«عمى الوجوه».. مرض جديد يجعل الأطفال لا يميزون وجوه ذويهم

    • «عمى الوجوه».. مرض جديد يجعل الأطفال لا يميزون وجوه ذويهم


      لاحظ أطباء الأطفال مع بدء الموسم الدراسي في ألمانيا أن 50% من الأطفال المبتدئين يعانون من شيء من اضطراب الإدراك بهذه الصورة أو تلك وبهذه الشدة أو تلك.وهذا ليس كل شيء لأن بعض الأطفال المعانين من الاضطراب كانوا يعجزون عن تذكر وجوه معلميهم أو التفريق بين وجوه زملائهم في الصف.وكانت هذه الحالة حافزا للباحثين في جامعة مونستر لتفحص هؤلاء التلاميذ الصغار. وتقول الباحثة مارتينا غروتر من معهد الأبحاث الوراثية إن إحدى التلميذات، واسمها آنا ماري (6 سنوات) كانت تتعرف على مرشدة الصف من خلال «الدبوس الأزرق» الذي تحمله وليس من ملامح وجهها. هذا مع ملاحظة أن الفحوصات والاختبارات التي أجريت تثبت أن آنا ماري فتاة ذكية. والغريب أن الباحثين جعلوا المعلمة تأتي في اليوم الثاني بتصفيفة شعر مختلفة ودبوس أحمر فاعتقدت آنا ماري أن المعلمة امرأة غريبة عن المدرسة.
      فالمعلمة بالنسبة للتلميذة الصغيرة بلا ملامح لأن التلميذة مصابة باضطراب في الإدراك يجعلها عاجزة عن التعرف على الوجوه أو «عمياء وجوه». وتوصلت الباحثة وفريق عملها إلى تصنيف هذه الحالة بعد فحص 1000 تلميذ وتلميذة ممن دخلوا إلى الصف الأول الابتدائي هذا العام في مدينة مونستر وضواحيها. وكشفت الفحوصات عن إصابة 2% من التلاميذ «بعمى الوجوه» المسمى باللاتينية (Prosopagnosie). ولم يكتشف الأطباء هنا فرقا بين الجنسين، كما هي الحال في مرض «التوحد»، لأن نسبة الإصابة كانت متساوية بين البنات والأولاد.
      وتلقي الحالة الطفل وذويه في مشكلة عويصة، ليس بسبب عدم تذكر الوجوه، وإنما بسبب صعوبة العثور على صديق. وتتطور المشكلة أيضا إلى حالة «تعليمية» لأن هؤلاء الأطفال يتجنبون النظر في وجوه المعلمين. وتبدو غروتر عليمة بشؤون «عمى الوجوه» لأنها متزوجة من رجل يعاني حتى الآن من الحالة وكتب العديد من المقالات حول الملابسات التي يتعرض لها. وتعرف الباحثة أن زوجها طور خلال حياتهما طريقة أخرى تعتمد على تصفيفة الشعر والحركة والصوت كي يميز الوجوه عن بعضها. والغريب أن الحالة تمتد عند البعض لتشمل التعرف على وجهه نفسه، وتقول غروتر إن بعض التلاميذ المصابين بالحالة لا يتعرفون على صورهم ضمن الصورة المشتركة مع تلاميذ الصف إلا من خلال معرفته بالمكان الذي وقف فيه أثناء التقاط الصورة.
      ولا يتعرف الوالدان على الحالة إلا من خلال حدوث حالات بالغة في غرابتها، كالتي حصلت مع الطفل الذي لم يتعرف على والده في المسبح لأن الرجل كان مغمورا في الماء حتى العنق لا يظهر منه غير وجهه «المجهول». كما ذكرت إحدى السيدات أنها عرفت أن ابنها يعاني من خلل ما حينما فاجأها مرة بسؤال: هل انت أمي؟
      وليس هناك علاج شاف لحالة «عمى الوجوه» حسب تقدير غروتر، إلا أن التشخيص المبكر يعين الوالدين والمعلمين على دعم الطفل داخل الصف. ويتم ذلك من خلال التركيز على الأسماء اكثر من الوجوه وتمييز كل طفل عن الآخر بواسطة دبوس أو لون ما. ونجحت التجربة مع 6 تلاميذ يعانون من الحالة وتم تشخيصهم قبل بدء العام الدراسي الحالي.

      تحياتي |e