
منذ أن بدأ الإنسان حياته على هذه الأرض والنقاش حول التقنيات لم ولن يتوقف، سقراط رأى أن الكتابة ستجعل عقول الناس ضعيفة لأنهم ليسوا بحاجة لتذكر الأشياء فكل ما عليهم هو كتابتها، ونحن اليوم نناقش الشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية وتأثيرها على الناس، وقبل عشر سنوات تقريباً وعندما طرحت نوكيا أول هواتفها التي تحوي كاميرا (نوكيا 7659) ظهرت بعض المقالات في الصحف تحذر من خطر هذا الهاتف وما ماثله على خصوصيات الناس وقرأت لمن طالب بمنعه، في الولايات المتحدة هناك نقاش حاد طويل حول حق الأفراد في اقتناء أسلحة وهو حق يكفله القانون ويحمي هذا القانون من التغيير منظمة أو ربما منظمات تقف ضد كل محاولة لمنع الناس من اقتناء الأسلحة، والنقاش يدور دائماً حول طبيعة الأسلحة وكيف أنها أدوات للدفاع كما يرى فريق ويرى فريق آخر أنها تتسبب في زيادة معدلات الجرائم.
يمكن أن أذكر أمثلة كثيرة مختلفة، المهم هنا أن أشير فقط إلى أن النقاش حول التقنية ليس جديداً بل هو قديم قدم التقنية نفسها والتقنية ظهرت منذ بدأ البشر حياتهم على الأرض، الناس صنعوا الأدوات والأدوات أثرت على حياة الناس، كنت في الماضي أردد "مجرد أداة" لكنني الآن أرى أن هذا غير صحيح، الأدوات لها تأثير على الناس يختلف باختلاف المجتمعات.
لفهم علاقتنا بالتقنية يجب علينا أن نجرب عدم استخدامها، استخدامنا الدائم للتقنية لا يعطينا فكرة صحيحة عنها، لا يمكنك أن تحكم على الشيء وأنت منغمس فيه بل تحتاج للابتعاد عنه لترى الصورة كاملة، عندما نكون بالقرب من التقنية فنحن لا نختلف عن شخص ألصق أنفه بلوحة فنية كبيرة، مهما فعل لن يرى اللوحة كاملة وعليه أن يبتعد خطوات عدة لكي يراها جيداً، هذا ما يفعله مجموعة من الناس حول العالم، هناك من يغلق هاتفه النقال، أو يتخلى عن سيارته، أو يحاول إخراج صحيفة بتقنيات ما قبل الحاسوب، أو يشجع على التواصل بتقنيات بطيئة، أو يحاول العيش بدون كهرباء أو بدون كهرباء من مصدر طاقة ملوث، هناك أمثلة عديدة في الشبكة.
لم لا تجرب ذلك أنت أيضاً؟ شخصياً جربت أن أعيش بلا هاتف وصدقني لم تنتهي الدنيا، الآن لدي هاتف لكنه كقطعة أثاث ونادراً ما ألقي نظرة عليه، جربت كذلك الانقطاع عن الشبكة كلياً، وفي كل مرة أنقطع عن الشبكة أجد نفسياً منغمساً في الكتب، المشي، محاولة صنع شيء بيدي، الحديث أكثر مع الناس وجهاً لوجه، فلم لا تجرب؟
أفكر بتجربة العودة إلى الماضي، ليس الماضي بعيد بل فقط فترة الثمانينات، هذا يعني أن الهاتف الأرضي فقط يستخدم وليس هناك هاتف نقال بتقنية GSM، الإنترنت غير موجودة، الحاسوب موجود لكن حاسوب الثمانينات كان ضعيفاً جداً مقارنة مع حواسيب اليوم، ربما عليك تجربة العودة إلى حاسوب صخر MSX، لا قنوات فضائية، لا أقراص DVD، لا مشغلات MP3 لكن هناك مشغلات الأشرطة أو الكاسيت، لا كاميرات رقمية لكن هناك كاميرات أفلام، الألعاب الإلكترونية محصورة بأتاري ونينتندو فاملي وأجهزة أخرى ... أظن أن الفكرة وصلت.
ما الذي سيحدث لو جربت أن تتوقف عن استخدام هذه التقنيات؟ لا أعرف الإجابة وليس هناك إجابة واحدة، كل شخص سيرى التجربة بمنظار مختلف، قرأت لمن كره حياته خلال الأسبوع الذي تخلى فيه عن حاسوبه بل قرأت عن من بكى في أول يوم من إجباره على عدم استخدام بلاكبيري، وقرأت عن من قرر أن يجعل التجربة دائمة لأنه رأى أثرها الإيجابي عليه.
ربما يفكر شخص بطريقة: ما هذا الجنون؟ هذه التقنيات مفيدة ولا يمكن أن أفكر في التخلي عنها!
إن كنت تفكر بهذا الأسلوب فأنت أولى من غيرك أن تجرب ما لا يمكنك أن تفكر في التخلي عنه، تجربة قصيرة لن تضرك، وعدم التفكير في شيء ما ليس أمراً إيجابياً بل أراه مشكلة يجب أن تفكر فيها!
هذا الموضوع يجعلني أتجرأ على فعل ما لم أتجرأ عليه في السنوات القليلة الماضية، لكن أود تنفيذ شيء قبل الحديث عنه، لذا ... لكل حادثة حديث.
المصدر : مدونة عبدالله المهيري
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions