المشكلة ثقافية ولا ذنب للجو - جديد عبدالله المهيري

    • المشكلة ثقافية ولا ذنب للجو - جديد عبدالله المهيري



      كتبت في تويتر أن الحاجز الفعلي أمام انتشار استخدام الدراجات الهوائية هو حاجز ثقافي ووصلتني مجموعة ردود تقول "والجو" وهو بالفعل مشكلة في بعض بلداننا لذلك كان ردي على هذه الردود جميعاً أن الجو ليس حاراً طوال العام في بلداننا ففي الإمارات مثلاً هناك فترة باردة طويلة نسبياً تبدأ من منتصف شهر أكتوبر وتمتد إلى شهر أبريل أو مايو وهذا يعني من 6 إلى 7 شهور مناسبة، نصف العام تقريباً، في بلدان أخرى الجو مناسب معظم العام، وعلي أن أذكر هنا أن درجة الحرارة ليست المؤشر الوحيد الذي يؤثر على الإنسان، في طوكيو مثلاً درجة الحرارة قد تصل إلى 28 درجة مؤية وتتسبب في وصول كثير من الناس إلى المستشفيات بسبب ضربة الشمس أو الإنهاك الحراري وهذا كما أرى لم يمنع الناس من استخدام الدراجات الهوائية.

      دعونا من موضوع المناخ هذا فليس في يدنا فعل شيء بخصوصه، ما أعنيه بالثقافة هنا هو كل شيء يدور حول الطرق والنظرة التي ينظر بها كثير من الناس للدراجات الهوائية وحتى سوق الدراجات الهوائية لدينا، من يقود سيارة يجد نفسه في مواقف مختلفة تدل على أن كثيراً من مستخدمي الطرق لا يحترمون الآخرين ولا يلتزمون بالقانون فكيف بمن يقود دراجة هوائية؟ ثم القوانين حول الدراجات الهوائية ليست معروفة أو قلة من الناس يعرفونها وقد حاولت الوصول لهذه القوانين ولم أستطع.

      الطرق غير مهيئة لمستخدمي الدراجات الهوائية بل حتى عند صيانة الطرق سيكون المشاة هم أول ضحية لهذه الصيانة حيث الرصيف يختفي ولا يعود لهم ولا لغيرهم مكان للسير فيه، عليهم البحث عن طريق أطول للوصول إلى المكان الذي يريدونه أو عليهم ألا يمشوا وألا يستخدموا الدراجات الهوائية ويعتمدوا على السيارات.

      ثم هناك مستخدمي الدراجات الهوائية، لدينا الأطفال والمراهقين وقد كنت واحداً منهم في الماضي - صدق أو لا تصدق - وكدت أفقد حياتي مرتين بسبب طيشي ولا زلت أرى الأطفال يستخدمون هذه الدراجات الهوائية بطريقة خطيرة عليهم، ولدينا الهنود وبعض الجنسيات الأخرى التي تستخدم الدراجات الهوائية كوسيلة تنقل يومية، هؤلاء يستخدمون الشوارع ويسيرون مع السيارات لكنهم بحاجة لتوعية لكي لا يعرضوا أنفسهم للخطر ولا يعرضوا أصحاب السيارات للقضايا والمحاكم.

      أما سوق الدراجات الهوائية لدينا فهو في غالبه سوق للدراجات الموجهة للأطفال والمراهقين وأغلب الخيارات المتوفرة فيه تدور حول ما يسمى بالدراجات الجبلية (Mountain Bike) وهي دراجات ثقيلة الوزن ومتينة ومصممة لتحمل الصدمات في مناطق وعرة ومع ذلك كثير من الناس يشترونها ولا يستخدمونها إلا في المدن، في سوقنا من النادر أن تجد دراجات مصممة للمدن والتي تكون غالباً خفيفة الوزن ورخيصة ويسهل استخدامها، ولم أرى دراجات هوائية مصممة للشحن ونقل البضائع أو دراجات من نوع Recumbent، قد يقول شخص ما بأنه لا يوجد طلب وبالتالي لا حاجة لوجود عرض لهذه الأنواع، في حين أنه يمكن قول العكس، يمكن القول أنه لا يوجد عرض وبالتالي لا يوجد طلب لأن الناس لا يعرفون أن هناك أنواعاً مختلفة من الدراجات الهوائية.

      كل ما ذكرته سابقاً وغير ذلك يدل على عدم وجود بيئة تتقبل الدراجات الهوائية وتجعلها أداة للتنقل ولا تنظر لها نظرة دونية ونحن بحاجة لتغيير كل هذا.

      في البداية لدي قناعة أنه لا يمكن لكل الناس أن يمتلكوا سيارات ولا يمكن أن نستمر في تصميم المدن لتناسب السيارات فقط ولا بد أن نعود لتصميم المدن لكي تناسب الناس قبل السيارات، تصور فقط لو أن كل شخص لديه القدرة على شراء سيارة اشترى سيارة فهل تظن أن توسيع الطرق سيكفي هذا العدد الهائل من السيارات؟ مهما وسعنا الطرق ومهما حاولنا تطويرها لتنساب الحركة بدون عوائق سيكون عدد السيارات أكبر من قدرة الطرق على تحملها، سيكون هناك زحام وتأخير وأعصاب محروقة وأوقات ضائعة وإنتاجية مهدورة، سيكون هناك تلويث أكثر واستهلاك للوقود المصدر الذي نعرف أنه غير متجدد وقد ينضب في المستقبل القريب.

      لا بد من إعادة تصميم المدن لتضع الناس قبل السيارات، بمعنى أن تصبح المدن قابلة للمشي، أن يتمكن الإنسان من إنجاز أعماله من خلال المشي فقط أو من خلال دراجة هوائية، ثم لا بد من تحديد الفئات التي يمكن لها أن تستخدم السيارات، أعلم أن هذا الرأي سيضايق الكثيرين لكنه شيء أؤمن به، لا يمكن للجميع أن يمتلكوا السيارات، وقبل هذا لا بد من وجود أنواع من المواصلات العامة، الحافلات، سيارات الأجرة، برامج المشاركة بالسيارات، الترام، والقطارات للتنقل بين المدن، هيمنة السيارة على النقل يجب أن تنتهي ... هذا كلام أقوله وأنا أحب السيارات وأقرأ عنها كثيراً.

      هناك الكثير أود الحديث عنه لكن سأكتفي بهذه الروابط:
      فيديو: يحقق فيها الراكب سرعة 80 كيلومتر في الساعة، هذه الدراجات الهوائية تسمى Velomobile.
      دراجات هوائية في زامبيا مصنوعة من البامبو، متوفرة بأنواع مختلفة وتستخدم في بعض القرى لنقل المرضى أي دراجة هوائية للإسعاف، هذه الدراجة لوحدها استطاعت أن تقدم خدمة كبيرة للمرضى بنقلهم إلى أقرب عيادة أو مستشفى.
      فيديو: بوغوتا وطرق الدراجات الهوائية، بوغوتا عاصمة كولومبيا يجب أن تكون إحدى المدن التي تزار وتدرس لأنها تغيرت من مدينة للجريمة والعصابات إلى مدينة جميلة خلال سنوات قليلة.
      بعض المدن الأوروبية تخصص يوماً لمنع السيارات من السير فيها،




      المصدر : مدونة عبدالله المهيري


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions