المقهى جديد nagwash

Warith AL Maawali · 8 أكتوبر 2011، 1:13

المقهى
-------
يقولأبي – أنه لا يعفر سيجارا ، و كل مساء يأتينا رائحته تبغا
يقولأبي – أنه لا يحتسي خمرا ، و كل مساء يأتينا حاله سكرا
يكونصابحا عابسا – شكواه نهارا مرهقا – مساؤه لمقهاه راكضا – ليلته عائدا باسما
يكونو صحبته سامرا – يتناول أقداحا من شايداكنا – و رغم هذا – يأتي لأمي لقدحهاراغبا
-------
منأكثر تساؤلات طفولتي – هذه الهوة بالشعور– ما بين عبوس وجهه بمائدة الفطور – وملامح للظهيرة بنفور -إلى أن تحينلحظات الخروج - ليأتيناراجعا بكل هذا السرور
تساؤلاتيلا تخص أين؟ ولا كيف؟
فمكانهمعلوم كما ورفقته و ماذا يفعلون – مايحتسون – ماذا يقولون – لما يضحكون –لأي غادة عابرة يتغامزون – لأي نكاتيثيرون – أشياؤهم كأنها بكتاب منشور
تساؤلاتي– ماذا في أفلاك المقاهي يدور ؟ يجعلالرجل بها مسحور؟
مقاهينامعروفة – لا تأوي عاهرات في فجور – و لاخمور بقناني و قدور – لنقول رجل ---معذور
كلما تحويه مقاعد عرجاء فكيف يأمنها متكئا؟
كلما تحويه – كنت له بالبيت كارها – أينهوشاتك لنا إن زاد المذياع صخبا؟
لمالا تكون و مذياع المقهى منزعجا؟
لطالماتأففت لرائحة بخور أمي اتهمت ابتهالاتهاجهلا – أوهمتها بخورها يصيب الصدور ربوا
رائحةالتبغ – أصارت ينثرونها عطرا؟
صفعتكأخي لوجهه تأديبا لسرقته من زميله قلما– أهي ذاتها فعلتك في اللعب بالسرقةورقا؟ فكيف تحكيها لنا قاصا مفتخرا؟
تتفننأمي بتلوين روايتها كي لا تصيبك الكآبة– فلما التكرار بروايات المقاهي لا يصيبكولو بقليل الرتابة؟
باتتالمقاهي --- عاشقاتالرجال – كالناسك يشد لمعبده الترحال –بالصلاة ، بالأقداح ---المهم تبديلجوهر الحال
تساؤلاتي--- لماأمي ما كانت تتذمر ؟ بليل بارد تنتظر ،تشعل موقدها عشرات المرات لتبقي وجبتكساخنة حارة --- كمهي عظيمة تلك البارة
ماتوقعتها مثلي --- ماخطر ببالي انتظارها كحالي للقبلات ---فقد كانت تكثرالصلوات – لا يعتلي لسانها إلا الدعوات– بتبكير وصولك ولو لحظات – فقط للاطمئنان– كلا ----- أبدالست أنا و أمي سيان
------
غيرأن بتحديث الزمان – صارت المقاهي أشكالو ألوان
الرجل اللارج – الجنتلمان – صارت له أماكن أكثررقيا – و تنوعت صحبة الخلان
النادي--- صالاتالجيم ---- كافييه--- بوتيكصديق ( كانبالماضي دكان )
أحدثالحديث --- مقاهيالإنترنت – و غرف الدردشة – و فتح الكام
كلهذه مقاهي --- فلايختلف اسم إبليس عن شيطان بعالم الجان
ولأنني المرأة العصرية – التي تمرست بجدارةبعالم الرجال من زملاء لأخوان
قادرةعلى مسك خيوط اللعبة و قادرة أن أجعلكقابعا بالجحر كالجرذان
قادرةأن أبقيك تردد كم أنت سعيد – و تتهكم مثليلرجل عن بيته بعيد
قادرةأن أبقيك صامتا تسمعني أعيد الرواية آلافالمرات
قادرةأن أكتب حواراتك , وأملي لك ما تقوله لي من كلمات
قادرةأن أبقيك بجواري ---- حرا– شريطة ألا تتعدى للباب الخطوات
قادرةألا أشعل موقدي تشتهي وجبتك تجدها رغم برودتها--- ساخنةحارة
قادرةتتبتل صلاتك بمحرابي و تقول سيدة بارة
----------
شيءما يقهرني ----- شيءما يعجزني --- شيءما يلزمني حدودي
رغمتدخين سجائرك – لا أشتم فيك تبغا
رغمسقياك خمري – لا أرى حالتك سكرا
أينأنت من أبي – الذي كان يأتينا من مقهاهمنتشيا ؟
أقوللك – سأذهب لأمي هذا المساء ---بناصية الميدانمقهى – كل المقاعد فيه عرجاء – ارتشفالأقداح – دندن مع المذياع – تغامز والأصحاب ---- ارجعلي رجلا مختلفا

------------------فيديو / بتروحلك مشوار - وديع الصافي -------

المصدر nagwash

مشاركة