ورجع الشيخ إلى صباه ؟؟؟

    • ورجع الشيخ إلى صباه ؟؟؟

      رجوع الشيخ إلى صباه
      عندما كانت فرنسا تقوم بتجاربها النووية في جزر جنوب المحيط الهادي على مقربة من سواحل أستراليا ، حملت الصحافة في حينه نبأ يقول أن نقابة المومسات في العاصمة الاسترالية كانبيرا، والتي يبلغ عدد أفرادها حوالي المائتين قد قررت مقاطعة البضائع الفرنسية احتجاجا على التجارب النووية الفرنسية في كاليدونيا جنوب المحيط الهادي.
      وتقدر رئيسة النقابة أن ما تصرفه المومس الواحدة في الأسبوع على البضائع الفرنسية يتجاوز الستين دولارا وبالتالي ستبلغ خسارة فرنسا من مقاطعة المومسات في مدينة واحدة كالعاصمة كانبيرا وهي أصغر المدن في أستراليا والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 300 ألف نسمة حوالي 250 ألف دولار في السنة وتقول رئيسة النقابة انه إذا كان الرئيس الفرنسي جاك شيراك يملك القنبلة الذرية فان مومسات أستراليا يملكن الوسيلة التي ستجعل من امتلاك السلاح النووي أمرا مكلفا لفرنسا.
      بعد ذلك بفترة قصيرة أوقفت فرنسا تجاربها النووية في جنوب المحيط الهادي ولا أحد يعرف بالضبط إذا كانت رضخت بذلك إلى تهديدات المومسات الأستراليات أم أن برنامجها النووي قد اكتمل.
      ومعاذ الله أن يكون المقصود من هذه الحكاية المقارنة بين وطنية المومسات الأستراليات حيال الخطر النووي الذي هدد بلادهن وبين وطنية أشراف العرب حيال الأخطار المختلفة التي تهدد بلادهم بشكل يومي. المقصود لماذا لا يقوم العرب بمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية واستبدالها ببضائع من بلدان أخرى ليس بالضرورة أن تكون كلها صديقة إنما على الأقل ليس لها كل هذه النيات العدوانية.
      لا بد أن هناك من سيقول إن هذا اقتراح ساذج وأن لا طائل تحته ولن يؤثر أيا كانت نتائجه في القرار السياسي الأميركي في ما يعلق ببلادنا . الجواب أيضا أنه اذا تم تنظيم حملات توعية ومقاطعة أهلية تقوم بها منظمات غير حكومية لا تحمل المواطن العربي أي عبء سيلقى ذلك ترحيبا كبيرا ومن ثم تكبر كرة الثلج وتكبر حتى تصبح جبلا حط من عل مما يستقطب اهتماما إعلاميا وربما يتحول إلي حكومة شعبية تحمل في طياتها نفس الاحتجاج السياسي والعصيان السلمي.

      ( رياض نجيب الريس )