في ليلة من الليالي جلس الجد والأب والحفيد يتسامرون الحديث وبعد طول كلام من الابتسامات وتفريح النفس ذهب الحفيد إلى فراشه يحمله جده بين ذراعيه وابتسامة الحفيد لم تفارق عيانا الجد وبعد أن أوصل الجد الحفيد إلى غرفته ذهب هو أيضا إلي غرفته
وقبل أن ينام ومثل عادة الجد دخل حمام غرفته وتوضئ كي يصلي ركعتين في جوف الليل ويقرء ما تيسر من الكتاب الحكيم. نهض الحفيد يريد أن يشرب وإذا به يسمع قراءة القران تعلو في سماء بيتهم ياه من قلب هذا الحفيد في الخامسة من عمره يحس بما يقرءوه ويرتله الجد من آيات القران الكريم . تتوغل آيات الله في قلب العبد من وهو في اللحد ليس عندما يكبر إلى عمر يستطيع الكلام عنده. وإذا بالحفيد وهو راجع إلى غرفته يسمع صوت يخرج من غرفة أبيه وهو يقول لزوجته. إن كاهل أبى اصبح صعبا وأنا وجدت حل كي أريحه عن البيت. الزوجة رفضت ما يشور أليه الزوج ولكن وين كلمتها هنا لا شيء. وفي اليوم الثاني وبعد حلول الليل قال الأب للجد ... أبى ايش رأيك لو نروح مكان ترى فيه أصحابك القداما وتتسامر معهم فرح الجد بهذه الفكرة التي لم تخطر على باله في يوم من الأيام وكذلك سعد الحفيد بان يرى أجداد ربو أباء وأبناء لم يتصور الأب بان والده سوف يسعد بهذه الفكرة وراح الموقف على الجد المغلوب على أمره .
وراح الجميع إلى المكان المراد الوصل إليه وبعد أن اندمج الجدد والحفيد مع الأجداد مسك الأب الحفيد وقال له هي نذهب من هنا . اندهش الحفيد ... وجدي يا أبى .... جدك سوف يجلس مع أصحابه ألا تراه سعيد معهم ... فلم يرد الحفيد بعدها بكلمة ... وفي السيارة وإذا هم عائدون إلى بيتهم سئل الحفيد هذا السؤال أبيه ...
أبى ما اسم هذا المكان ... فرد الأب اسمه ......... فقال الأب وليش انته تسأل هذا السؤال
فرد الحفيد .. عندما تكبر يا أبى سوف أحضرك هنا كي ترى أصحابك كم يرى جدي ألان أصحابه .... فوقف الأب سيارته ... فسئل الأب الحفيد هل ستفعل هذا يا بني بي فعلا ... قال نعم يا أبى ما دام انته تركت جد وحده فان سأتركك وحدك أيضا ....
عمره خمس سنوات والله أهداه العقل من صغره .... أسائلك يا الله أن تكفيني عقوق الوالدين . فعبرة لكم يا أصحابي من ما في الدنيا فإنها فانية اليوم أو غدا ...
رجع الأب بسيارته إلى والده .... وراح يبكي بين يديه ... ويقول أبوي سامحني .. سامحني . والجد لا يعرف ما لزوم الكلمة ... فرد الجد الله يسامح الجميع يا بني ... الله يسامح الجميع يا بني ...