
يتعرض الخليج العربي الي خطر وشيك داهم بدأ يتكون في ارحام المستقبل تحت بوابة الحرب علي الارهاب وكان الاجدر ان تسمي ارهاب الدول المتسلطة فالحرب علي الارهاب في التحالف الاسرائيلي الهندي المستجد ساحتها المنطقة الاسلامية والعربية الممتدة من جنوب الفلبين والارخبيل الاندونيسي الماليزي شرقا الي قناة السويس غربا مرورا بجنوب وسط اسيا افغانستان وباكستان وايران والعراق ودول الخليج العربي انتهاء بفلسطين وسورية ولبنان.
تحت عنوان تحالف من اجل الحرب علي الارهاب استجدت زيارة اسرائيلية نادرة الي الهند علي ارفع مستوي.. وبعد اقرار خطتها ذات المرامي والاهداف تلتها زيارة هندية نادرة الي تركيا علي ارفع مستوي تمت ربما بتوصية اسرائيلية ذات هدفين مزدوجين تكتيك سياسي من اجل ذر الرماد في العيون تحت بوابة الحرب علي الارهاب مع حافز!! اي حافز للاغراء في رفع مستوي التبادل التجاري.. هكذا؟!
فاذا شربت تركيا المقلب وهي الدولة الاسلامية العلمانية فقد تحقق الهدف الصهيوني الهندوسي بمباركة دولة تركيا الاسلامية واختلطت الاوراق تلقائيا لغير صالح العرب والمسلمين! اما اذا تحفظت تركيا علي التحالف المشبوه.. فلا اثر سلبيا علي نوايا اليهود والهندوس طالما ان الطرفين من باب رفع العتب تم وضع الاتراك في الصورة! كحليف استراتيجي مستتر للدولة العبرية المبهورة باستمرار بالغرب علي حساب شرقيتها ولديها حلم الانضمام للسوق الاوروبية وعضو حلف شمال الاطلسي والدولة ذات المديونية العالمية العالية.
ولكن لماذا؟! لماذا قامت الزيارتان علي عجل؟! وما هي الدوافع او المبررات الطارئة؟!
انها تدشين لفرصة لاحت وقل ان يجود بها الزمان انها تدشين لعملية اللعب عالمكشوف ! كلاهما الهند كما اسرائيل كلاهما بأمس الحاجة للآخر؟! كيف؟! اقول: اسرائيل التي سلطت البلطجة الامريكية علي العرب والمسلمين، بعد افغانستان دمرت قلب القوة العربية في العراق وتتحرش بالجميع دون اعتبار.. كان هذا نصرا لاهداف اسرائيل الذي طالما حلمت بها حلم الاعمي بالضوء ما فتح شهيتها علي ما هو اكبر بكثير.. فما هو؟! انها تهييء لابتزاز خطير في الالتفاف علي ما يسمي القنبلة الاسلامية في الباكستان فكانت زيارة شارون للهند لدغدغة الاماني الهندية في حلم يتراود سماعه في الفضائيات في ضمها لمجموعة الدول الكبري دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ثم والاهم اعطاء المبادرة للهند علي حساب اقليمي جامو وكشمير ودعمها بتكنولوجيا عسكرية متطورة تحريضا او تمهيدا صريحا شاهرا ناهرا لضرب مفاعل باكستان النووي.
كان ما تقدم امهات الاهداف الاسرائيلية.. فما هي اهداف الهند؟! في اعقاب حرب الخليج الثانية صدرت تقارير كثيرة في الولايات المتحدة الامريكية وهي تقارير متعددة ومختلفة ومن ضمنها تقرير تحليلي مستقل صدر عن لجنة خبراء متخصصة في شؤون جنوب وسط اسيا ومنطقة الخليج العربي مفاده ان اربع من دول مجلس التعاون الخليجي هي البحرين وقطر والامارات وعمان مرشحة لطوفان ديمغرافي يشكل نقطة تحول فاصلة؟!
وفي تحليل اخباري عبر قناة الجزيرة الفضائية في 29 ايار (مايو) 2000 قالت الصين ان للهند عينا فاحصة تمتد من الارخبيل الاندونيسي الماليزي شرقا حتي قناة السويس غربا وتحاول الهيمنة علي منطقة جنوب وسط اسيا وشبه الجزيرة العربية.. ولا سيما منطقة الخليج ذات الفراغ السكاني علي حد تعبير شاه ايران السابق كان ذلك في معرض دعم الصين للباكستان للحد من الاطماع الهندية المتنامية بدخول الباكستان النادي النووي!
الهند بمليارها البشري وردعها النووي طالما اصبح اللعب فوق الطاولة عينك.. عينك!! تبدو نمرا جائعا او فيلا غاضبا له شهية مفتوحة علي كل شيء.. واللي استحوا.. ماتوا واسرائيل الشقيانة بالعرب والمسلمين تضع في هذا الانفلات الكوني تضع الخليج العربي بمباركة امريكية صيدا سهلا وغزالا مغريا للنمر الجامح! ففي دول الخليج الست حوالي خمسة ملايين هندي.. فاذا قررت امريكا بوشوشة صهيونية بامكانية وضع اليد علي التغيير الديمغرافي بتجنيس الهنود والفلبينيين مثلا قسرا او طوعا اسوة بالكوكتيل والفسيفساء البشرية في الولايات المتحدة وكندا واستراليا ستكون اسرائيل قد حققت نقطة تحول في امنها وحلما استراتيجيا للهند بهاجوجهم وماجوجهم وسيصبحون بحكم قدرتهم علي التنسيق والاستقطاب وقد اشتهروا بهمسة ولمسة من الانضباط كأنها خطوات طابور عسكري ما يسمح لهم باشغال المجالس النيابية والتشريعية بعد ذلك ثم للاقتصاد وفرض اللغة الانكليزية او الهندية لطمس الهوية العربية.. وللابد.
قبل حوالي ربع قرن تقريبا صدر مقال شهير للاستاذ هيكل حذر فيه ان خطرا يتكون في ارحام المستقبل ضد امن واستقرار عروبة الخليج في صورة اطماع هندية تحديدا.
في علم الاقتصاد والسياسة نظرية تقول: لا توجد صداقات دائمة ولكن مصالح دائمة خلافا لرأي عربي عبيط ان الهند دولة صديقة!! وحسب! لا يأتيها الباطل من اساسه.. وهو ارهاب الانظمة بعنوان الحرب علي الارهاب.
