الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
تعلمو الحوار الهادف .... والنقد البناء


سأحاول أن لا أطيل .. ... وسأكتفي .. بذكر رؤوس أقلام .. لمن يسأل عن النقد .. ولمن يرغب حقا بالتحاور .. ولكن .....

من الضروري أن نعرف جميعا .. أن النقد الهادف هو الذي يتجه إلى النص ..أو الموضوع .. ولا يتقصد قائل النص و مبدعه في شخصه

كأن يقول ..

أنت جاهل .. وأنت أحمق .. وأنت تتشبه بفلان .. وتفعل كما يفعل فلان ولو أنه اكتفى بنقد الموضوع .. لعمت الفائدة .. على الجميع ... وعلى كاتب الموضوع بالدرجة الأولى ... أما في حالة تقصد الكاتب .. وأنا أتكلم عن منتدانا طبعا .. فربما يسبب ذلك فرقة .. ويؤدي إلى ردة فعل من الشخص الآخر ... من ما يجعل العلاقة علاقة كره وتقصد .. ما دامو في هذا المنتدى ..

فلننتبه .. منذ البداية ...

ثانيا : كان النقد قديما .. يحرص على اصدار الأحكام .. ويطرح وجهة نظر أحادية ( أي متفق على أسسها من قبل جميع النقاد )
وكان لا بد من وجود خلل في الموضوع .. حتى يتم نقده ..

أما الآن . نجد أن النقد الحديث قد تحرر من هذه النظرة القديمة .. وبدأ يتجه نحو ما يسمى ( تعدد القرائات )

فالنص ( أي الموضوع ) سواء كان نصا أدبيا .. أو موضوعا اجتماعيا ..أو غيره .. يشتمل على أكثر من دلالة .. يستطيع الناقد أو القارئ .. الواعي ـ طبعا ـ أن يؤول النص .. ويستخرج دلالاته حسب وعيه وثقافاته ...

إذا .... لا يحق لأي كان .. أن ينقد نقد أحد غيره ... أو أن يقول .. فلنركز على كذا .. ونترك كذا .. فإن نقد الموضوع من أكثر من ناحية .. ومن أكثر من عين .. يزيد من شموليته .. كأن ينقد إنسان الفساد الحاصل في القطاعات الطبية ..وأقصد بذلك فساد العاملين فيه .. ثم يأتي آخر .. وينقد الإهمال الحاصل .. أي إهمال الجوانب الطبية ...
فلا يحق لأحد ـ أيا كان ـ أن يقول لننقد وننقد .. فلكل الحرية في أن ينقد من خلال ما تراه عينه ... ولا يحق لنا أن نعيب عليه نقده .. لأنه لا يملك خلفية كافية .. تؤهله لذلك .. فطالما أنه نقد الموضوع .. فله الحق في أن يقول رأيه .. طالما أنه لم يتجاوز أخلاقيات النقد .. التي نعرفها ...

وما نجده ـ في الأيديولوجية الحديثة .. أنهم لا يرتبطون بمذهبية معينة ... فمثلا هناك من يقول ( لا يهمني إن كان النص الأدبي . مخالفا للدين .. طالما أنه جميل .. ) طبعا لهم الحرية في قولهم .. ولكننا ..
كقراء مسلمين .. لنا مدرستنا الخاصة .. نعيب عليهم ذلك السلوك .. لأننا ننقد من خلفية دينية . ومن سلوك إسلامي ... إذا .. في مدرستنا الخاصة .. لا بد أن نتقيد بتعاليم ديننا .. ونعلم أن أي نقد .. لا بد أن يتوجه .. من خلال ما ينصه ديننا ..

.........................أما بالنسبة للحوار الهادف .......

فيجب أن يراعى فيه ....

تكوين خلفية واسعة عن الموضوع .. المراد التحاور فيه ..

تختلف الحالة هنا .. عن النقد .. فالنقد يعبر عن وجهة نظر شخصية .. لذلك لا يشترط هذا الشرط فيه ... لأنه يعبر عن رأي صاحبه .. أما في التحاور ...
فلا بد أن لا يحاور الشخص .. إلا وهو يملك خلفية واسعة عن الموضوع المراد التحاور فيه .. لأنه بتحاوره .. سيثبت الصواب .. ويمحق الخطأ ...

ثانيا : معرفة بأصول الحوار وهذا هو الأهم .. أن يعرف كيف يحاور .. ومتى يقول ما لديه .. ومتى يصمت عن قول ما لديه .. وأن يراعي أن لا يجاوب إلا بعد أن يتأكد من هدوء أعصابه .. وأن لا يستعجل في رد قد قاله في ساعة غضب .. أو تعصب لرأي ..

ثالثا .. وهو الأهم البعد عن الجهل .. في الحوار

يقول الشافعي ( جادلت العالم فغلبته .. وجادلت الجاهل فغلبني ) ..

أنا لا أقول للجاهل .. لا تجادل .. فلأنه جاهل .. فبالتأكيد لن يستمع لما سأقوله له ..

لذلك أقول للعاقل ... انسحب فورا .. إذا كنت تجادل جاهلا ... حتى لا تجهل مثله


فهل نكون جميعا ... من من يساعد في بناء منتدانا .. أم نكون هدامين له ... من خلال نقدنا ... وتحاورنا ..