" من الواقع " ..................... ليتني..!
بعد ان ملّ من الانتظار، قرر السائق كريم ان يدق الباب ويسأل عن حصة الفتاة التي يعمل عندهم، فتحت الباب خادمة آسيوية لتقول له إنها لم ترها اليوم، أجابها لكني أوصلتها بنفسي صباحا وطلبت مني العودة عند الساعة الرابعة والآن قد أصبحت الخامسة وأنا انتظر منذ أكثر من ساعة، طلبت منه ان ينتظر قليلا ريثما تسأل السيدة لتعود وتبلغه انها لم تر حصة اليوم! دهش كريم ووقف يكلم نفسه، فهو من كان يأتي بها يوميا الى منزلهم، ماذا يجري يا ترى؟ امسك بالهاتف واتصل بأم حصة ليسألها ماذا عليه ان يفعل، وبخلال ساعة كانت العائلة كلها قد تجمعت بانتظار ظهور حصة لتأديبها لكن انتظارهم طال وتحول الى قلق ثم الى خوف لا سيما عندما قاربت الساعة منتصف الليل وهي لم تصل، كانت والدتها قد اتصلت بجميع صديقاتها تسألهن عنها وهي تصطنع الهدوء وعندما يجنبها بعدم معرفة شيء عنها تقول آسفة صحيح قالت لي عند صديقتها الأخرى لكني طلبت الرقم بطريق الخطأ، ماذا تفعل قلبها يدق بسرعة كبيرة وكأنها ركضت أميالاً والشباب يغلي الدم في عروقهم غضبا منها ليتحول لاحقا الى خوف على شقيقتهم الصغيرة، أخيرا قرروا إبلاغ الشرطة، وصل الضابط برفقة شرطيين دخل الى المنزل وبدأ يحقق معهم فسألهم عن سن الفتاة فابلغوه أنها في الرابعة عشرة.
* هل سبق لها ان تغيبت عن المنزل؟
- لا ابدا فهي لو خرجت يوصلها السائق الى بيت صديقتها ويعود ليأخذها هذا إذا خرجت فهي تقضي كل وقتها على الكمبيوتر.
* هل تملك هاتفا نقالا؟
- لا أبدا فهي ليست بحاجة له ونحن صراحة نخاف عليها لذلك لم نوافق ان يكون لديها واحد.
* هل ارغمتموها على الزواج من شخص ما؟
- أبدا فنحن نريدها ان تكمل تعليمها لا سيما انها متفوقة ثم إننا نعاملها كأنها طفلة فهي آخر العنقود.
اذاً لقد اتصلتم بكل صديقاتها ولم تجدوها، لا اعداء لكم ولم يصلكم أي اتصال من أي احد يزعم انه اختطفها، انتم عائلة متماسكة تحبون بعضكم بعضا يعني انها لم تهرب من سوء معاملة او عدم اهتمام، نعم سيدي نحن نحبها جدا وكانت تخبرنا كل شيء كما انها فتاة مرحة ومحبة، ارجوك سيدي قالت الوالدة المسكينة التي تكلمت للمرة الأولى، يجب ان تجد وحيدتي وتعيدها إلي ارجوك، قال الضابط بإذن الله يا خالة سوف نجدها لكن أرجو منكم إعطائي أرقام هواتف صديقاتها وعناوينهن وسوف أبلغكم أولا بأول كل جديد، كما أريدكم ان تبلغوني بأي شيء نسيتم ذكره، اما الآن هل استطيع ان القي نظرة على غرفتها فربما أجد شيئا، وفعلا فقد امسك بأول خيط لان الكمبيوتر يدل على انها خرجت بسرعة، فهو لا يزال يعمل، لا يزال الانترنت مفتوحا وعلى بريدها حيث وجودوا اسما مكررا مرات عديدة ففتحوا الرسالة الأخيرة ليجدوا رسالة وداع فهموا منها أن صاحب الرسالة شاب ويبدو انها قطعت علاقتها به ولم تعد تكلمه نهائيا فقال في رسالته انه سوف ينتحر اليوم ويحملها مسؤولية موته، عرف الضابط انها وقعت ضحية شاب محتال ويريد استغلال براءتها، توجه بسرعة الى بيت صديقتها المقربة وحقق معها فاعترفت بأنها تعرف كل شيء عن ذلك الشاب وعندما انكرت انها تعرف عنوانه خوفا من اهلها هددها الضابط بأنه سيأخذها الى الحجز عندئذ أخذت بالبكاء وهي تقول انا لا ذنب لي فهو قد رآها معي وأعجب بها ثم هددني ان لم اعرفه بها سوف يخبر شقيقي اني اكلمه على الهاتف فخفت وأعطيته عنوانها البريدي لكن صدقني لم اعلم انها ستذهب إليه اليوم، اخذوا منها عنوان الشاب، وتوجهوا الى العنوان المذكور حيث اقتحموا المنزل بعد ان امتنع الشاب عن فتح الباب وعندما دخلوا سمعوا صوت استغاثة فاقتربوا من باب صغير وقالوا حصة؟ ليسمعوا قفل الباب يفتح وتخرج منه فتاة يبدوا عليها الخوف الشديد والإعياء وما لبثت ان وقعت أرضاً.
بعد عدة أيام وعندما تحسنت حالة حصة ذهب الضابط ليستكمل التحقيق معها فأخبرته بأنها تعرفت به من خلال الانترنت حيث أحبته ووعدها ان يتقدم لخطبتها بشرط ان يراها أولا وبعد ان أقنعتها صديقتها بأن هذا الأمر عادي ذهبت إليه وأراد ان يقترب منها فخافت وهربت منه ولم تعد تكلمه فبدأ يرسل لها رسائل الندم وانه لم يكن بوعيه والى ما هنالك من اعتذارات لكنها كانت قد اتخذت قرارها الى ان كتب لها انه سيقتل نفسه ان لم يرها وستكون هي المذنبة خافت الصغيرة ان يفعلها فذهبت ترافقها صديقتها التي تركتها وحدها وفرت بعد دخولها المنزل، وعندها اقترب منها ورائحة الخمر تفوح منه وهو يهدد ويقسم انها ستندم فركضت واختبأت في الغرفة ثم وضعت التسريحة خلف الباب وجلست عليها بعد ان حاول خلعه وبقيت هناك يوما كاملا الى ان وصلت الشرطة وانقذتها في الوقت المناسب، حكم على الشاب بخمس سنوات بالسجن بسبب محاولة الاعتداء على قاصر، اما حصة فقد تعلمت درسا كاد ان يكلفها شرفها ومستقبلها وقالت ليتني اعود الى الوراء لأمحو تلك الحادثة من رأسي وأتخلص من الكوابيس واستعيد ثقة أهلي بي يا ليت.
عاد شو الفايدة الحين
بعد ان ملّ من الانتظار، قرر السائق كريم ان يدق الباب ويسأل عن حصة الفتاة التي يعمل عندهم، فتحت الباب خادمة آسيوية لتقول له إنها لم ترها اليوم، أجابها لكني أوصلتها بنفسي صباحا وطلبت مني العودة عند الساعة الرابعة والآن قد أصبحت الخامسة وأنا انتظر منذ أكثر من ساعة، طلبت منه ان ينتظر قليلا ريثما تسأل السيدة لتعود وتبلغه انها لم تر حصة اليوم! دهش كريم ووقف يكلم نفسه، فهو من كان يأتي بها يوميا الى منزلهم، ماذا يجري يا ترى؟ امسك بالهاتف واتصل بأم حصة ليسألها ماذا عليه ان يفعل، وبخلال ساعة كانت العائلة كلها قد تجمعت بانتظار ظهور حصة لتأديبها لكن انتظارهم طال وتحول الى قلق ثم الى خوف لا سيما عندما قاربت الساعة منتصف الليل وهي لم تصل، كانت والدتها قد اتصلت بجميع صديقاتها تسألهن عنها وهي تصطنع الهدوء وعندما يجنبها بعدم معرفة شيء عنها تقول آسفة صحيح قالت لي عند صديقتها الأخرى لكني طلبت الرقم بطريق الخطأ، ماذا تفعل قلبها يدق بسرعة كبيرة وكأنها ركضت أميالاً والشباب يغلي الدم في عروقهم غضبا منها ليتحول لاحقا الى خوف على شقيقتهم الصغيرة، أخيرا قرروا إبلاغ الشرطة، وصل الضابط برفقة شرطيين دخل الى المنزل وبدأ يحقق معهم فسألهم عن سن الفتاة فابلغوه أنها في الرابعة عشرة.
* هل سبق لها ان تغيبت عن المنزل؟
- لا ابدا فهي لو خرجت يوصلها السائق الى بيت صديقتها ويعود ليأخذها هذا إذا خرجت فهي تقضي كل وقتها على الكمبيوتر.
* هل تملك هاتفا نقالا؟
- لا أبدا فهي ليست بحاجة له ونحن صراحة نخاف عليها لذلك لم نوافق ان يكون لديها واحد.
* هل ارغمتموها على الزواج من شخص ما؟
- أبدا فنحن نريدها ان تكمل تعليمها لا سيما انها متفوقة ثم إننا نعاملها كأنها طفلة فهي آخر العنقود.
اذاً لقد اتصلتم بكل صديقاتها ولم تجدوها، لا اعداء لكم ولم يصلكم أي اتصال من أي احد يزعم انه اختطفها، انتم عائلة متماسكة تحبون بعضكم بعضا يعني انها لم تهرب من سوء معاملة او عدم اهتمام، نعم سيدي نحن نحبها جدا وكانت تخبرنا كل شيء كما انها فتاة مرحة ومحبة، ارجوك سيدي قالت الوالدة المسكينة التي تكلمت للمرة الأولى، يجب ان تجد وحيدتي وتعيدها إلي ارجوك، قال الضابط بإذن الله يا خالة سوف نجدها لكن أرجو منكم إعطائي أرقام هواتف صديقاتها وعناوينهن وسوف أبلغكم أولا بأول كل جديد، كما أريدكم ان تبلغوني بأي شيء نسيتم ذكره، اما الآن هل استطيع ان القي نظرة على غرفتها فربما أجد شيئا، وفعلا فقد امسك بأول خيط لان الكمبيوتر يدل على انها خرجت بسرعة، فهو لا يزال يعمل، لا يزال الانترنت مفتوحا وعلى بريدها حيث وجودوا اسما مكررا مرات عديدة ففتحوا الرسالة الأخيرة ليجدوا رسالة وداع فهموا منها أن صاحب الرسالة شاب ويبدو انها قطعت علاقتها به ولم تعد تكلمه نهائيا فقال في رسالته انه سوف ينتحر اليوم ويحملها مسؤولية موته، عرف الضابط انها وقعت ضحية شاب محتال ويريد استغلال براءتها، توجه بسرعة الى بيت صديقتها المقربة وحقق معها فاعترفت بأنها تعرف كل شيء عن ذلك الشاب وعندما انكرت انها تعرف عنوانه خوفا من اهلها هددها الضابط بأنه سيأخذها الى الحجز عندئذ أخذت بالبكاء وهي تقول انا لا ذنب لي فهو قد رآها معي وأعجب بها ثم هددني ان لم اعرفه بها سوف يخبر شقيقي اني اكلمه على الهاتف فخفت وأعطيته عنوانها البريدي لكن صدقني لم اعلم انها ستذهب إليه اليوم، اخذوا منها عنوان الشاب، وتوجهوا الى العنوان المذكور حيث اقتحموا المنزل بعد ان امتنع الشاب عن فتح الباب وعندما دخلوا سمعوا صوت استغاثة فاقتربوا من باب صغير وقالوا حصة؟ ليسمعوا قفل الباب يفتح وتخرج منه فتاة يبدوا عليها الخوف الشديد والإعياء وما لبثت ان وقعت أرضاً.
بعد عدة أيام وعندما تحسنت حالة حصة ذهب الضابط ليستكمل التحقيق معها فأخبرته بأنها تعرفت به من خلال الانترنت حيث أحبته ووعدها ان يتقدم لخطبتها بشرط ان يراها أولا وبعد ان أقنعتها صديقتها بأن هذا الأمر عادي ذهبت إليه وأراد ان يقترب منها فخافت وهربت منه ولم تعد تكلمه فبدأ يرسل لها رسائل الندم وانه لم يكن بوعيه والى ما هنالك من اعتذارات لكنها كانت قد اتخذت قرارها الى ان كتب لها انه سيقتل نفسه ان لم يرها وستكون هي المذنبة خافت الصغيرة ان يفعلها فذهبت ترافقها صديقتها التي تركتها وحدها وفرت بعد دخولها المنزل، وعندها اقترب منها ورائحة الخمر تفوح منه وهو يهدد ويقسم انها ستندم فركضت واختبأت في الغرفة ثم وضعت التسريحة خلف الباب وجلست عليها بعد ان حاول خلعه وبقيت هناك يوما كاملا الى ان وصلت الشرطة وانقذتها في الوقت المناسب، حكم على الشاب بخمس سنوات بالسجن بسبب محاولة الاعتداء على قاصر، اما حصة فقد تعلمت درسا كاد ان يكلفها شرفها ومستقبلها وقالت ليتني اعود الى الوراء لأمحو تلك الحادثة من رأسي وأتخلص من الكوابيس واستعيد ثقة أهلي بي يا ليت.
عاد شو الفايدة الحين 
: 
: 
: