلك ما جاء - بل الوعيد الصريح في ذلك لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة " فكان وعيدا شديدا على ذلك قال: " صنفان من أهل النار " وقال أيضا: " لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا " ومن ناحية أخرى إبراز المرأة لزينتها أمام المرأة غير المسلمة أو المرأة الفاجره - وإن كانت تنتمي إلى الإسلام - ذلك غير جائز فإن الله تعالى قال: " ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن " من هن نسائهن؟ أي النساء المؤمنات لأن الله تعالى قال في الآيه من قبل: " وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن" فالنساء المذكورات هن اللاتي يجوز للمرأة المسلمة أن تبدي زينتها عندهن، هن النساء المؤمنات دون غيرهن والنساء الكافرات المشركات لسن بمؤمنات، كذلك المرأة الفاجرة قد تفصت من الإيمان بفجورها فلا يجوز إبراز هذه الزينة عندها. فكل من ذلك يجب أن يحذر منه.
س: فيما يتعلق سماحة الشيخ بالإنفاق والكسب منها ؟
ج: نعم...... الإنسان مسؤول عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وفي الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يِِسأل عن خمس:- عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وماذا عمل فيما علم ".يسأل عن المال من أين اكتسبه لأنه ليس له أن يكتسبه من أي وجه وإنما يكتسبه من الوجوه النظيفة المحللة وليس له أيضا أن ينفقه في أي سبيل وإنما ينفقه في سبيل مباح ومثل هذا الإنفاق ليس انفاقا في سبيل مباح وهذا الكسب أيضا هو كسب خبيث لأنه يأتي من طريق محرم.
س) يصل الأمر في بعض صالونات التجميل إلى حد إزالة الشعر من العورة ووضع الحناء في مواضع حساسة من الجسد كالفخذ بحجة التزيين للزوج و يقتضي ذلك أن تتكشف المرأة و تستسلم لمن يقوم بذلك وجاءت الآن صرعة ما يسمى بالحمام المغربي الذي تقوم فيه العاملة لصالة التجميل بتقشير الجسم و يتم ذلك بالليزر أو بالبخار أو بالكريمات الخاصة بدعوى إزالة الخلايا الميتة فما قول سماحتكم في الأفعال التي تقوم بها مجموعة من النساء؟
ج) هذا كله من المحرمات ، أولا ً : المرأة المسلمة عند النساء المؤمنات الصالحات لا يجوز لها أن تكشف ما بين سرتها و ركبتها إلا في حالة الضرورة القصوى ذلك كحالة العلاج الذي لابد فيه من كشف هذا الذي يجب في الأصل ستره ،أما لأجل التزيين أن تكشف المرأة هذه السوأة الكبرى فذلك من المحارم ذلك غير جائز ،ولا يجوز للمرأة أن تطلع على عورة المرأة كما لا يجوز للرجل أن يطلع على عورة الرجل و لا يجوز للمرأة أن تطلع المرأة على عورتها و بالنسبة إلى النساء اللواتي يقمن بهذه العملية هن غير مؤمنات حتى ولو ادعين الإسلام هن غير مؤمنات فلا يجوز للمرأة أن تظهر معهن زينتها فكيف بإظهار هذا و الله المستعان .