سقوط الانظمه العربيه

    • سقوط الانظمه العربيه

      نظام وراء نظام يسقط في ربيع المجد العربي وابتسامة الثورة التي انتقلت من تونس إلى مصر ثم إلى ليبيا التي قاتل فيها القذافي وكتائبه ستة أشهر دفاعاً عن عرشه وحكمة ونفوذه وتحدى اراده شعبة التي أطاحت به في النهاية بعدما ارتكب المجازر والمذابح ، وعتابي هنا على هذه الأنظمة التي قاتلت طويلاً للحفاظ حكمها أشهراً طويلة ولم تقاتل لأجل فلسطين يوماً واحداً ولم تطلق طلقة واحدة لأجل بيت المقدس ولا تنتصر ذات يوم لصيحات أبناء جلدتهم من الفلسطينيين الذين يتعرضون للمذابح والمجازر ، قد يقول البعض إن هذا العتاب لا يجدي نفعاً ولا قيمة له في هذه اللحظات التاريخية من عمر الأمة العربية ، وأنا أيضاً أقول كذلك مثلهم فمنهم من يذهب إلى مزبلة التاريخ ومنهم من يذهب إلى غياهب النسيان ولكن للتاريخ نقول أن هؤلاء الذين تحنطوا لعقود طويلة على عروشهم ولم يتنازلوا عنها بل دافعوا وقاتلوا حتى تبددت أحلامهم وسقطوا بشكل مخزي بعدما انهزموا إمام اردة شعوبهم ، لم ينتصروا للقدس يوماً ولم يشدوا الرحال إلى فلسطين ولم يقولوا يوماً لأمريكا والغرب لا مثلما يفعلوا اليوم دفاعاً عن عروشهم الواهية ، وعتابي أيضاً على تلك الكتائب القذافية التي استبسلت في الدفاع عن حكم الدكتاتور الليبي بينما لم تتحرك يوماً لنصرة القضايا الوطنية العربية ولم تفعل شيئاً رغم أنها تمتلك العتاد والعدة والتسليح وغيرها من الأموال والإمكانيات ، وعتبي على حكام ليسوا حكام ، تملكهم الغرور وحب السلطة وشهوة القتل وكبح الاردة الشعبية والوطنية والتغاضي عن القضايا الكبرى وفي مقدمها قضية فلسطين التي لم تكن يوماً محط اهتماماً لهؤلاء الحكام الذين كانوا أكثر الناس انهزاماً وأكثرهم تآمراً ، فكانوا لا يسمعون نداءات شعب تحت الاحتلال ولا يكترثون لقضيتهم التي كانوا يرددون كذباً انها قضيتهم الأولى حتى سقطوا وظهرت أكذابيهم حين شاهدنا الاستبسال في الدفاع عن عروشهم بينما كانوا يهربون دائماً كلما كانت فلسطين تناديهم . سقوط ثالث حكام العرب يثبت لنا أن هؤلاء الحكام لم يدافعوا يوماً عن قضية فلسطين ولم يكونوا إلا أعوانا في استمرار الاحتلال عليها وكانوا شهود زور تتم دعوتهم بين الحين والآخر للمحافل الدولية ، ولم يكونوا أكثر من رموزاً شكلية حكمت شعوبها وعرضتهم للقهر والاضطهاد والعذاب لعقود طويلة ، وكانت إحدى أدوات القهر وكبت الحريات وهجرة العقول إلى الخارج ، وكانت هذه الأنظمة شكلاً من أشكال التخلف التي عاش في ظلالها العالم الثالث وشعوب المنطقة التي أخذتها هذه الأنظمة رهينة لاستمرار نفوذها وسطوتها وحكمها ولتلبية شهوتها للسلطة ورغبة منها في البقاء إلى الأبد ، حتى أتى الربيع العربي الذي تفتح فيه الأمل وعاشت الثورة التي سكنت الشعوب وحررتها من هذه الأنظمة ومن هؤلاء الحكام . سقط ثالث الحكام العربي ، القذافي الذي رمى بالألف اللاجئين على الحدود الليبية وقال لهم لكم الصحراء فافترشوها والتحفوا السماء وشمسها الحارقة كما قال للفلسطينيين المحاصرين في بيروت ستجدوا كل السلاح الليبي في أيديكم حين تقاتلون إسرائيل وبعد صمود أسطوري ظل قرابة الثلاث اشتر عاد وقال للمحاصرين موتوا في خيامكم ، ثم خاطب الرئيس محمود عباس ذات يوم في لقاء القمة بعبارات ساذجة تعبر عن جنون هذا الرجل ووصف الشعب الفلسطيني بأنه شعب غبي ، وها هو اليوم تضرب تماثيله بالأحذية وتداس صورته بالنعال وتسقط طرابلس من يده ويهرب إلى الصحراء .