متابعة: خميس السلطي

"أمسية عمانية خالصة" هكذا قال عنها الحضور، الذين توافدوا منذ وقت مبكر إلى قاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس، ليلة أمس الأول، والتي طرزت بتحف فنية إبداعية لأنامل عمانية شابة، تفاعل معها الحضور من بدايتها حيث المقطوعات الرائعة المنبثقة من التراث غير المادي العماني إلى النهايات حيث التقاء الأيادي والسلام على المجتمعين وتكريم المبدعين.

أمسية "ترحال" التي قدمتها جمعية هواة العود لجمهورها في السلطنة ، هي ضمن أبرز الأمسيات الفنية لهذا العام، والتي تميزت بالخصوصية العمانية، حيث شكلت المعزوفات علاقة الإنسان العماني بأنماط أرضه الاجتماعية ومفرداته الفنية المتعددة ، وبمشاركة عازفات عمانيات أيضا، واللاتي اوجدن إبداعا فنيا راقيا ومميزا.

الفقرات الفنية الرائعة تمثلت في : فنون الربوبة وطبل النساء والبرعة قدمها كل من نبراس الملاهي ويوسف اللويهي وعبدالله الغافري. أما فنون المرجحاني، والدان والرزحة قدمها للجمهور المتفاعل مع النغمات الرقيقية يعقوب السليماني وبدر العادي وابراهيم البلوشي ومحمد البحري. أما فنون النانا والويلية والطنبورة فقدمتها كل من جواهر العبدلية وشيراز السنانية وثريا الهطالية وأمل غلام إلى جانب المبدع أحمد العبري.

بعدها توقف الحضور برهة حيث الانتقال مباشرة إلى تنويعات على فن المشعير الصوت عزف من أعواد يعقوب الحراصي وسليمان المقيمي. أما المتألق خالد التويجري فقاد عزف تنويعات لحنية على فن الربوبة بمصاحبة زياد الحربي وعبدالعزيز السكيتي وسليمان المقيمي ويوسف اللويهي، أما فنون العيالة، وأبو الزلف فقدمها حسين البحري ونادر الحوسني ومحمد الغفيلي وسالم المعولي.

فن الليوا كان ختام الأمسية والذي لاقى حضورا رائعا قدم من خلال مبدعين تميز بايقاع متنام .

صاحب هذه الأمسية ضاربو الآلات الإيقاعية وهم أحمد السيابي وسالم الراس وبدر الراس وإدريس البلوشي وتركي الهادي ووليد المشيفري وحمد اليوسفي وعازفو الآلات المصاحبة في (القانون) وهب الضنكي و الكمان لـخالد الشقصي وعبدالله المعمري .

الكونترباص لـمحسن المشيفري، و طنبورة ومسيندووبرغوم مع يوسف الغيلاني و الهبان مع سمير السيابي. حضر الأمسية التي رعاها المستشار بديوان البلاط السلطاني والمكلف بأعمال مكتب وزير الديوان سعادة يحيى بن عبدالله البوسعيدي، عدد من المثقفين والفنانيين العمانيين، إضافة إلى جمهور غفير اكتضت به قاعة المسرح.

كما أن هذا الحفل كما وصفته إدارة الجمعية فإنه يتشابه مع فعالية (الريسايتل) التي تبنتها الجمعية في الأعوام السابقة من ناحية عرض التجارب الجديدة التي يقدمها العازفون ، ويتم من خلالها ابراز رؤيتهم الموسيقية الابداعية في العزف على آلة العود ، تختلف مضمونا لتكون الموسيقى التقليدية العمانية هي المحور الرئيسي لتجارب ورؤى العازفين من أعضاء الجمعية ، حيث يقوم كل عازف أو مجموعة من العازفين بالبحث في الفنون العمانية التقليدية واختيار أحدها باشراف الجمعية ليقدموا تجربتهم الخاصة من خلال الفن التراثي الذي قاموا باختياره وما يحمله من مفردات وعناصر فنية تعبر عن روح الأصالة العمانية في ذلك الفن ، وسيكون العرض والتحضير والممارسة لنخبة من تلك الفنون مثريا للعازفين من خلال التعاطي مع الاسلوب العماني في الآداء الموسيقي والتعمق في الخصائص الموسيقية للفنون العمانية الأصيلة.

يذكر أن جمعية هواة العود قد أقامت مؤخرا دورة الأطفال الثالثة في أساسيات العزف على آلة العود التي نظمتها الجمعية والتي من خلالها أقيم حفل برنامج الاختتام بعدد من الفقرات الفنية قدمها الأطفال المشاركون ، التي تعد خلاصة ما تم تعلمه خلال فترة الدورة التدريبية ، وقام بالتدريب فيها المدرب عبد الفتاح المعيني أحد أعضاء الجمعية المجيدين في العزف والتدريب على آلة العود ومن الطاقات الإبداعية التي لها ظهور واضح في الفعاليات التي تنظمها الجمعية.

أكثر...