[INDENT]

لا شك أنّ إعلان الفوز الأردوجاني لحزب العدالة التنمية في الانتخابات البرلمانية التركية الأخيرة قد ساقه إعلان بفوز شعبي عربي منتظر والذي ظل منتظرا ينادي بالنصر الحقيقي لحزب صنع المُعجزات . فها هو حزب العدالة والتنمية قد أعتلى راية النصر من جديد وبولاية جديدة وللمرة الثالثة بعد تحقيقه 50% من الأصوات المنتخبين ليحقق بذلك إنجاز تركي جديد, بل واستئنافا لمشوار البطولات في تركيا والمنطقة والمجتمع الدولي بوجه العموم .
أردوغان صاحب المشهد البطولي والرجولي الذي لن يكرره الزمن إبان قمة دافوس الاقتصادية حينما غادر القاعة منسحبا منها من أمام البربري شمعون بيريز معنونا بذلك استنكارا واحتجاجا لمحاولات منعه من قول كلمة الحق في حين عرفت أدواره بالسعي لإحقاق الحق الإنساني من العدوان الإسرائيلي الغاشم . أردوغان الذي ترجم وحلل العقدة العربية ووثق صلاته في المجتمع الإسلامي بعناية و مد جسر العلاقات الإنسانية بينه وبين القضايا العربية ووقف فيها وقفة الشرفاء المناضلين والمضحين بدماء أبنائه لسبيل نصرة القضية الفلسطينية , وخاض معها خوضا بطوليا عسيرا ضمن مسيرة أسطول الحرية لمحاولة كسر الحواجز الإسرائيلية عن غزة , وتمسك بزمام أمور المنطقة ليحط رحاله متجها بها نحو تحقيق أهداف لم تكن قبلة للكثير من قيادات المنطقة , وها هو الآن يتسلح بفوز ثالث مكملا لسيناريوهاته ومتشبثا للأمل القادم بالالتصاق بالإتحاد الأوربي كخطوة يرجوها الكثير في المسيرات القادمة للحزب عبر التغييرات في الدستور .
إن فشل تحقيق حزب العدالة والتنمية للعتبة القانونية في الانتخابات للوصول لغالبية الثلثين في مقاعد البرلمان أي ما يجاوز 367 هو ما أسس الصعوبة الحقيقة لمساعي الحزب للتغييرات في الدستور وتحقيق التوافق لمرحلة جديدة من الإصلاحات النظامية والتي تأتي انطلاقة للدخول إلى الإتحاد الأوربي , وبذلك ظلت هذه الركيزة من المعوقات التي تتمحور على مسألة الدستور بالذات , ورغم ذلك أصبح الفوز الإنتخابي هي سلسلة تتبع الجهود الماضية لتنهض بمستقبل جديد وعدالة ورؤية تتخللها دواخل جريئة وجديدة ساعية لوضع النقاط على الحروف في كافة الميادين والأصعدة .
ففوز حزب العدالة والتنمية والذي يشكل الجناح الإسلامي المعتدل في تركيا جاء أشبه بمرحلة عصيبة أخرى في الوجه النخب العلمانية وصدامها مع القوى الإسلامية .ورغم ذلك فإن الحزب ما زال يقوم باحترام جميع الأفكار واحتواء جميع الأقليات والأديان وهو ما دعى الحزب أن يحرص حرصا واسعا لعدم استخدام الشعارات الدينية في الخطابات السياسية الشعبية , غير أن الثوب الإسلامي العادل وجذوره الإسلامية مازالت علامة بارزة تضفي على جبين الحزب والذي اكسبه تقديرا وإجلالا من الغالبية الساحقة من المؤيدين على الساحة التركية والعالمية منه مما أثار تخوفا واسعا في داخل الأطراف الليبرالية لمحاولة الحزب أسلمه الأنظمة التركية بوجه متكامل .فالعدالة والتنمية رغم ذلك قد فتح أبواب الموازنة مع القوى العلمانية , والتي أضحت ضرورتها منذ عهد ولادتها , وذلك كنتيجة من بعد سجن اردوجان عشر أشهر عام 1998 عندما كان رئيسا لبلدية إسطنبول وبسبب الخطاب الذي قال فيه "إن المساجد هي ثكناتنا، والمآذن حرابنا، والقباب خوذاتنا، والمؤمنون جنودنا"،وهو ما نتج بعد خروجه من السجن عن بناء مرحلة جديدة من تطوير الانسجام العلماني الإسلامي الذي جاء من ركائز الحزب المتشكل حتى اليوم ..
إن الأزمة الكردية ومسألة صراع الحكم المستقل والقتال المسلح هي أكبر الأزمات التي ما زالت تؤطر ملفات الحزب منذ العام 2002 وهي ما جاءت ورقة متوقعه لإضعاف الحزب في التمثيل الانتخابي الأخير عبر وجود حزب السلام والديمقراطية والممثل للأقلية الكردية بوجه مستقل . فضلا عن الملفات والمعوقات الأخرى كالملف السوري والحدود التركية والتي ساقتها الأحداث الثورية الأخيرة بنزوح الآلاف داخل أراضيها . هذا بجانب الإشادة بجدارة الحزب ضمن التغييرات الجذرية بالبلاد كالاستقرار والإصلاحات الأمنية والعسكرية التي أوجدت نقاط إيجابية كبرى ونقلة نوعية عظيمة في المسار التركي السياسي والاقتصادي منها, وخطاب أردوغان الأخير بعد الانتخاب والذي أشار فيه" أن فوز الحزب هو فوز العرب والقدس ,"هي بحد ذاتها ترجيح للأمل المتواصل على الصعيدين الإقليمي والعالمي في التعزيز من المسار الساعي لحل الأزمات والملفات الكبرى وهو ما أعتبر المواطن العربي أردوجان رجل في زمن نام فيه الرجال, وفوز بعيد بيد أنه الشعور بطعم الفوز العربي الحقيقي. [/INDENT]
المصدر : المقاومة الوطنية العمانية
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions