مدينة الإسلام .. تبكي !! أراء الكتاب الشبيبة

    • مدينة الإسلام .. تبكي !! أراء الكتاب الشبيبة

      * "أطراف عديدة تلعب في الصومال لصالحها هي .. ومصلحة البلد نفسها غائبة .. والكل يلعب على وتر سد الحاجة الأساسية للحياة .. وينسى أن يمد يده لجذور المشكلة خوفا من أن يعود الصومال المسلم كما كان."

      سمير الجمل

      تقول الحكمة القديمة : شكوت أنْ ليس لي حذاء وما أن رأيت رجلا بدون اقدام حتى عدلت عن تذمري " تذكرت هذه الحكمة عندما قرأت خبرا عن تبرع اهالي غزة وهم تحت الحصار والظلم بمبلغ 17 الف دولار الى الجوعى واشباه الموتى في الصومال الموجوع .

      ثم عدتُ وسألت نفسي مرة اخرى : هل العالم الحر الذي يتباهى بحماية الديمقراطية والانسانية عاجز عن مد يد العون الحقيقي لانهاء مأساة الصومال ؟ ام ان القوى العظمى من مصلحتها ان تظل الازمة قائمة وان ما تلقى به من معونات مجرد دعايه رخيصه لتبرير التواجد واشعال نيران الازمه فى الصومال ؟.. وسؤالى الاخر لماذا لو ان الصومال المسلمه اعلنت فجأه انها تخلت عن هذا الدين ؟ .. هل سينظر اليها الغرب بنفس النظره ؟ حتى يقضى الشعب على نفسه .. وما سر عمليه التأييد للحاكم الذى تتم تتويجه وكانوا هم انفسهم يحاربونه ويتهمونه بالارهاب واقصد شيخ شريف احمد الرئيس الصومالى والذى كان قبل ذلك رئيسا لما يسمى بالمحاكم الاسلاميه

      وهو الرجل المعروف ايضا بتوجهاته الاسلاميه .. لكنها امريكا تسعى خلف مصالحها وتحارب المسلم بالمسلم .. لذلك رأيت ان استعرض تاريخ الصومال .. لان الاخبار الحاليه التى تناقلتها وكالات الانباء فى مشاهد الجوع والمرض والموت .. تطعن الصومال فى مكانته وموضعه .. فالغالبيه لاتعرف عنه الا القليل .. وعندما نعرف قصه الصومال الجريح سوف نكتشف حجم المؤامره عليه وكيف يختصرها البعض فى شكل لقمه وزجاجه حليب وبعثات اوربيه تظهر امام الكاميرات .. بينما الصومال الحقيقى يذبح ويتمزق اوصاله

      ( مركز التجاره العالمى ) قبل مركز التجاره العالمى الشهير فى نيويورك .. كان الصومال مركزا تجاريا مرموقا فى القرن الافريقى حيث الموقع الهام .. من الشمال الغربى جيبوتى وكانت تعرف بالصومال الفرنسى .. ومن الجنوب الغربى كينيا ومن الشمال خليج عدن واليمن ومن الشرق المحيط الهندى ومن الغرب اثيوبيا ..

      كانت تجاره اللبان والتمر والتوابل هى الاشهر التى تمر بهذه البلاد العريقه التى امتدت علاقتها الى مصر الفرعونيه فى عهد " ساحورع " او الاسره الخامسه ثم مع الملكه حتشبسوت .. وقد توسعت هذه العلاقات مع مملكه سبأ والاغريق والرومان .. لذلك ارتفعت القيمه الحضاريه فى القرن الافريقى كله بفضل ازدهار الحياه فى الصومال التى تحولت الى امبراطوريه كبرى حكمت المنطقه بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر وكانت تعرف باسم امبراطوريه عجوران ..

      وتقدمت فيها تجارة الذهب وفنون الهندسه الهيدروليكيه وبناء الحصون .. ويقول التاريخ بان الامام احمد بن ابراهيم امير " سلطنه عدل " أو الفاتح .. هو اول قائد عسكرى يستخدم المدفعيه فى العالم ..

      لقد جاء الاسلام الى هذه البلاد بالتسامح .. عن طريق التجاره ودخلها بالنور والرضا .. فانطلقت وتمكنت .. وتطورت وسادت .. وانتبهت القوى الغربيه الى ان القرن الافريقى ينمو ويكبر ولابد من التصدى له .. وقرر مؤتمر برلين فى عام 1884 الاستيلاء على المنطقه وجهزت جيوشها .. وكانت منطقه تحول وقاد محمد عبد الله حسان مؤسس الدوله الدرويشيه اطول حرب مقاومه ضد الاستعمار على مدار التاريخ ونجح فى الحاق الهزيمه بالامبراطوريه البريطانيه اربع مرات ..

      واعترفت بها الدوله العثمانيه .. وهو ما جعل القوى الغربيه تخشى من هذا التحالف الاسلامى الممتد من اسيا الى افريقيا عبر الدول العربيه .. فازداد العداء سرا وعلانيه .. وتمتعت السلطه الصوماليه فى افريقيا دون غيرها بالاستقلال المبكر قبل الاستعمار الحديث لقد حاولت بريطانيا على مدى ربع قرن احتلال الصومال وفشلت .. حتى وقع فى العصر الفاشى ابتداء من عام 1927 ولاهميه الصومال عرف العالم ما يسمى بالصومال الايطالى واخر انجليزى وثالث فرنسى ..

      ومع ذلك تم توحيد الصومال مره اخرى عام 1961 وحصل على عضوية الامم المتحده والجامعه العربيه بعد ذلك وكان من اوائل الدول المؤسسه للاتحاد الافريقى .. ويبدو ان حاله التربص بالصومال ظلت قائمه طوال الوقت سواء من الجار الايوبى .. أو من القوى الغربيه التى اعدت مجددا باسماء واسباب عديدة .. وكان الهدف اعاده تقسيم الصومال ولعبه اشعال النوات الطائفيه والقبليه قديمة ومعروفة واستعمارية .. حتى ضربت المجاعه ارضا كانت قادره اطعام العالم كله ..

      والخطورة ان ازمه الصومال اصبحت تجاره للعديد من القوى المتاجرة بالسلاح والغذاء والمنظمات المكلفه بتوزيع المعونات وتم اكتشاف اكثر من قضيه فساد فى اموال التبرعات للبلد المنكوب والتى بلغت مئات الملايين من الدولارات وهو مايعرف " بتجاره الازمه " .. وتدويلها يعنى توسيع دائره الخلاف حولها وبالتالى صعوبه حلها ..

      والمنطق يقول فى بلد يعانى مثل الصومال من غياب اللقمه وشربه الماء .. من اين ياتى كل هذا السلاح ومن يمد به القاتل والمقتول والظالم والمظلوم ..

      اطراف عديده تلعب فى الصومال .. لصالحها هى .. ومصلحه البلد نفسها غائبة .. والكل يلعب على وتر سد الحاجه الاساسيه للحياة .. وينس ان يمد يده لجذور المشكله خوفا من ان يعود الصومال المسلم كما كان ولذلك حكاية اخرى فيها الكثير من الاثاره والعجب ! samirelgamel@yahoo.com

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions