إنه ليس يوم عادي كأي يوم يمر عليها كل يوم ، إنه اليوم الأول الذي ستذهب فيه إلى الجامعة ، إنه اليوم الذي طالما انتظرته بكل شوق وبكل لهفة، تعبت من أجله سنوات طويلة ، كانت في آخر عامها في الدراسة في الثانوية العامة لا تنام ، فقط تذاكر ، تذاكر ليل نهار ، حتى إذا أرادت وضع رأسها على الوسادة زارها التفكير الذي يؤرق منامها ، وتبدأ بالتساؤل : هل سأحصل على مجموع يؤهلني من دخول الجامعة أم لا؟ ولنفرض مثلا بأنني لن احصل على مجموع عالٍـ، لا لا ، لن أفرض ذلك ، ولن أفكر حتى في ذلك ، فهذا احتمال ليس واردا البتة ، بل إن الإحتمال الأول ما التخصص الذي سأدخله في الجامعة، الإحتمال الثاني كيف هي الدراسة في الجامعة ، والاحتمال الثالث كيف هم زملاء الدراسة، والاحتمال الرابع هل سأفهم المحاضرات جيدا أم لا؟ والاحتمال الخامس والسادس والعشرين جميعها تخص الجامعة ، هذا هو تفكيرها فحسب ، فعندما يهاجمها الوارد الذي قد يمنعها من دخول الجامعة تدفعه عنها بكل ما أوتيت من قوة.
هذه هي حياتها قبل دخوله الجامعة ، ولكن ماذا بعد ذلك ؟ أي بعد دخولها الحلم الذي بدأ يتحقق ، لقد رأت الحياة الجميلة بكل معانيها ، ترى نفسها تكبر وتكبر ، صارت لها كلمة في المجتمع وبين أسرتها بعد ن كانت تعتبر صغيرة ورأيها لا يؤخذ به ، كبرت وكبرت معها ثقتها بنفسها ، فصارت ناجحة في حياتها الجامعية أكثر مما حلمت ، وأخذت مكانه جيدة بين مدرسيها وزميلاتها ، وتفوقت في دراستها وكرست حياتها بين الدراسة وحب الأصدقاء.
وهكذا تمر السنة الأولى ، والثانية ، إلى أن جاءت السنة الثالثة ، ففي اليوم الثاني من الشهر الثالث في الفصل الأول من السنة الدراسية الثالثة ، كانت جالسة أمام شاشة الكمبيوتر ، عندما جاء يجلس بجانبها ، لم تعره اهتماما في البداية ،بل حتى إنها لم تلتفت إليه ، ولكن بعد مرور نصف ساعة تقريبا على جلوسه بجانبها أرادت محادثة زميلتها التي تبعد عنها مسافة ليست ببعيدة فرفعت رأسها ورأته ، فجأة.. تجمدت أوصالها ، توقفت أصابع يدها عن النقر في الفارة( الماوس) ، أبت حروف اسم صديقتها أن تخرج من بين شفتيها ، لا تدري ما الذي حدث ، شئ ما جذبها نحوه ، رأته مختلفا عن البقية ، لم تدري ما الذي يجب أن تفعله ، حتى ما كانت تكتبه في الحاسوب نسيته ، ولم تستطيع إكماله لأن عقلها ذهب إلى غير رجعه، كما أن شعرت بأن قلبها غادر صدرها.
أما هو فلم يلتفت إليها حتى، وإن فعل فقد فعلها بقصد الملل وليس الفضول لرؤيتها ، يلتفت التفاته صغيرة ثم يعود إلى عمله ، وما إن انتهى منه لملم أشياءه ثم خرج .
عندما رجعت إلى البيت لم تستطيع إبعاده عن تفكيرها ولو للحظة ، فقررت معرفة من هو ؟ وما تخصصه؟ ومن أين جاء؟ ولكن بطرقة تضمن لها عدم معرفة أحد
بذاك،ولكن ترجع فتقول ، ولماذا افعل أنا ذلك ؟ وما شأني أنا به؟ ولكن بعد لحظة تفكير تصمم على جمع المعلومات عنه،وفعلا وفي اليوم التالي ، بدأت المعلومات تردها مصادفة ، فعندما يمر من أمامها تسأل صديقاتها عن اسمه ، وعنوانه وتخصصه ..فكانت الأولى تجيبها عن اسمه والثانية عن تخصصه وهكذا عرفت هي كل شيء عنه حتى عائلته والبلدة التي يعيش فيها بل وحتى رقم سيارته ولونها ، وتمر الأيام ، وهي تراه تارة وتارة لا تراه ، حتى جاء اليوم الذي بدأت تتساءل فيه : ماذا أفعل الآن ؟ ماذا أفعل ؟ ولماذا أدخلت نفسي في طريق كهذا ؟ وتقرر بأن عليها أن تنسى الموضوع ، وقد نسيته أو يمكننا القول أنها تناسته أو ربما الذي ساعدها على نسيانه هو عدم إصرارها لرؤيته ثانية فصارت لا تراه إلا نادرا .
حتى جاء ذلك اليوم الذي كانت تستقل فيه المصعد لوحدها ، بعد انتهائها من تصفح بعض المواقع على الإنترنت، ومن التعب والإرهاق أسندت ظهرها على جدار المصعد ، والتفتت على يمينها فإذا بها تراه أمامها ، وشاحت بوجهها سريعا عنه ، فنظر إليها مستغربا على تلك الحركة الفجائية التي رآها منها ، هز رأسه يمنة ويسرة ثم خرج.
خرجت بعده وهي تلعن نفسها على ما فعلته ،وتقول في نفسها .( ما الذي فعلته ؟ وكيف أفعل أنا ذلك، وانتهى ذلك اليوم من أيامها على ذلك ، وفي اليوم التالي وهو يوم الثاني عشر من الشهر الرابع من الفصل الأول من السنة الدراسية الثالثة كانت في قاعة المطالعة عندما رأت من تحب يتلقى التهاني من الجميع ، استغربت لذلك فسألت: ماذا يحدث؟ سمعت من إحدى زميلاتها : إنها منى لقد خطبت لأحمد ، هوى عليها الخبر كالصاعقة وكأن صاروخاً ولسوء الحظ اختار رأسها ليقع عليه ، فتهاوت على أول كرسي صادفها ، ثم وجدت نفسها في سريرها وهي تبكي بحرقة شديدة ولا تذكر شيئا سوى صوت زميلتها وهي تقول: منى خطبت لأحمد ، ثم وهي ترفع سماعة الهاتف : خالد أخي تعال لتأخذني إلى المنزل وأخيرا وجدت نفسها في سريرها وهى تقول : أمعقول يا أحمد تفعل بي هذا؟ لماذا ؟لماذا؟ أكرهك ، أكرهك كم كل قلبي .
الجميع يتساءل ما بال سلمى أسبوعا كاملا لم تحضر إلى الجامعة ، هل هي مريضة؟ لا تريد استقبال أحد يأتي لزيارتها ، لا ترد على هاتفها ، لا ترغب برؤية أحد.
أما هناك في منزل سلمى ، فأمها تكاد تجن علام حدث لابنتها ، تذهب إليها في اليوم مائة مرة ، تعانقها تربت على شعرها بكل حب وحنان ، ولكن.... لا فائدة ، سلمى لا تتكلم ،لا تأكل مر شهر كامل إلى أن بدأت سلمى تنسجم مع الوضع ،أحمد لغيرها ، لكم تمنت الانتساب إلى جامعة أخرى أو حتى الانسحاب من الدراسة نهائيا ، فقط لا تريد رؤيته ، لا تريد ذلك بشدة ، مضى عامها الدراسي وهي هكذا صامتة حزينة ، نظرة الحزن لا تبارح عينيها ، الم حطم قلبها وخاصة عندما تراهما معا أحمد ومنى ، جرح في قلبها لن يندمل بسهوله.
كان ذلك يوما عظيما يوم تخرجها من الجامعة ، إنه كاليوم الذي دخلت فيه إلى الجامعة ابن عمها ، وآخر صديق أخيها ، وآخر ابن الجيران ، لم يصدقوا بأنها تخرجت ، توافدوا لخطبتها من أبيها ، ولكن لا ، لا أحد غير أحمد ، أبيها يتساءل : كان عذرك الدراسة ، والآن ماذا؟ أتريدين العيش هكذا ، أغلقت أذنيها أما م رجاء أمها والتهديد تارة والترغيب تارة من أبيها ، فالذي برأسها (أحمد ، ولا أحد غيره هو فقط ، وما دام القدر قرر إبعاده عني فلن أفعل شيئا بل سأرضخ له ، فهذا هو قدري) .
هذه هي حياتها قبل دخوله الجامعة ، ولكن ماذا بعد ذلك ؟ أي بعد دخولها الحلم الذي بدأ يتحقق ، لقد رأت الحياة الجميلة بكل معانيها ، ترى نفسها تكبر وتكبر ، صارت لها كلمة في المجتمع وبين أسرتها بعد ن كانت تعتبر صغيرة ورأيها لا يؤخذ به ، كبرت وكبرت معها ثقتها بنفسها ، فصارت ناجحة في حياتها الجامعية أكثر مما حلمت ، وأخذت مكانه جيدة بين مدرسيها وزميلاتها ، وتفوقت في دراستها وكرست حياتها بين الدراسة وحب الأصدقاء.
وهكذا تمر السنة الأولى ، والثانية ، إلى أن جاءت السنة الثالثة ، ففي اليوم الثاني من الشهر الثالث في الفصل الأول من السنة الدراسية الثالثة ، كانت جالسة أمام شاشة الكمبيوتر ، عندما جاء يجلس بجانبها ، لم تعره اهتماما في البداية ،بل حتى إنها لم تلتفت إليه ، ولكن بعد مرور نصف ساعة تقريبا على جلوسه بجانبها أرادت محادثة زميلتها التي تبعد عنها مسافة ليست ببعيدة فرفعت رأسها ورأته ، فجأة.. تجمدت أوصالها ، توقفت أصابع يدها عن النقر في الفارة( الماوس) ، أبت حروف اسم صديقتها أن تخرج من بين شفتيها ، لا تدري ما الذي حدث ، شئ ما جذبها نحوه ، رأته مختلفا عن البقية ، لم تدري ما الذي يجب أن تفعله ، حتى ما كانت تكتبه في الحاسوب نسيته ، ولم تستطيع إكماله لأن عقلها ذهب إلى غير رجعه، كما أن شعرت بأن قلبها غادر صدرها.
أما هو فلم يلتفت إليها حتى، وإن فعل فقد فعلها بقصد الملل وليس الفضول لرؤيتها ، يلتفت التفاته صغيرة ثم يعود إلى عمله ، وما إن انتهى منه لملم أشياءه ثم خرج .
عندما رجعت إلى البيت لم تستطيع إبعاده عن تفكيرها ولو للحظة ، فقررت معرفة من هو ؟ وما تخصصه؟ ومن أين جاء؟ ولكن بطرقة تضمن لها عدم معرفة أحد
بذاك،ولكن ترجع فتقول ، ولماذا افعل أنا ذلك ؟ وما شأني أنا به؟ ولكن بعد لحظة تفكير تصمم على جمع المعلومات عنه،وفعلا وفي اليوم التالي ، بدأت المعلومات تردها مصادفة ، فعندما يمر من أمامها تسأل صديقاتها عن اسمه ، وعنوانه وتخصصه ..فكانت الأولى تجيبها عن اسمه والثانية عن تخصصه وهكذا عرفت هي كل شيء عنه حتى عائلته والبلدة التي يعيش فيها بل وحتى رقم سيارته ولونها ، وتمر الأيام ، وهي تراه تارة وتارة لا تراه ، حتى جاء اليوم الذي بدأت تتساءل فيه : ماذا أفعل الآن ؟ ماذا أفعل ؟ ولماذا أدخلت نفسي في طريق كهذا ؟ وتقرر بأن عليها أن تنسى الموضوع ، وقد نسيته أو يمكننا القول أنها تناسته أو ربما الذي ساعدها على نسيانه هو عدم إصرارها لرؤيته ثانية فصارت لا تراه إلا نادرا .
حتى جاء ذلك اليوم الذي كانت تستقل فيه المصعد لوحدها ، بعد انتهائها من تصفح بعض المواقع على الإنترنت، ومن التعب والإرهاق أسندت ظهرها على جدار المصعد ، والتفتت على يمينها فإذا بها تراه أمامها ، وشاحت بوجهها سريعا عنه ، فنظر إليها مستغربا على تلك الحركة الفجائية التي رآها منها ، هز رأسه يمنة ويسرة ثم خرج.
خرجت بعده وهي تلعن نفسها على ما فعلته ،وتقول في نفسها .( ما الذي فعلته ؟ وكيف أفعل أنا ذلك، وانتهى ذلك اليوم من أيامها على ذلك ، وفي اليوم التالي وهو يوم الثاني عشر من الشهر الرابع من الفصل الأول من السنة الدراسية الثالثة كانت في قاعة المطالعة عندما رأت من تحب يتلقى التهاني من الجميع ، استغربت لذلك فسألت: ماذا يحدث؟ سمعت من إحدى زميلاتها : إنها منى لقد خطبت لأحمد ، هوى عليها الخبر كالصاعقة وكأن صاروخاً ولسوء الحظ اختار رأسها ليقع عليه ، فتهاوت على أول كرسي صادفها ، ثم وجدت نفسها في سريرها وهي تبكي بحرقة شديدة ولا تذكر شيئا سوى صوت زميلتها وهي تقول: منى خطبت لأحمد ، ثم وهي ترفع سماعة الهاتف : خالد أخي تعال لتأخذني إلى المنزل وأخيرا وجدت نفسها في سريرها وهى تقول : أمعقول يا أحمد تفعل بي هذا؟ لماذا ؟لماذا؟ أكرهك ، أكرهك كم كل قلبي .
الجميع يتساءل ما بال سلمى أسبوعا كاملا لم تحضر إلى الجامعة ، هل هي مريضة؟ لا تريد استقبال أحد يأتي لزيارتها ، لا ترد على هاتفها ، لا ترغب برؤية أحد.
أما هناك في منزل سلمى ، فأمها تكاد تجن علام حدث لابنتها ، تذهب إليها في اليوم مائة مرة ، تعانقها تربت على شعرها بكل حب وحنان ، ولكن.... لا فائدة ، سلمى لا تتكلم ،لا تأكل مر شهر كامل إلى أن بدأت سلمى تنسجم مع الوضع ،أحمد لغيرها ، لكم تمنت الانتساب إلى جامعة أخرى أو حتى الانسحاب من الدراسة نهائيا ، فقط لا تريد رؤيته ، لا تريد ذلك بشدة ، مضى عامها الدراسي وهي هكذا صامتة حزينة ، نظرة الحزن لا تبارح عينيها ، الم حطم قلبها وخاصة عندما تراهما معا أحمد ومنى ، جرح في قلبها لن يندمل بسهوله.
كان ذلك يوما عظيما يوم تخرجها من الجامعة ، إنه كاليوم الذي دخلت فيه إلى الجامعة ابن عمها ، وآخر صديق أخيها ، وآخر ابن الجيران ، لم يصدقوا بأنها تخرجت ، توافدوا لخطبتها من أبيها ، ولكن لا ، لا أحد غير أحمد ، أبيها يتساءل : كان عذرك الدراسة ، والآن ماذا؟ أتريدين العيش هكذا ، أغلقت أذنيها أما م رجاء أمها والتهديد تارة والترغيب تارة من أبيها ، فالذي برأسها (أحمد ، ولا أحد غيره هو فقط ، وما دام القدر قرر إبعاده عني فلن أفعل شيئا بل سأرضخ له ، فهذا هو قدري) .