"المجلس المفتوح" أسلوب مميز لولي العهد ال&

    • "المجلس المفتوح" أسلوب مميز لولي العهد ال&

      الرياض - عبد الحي شاهين

      الحزن العميق الذي طغى على المواطنين السعوديين منذ سماعهم نبأ وفاة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز السبت الفائت، عبر بشكل مباشر على فرادة العلاقة التي كانت تجمع الراحل مع المواطنين العاديين من أفراد شعبه والتي تميزت بالحميمية والتواصل المباشر عبر المجالس المفتوحة التي كان يعقدها الأمير سلطان بصورة متواصلة لاستقبال المواطنين والاستماع إليهم وقضاء حوائجهم .

      المجالس المفتوحة تمثل إحدى النوافذ المشرعة للالتقاء بين المسؤول والمواطن، وفي معظم مدن السعودية ومناطقها هناك مجالس من هذا النوع يلتقي فيها أمير المنطقة بمواطنيها، في تقليد رائع ابتدأ مع الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود . و في الرياض العاصمة هناك أكثر من مجلس مفتوح لعدد من الأمراء، فهناك مجلس الأمير سلمان بن عبد العزيز في إمارة الرياض وفي قصره أيضا، حيث يفد أصحاب الحاجات للالتقاء بالأمير، وتسليمه شكاواهم في شكل "عرائض".وتميز ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز بالمجالس المفتوحة في أي مكان يذهب إليه، فالالتقاء بالمواطنين والاستماع إليهم كان من البرامج الأساسية لديه، وربما تمثل إحدى هواياته، وهي مآثر تدل كما يقول القريبون منه على سعة الصدر والرغبة في التحاور وبناء جسور التواصل مع الآخرين، ليس مع المسؤولين والقادة فقط، وإنما وربما بشكل أساسي مع المواطنين العاديين الذين كانوا يمثلون أكثرية زوار مجالسه المفتوحة.

      في مجالسه المفتوحة كان الحاضرون يرون الأمير سلطان ـ رحمه الله ـ ممازحا للمواطنين سائلا عن أحوالهم، وإذا قال احدهم انه من منطقة كذا، سأله الأمير عن أحوالها سؤال العارف والملم بأحوال المناطق المختلفة وظروف كل منها، ويتحدث إلى البعض منهم ذاكرا نوادر أجدادهم وتاريخهم، كما كان يبادر ـ رحمه الله ـ بالحديث عن قبائلهم وأفخاذهم، حيث كان ولي العهد الراحل ملما بتاريخ المملكة وقبائلها المختلفة، ساعده في ذلك طوافه المستمر على كافة مدن ومناطق المملكة.

      وخلال الأيام الثلاثة الماضية التي أعقبت وفاة ولي العهد السعودي، طفت إلى السطح الكثير من المآثر والحكايات النادرة التي تعكس جوانب أخرى في شخصية الأمير الراحل لم تكن تجد طريقها للإعلام والنشر في حياته وذلك على مدى عشرات السنين وظلت حبيسة الشخصيات المقربة منه، والمواطنين الذين يمثلون الطرف الثاني في تلك الحكايات.ومن الحكايات التي أظهرت تلك الجوانب والمواقف الخفية ما رواه الأمير فيصل بن سعود : كان الأمير سلطان بن عبد العزيز يتولى شؤون البلاد بتكليف من الملك فهد - رحمه الله - حيث كان الملك يقضي إجازته السنوية، بينما كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، ولي العهد في ذلك الوقت، يقوم بزيارة رسمية لإحدى الدول، وكنت أجلس بجواره وهو يطلع على بعض الأمور والبرقيات الموجهة للملك ومعاملات تخصّص الدولة، وفجأة شاهدته يبتسم، فسألته عن سر تلك الابتسامة، فقال الأمير سلطان: ''هذه برقية موجهة للملك من أحد المواطنين في الدلم بالقرب من الخرج يشكوني فيها لتعدي أحد وكلائي على أملاكه، كما يدعي''، يقول الأمير فيصل فُوجئت بهذا الأمر واستغربت أن يبتسم الأمير، ولكن المفاجأة الكبرى حين كتب على برقية المواطن الذي يشكوه رسالة إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، التي تتبع لها الدلم، بما نصه: الأخ سلمان، يتم إحضار وكيلنا للمحكمة، وما يقرره الشرع ينفذ لنا أم علينا''.

      ويشير الأمير فيصل بن سعود – طبقا لصحيفة الاقتصادية السعودية- إلى قصة طريفة للأمير سلطان بن عبد العزيز وكيف تدل على حُسن تعامله مع العاملين معه والتماس العذر لهم متى أخطأوا، حيث كان الأمير سلطان خارجا من الديوان الملكي مع الملك فهد - رحمه الله - ويحدثه في شأن من شؤون الدولة، فقال له الملك وهما واقفان أمام السيارة: ''لماذا لا تركب معي ونناقش الأمر في الطريق؟''، فرافق الأمير سلطان الملك في سيارته وكان يعتقد أن سيارته ومرافقيه سيتبعونه، إلا أنهم ظلوا ينتظرون خروجه، ويعتقدون أنه لا يزال في الديوان، وحين انتهى النقاش بين الملك فهد والأمير سلطان، كانا في طريق الأمير تركي بن عبد العزيز الأول، فقال الملك للأمير سلطان: ألا تذهب معي إلى منزلي، فاعتذر الأمير سلطان بلباقة، وقال: سأذهب لزيارة مريض في مستشفى الملك فيصل التخصصي، فاعذرني وأنزلني هنا، فأمر الملك سائقه بأن يتوقف، وترجل الأمير سلطان على رصيف الشارع، وأشار إلى موكب الملك بالتحرك بسرعة، معتقداً أن سيارته ومرافقيه خلف موكب الملك، لكنه فوجئ بألا وجود لسيارته، فمشى على الرصيف، لعلهم يأتون، ولكن ذلك لم يحصل، وعندها مرت بجواره سيارة ''وانيت داتسون''، فأشار الأمير بيده له ليتوقف، وفعلاً توقف صاحب السيارة، وركب معه الأمير سلطان، وحين أغلق باب السيارة التفت صاحبها إلى مَن ركب معه، ففوجئ بأنه الأمير سلطان، وتملكه الخوف، فقال الأمير سلطان: لا تخف ولا تستغرب يا ولدي، أبيك توصلني لمستشفى التخصصي، وفعلاً أوصله، وحين جاء عند بوابة المستشفى، فُوجئ حراس بوابة الدخول بمقدم الأمير سلطان في سيارة ''داتسون''، ودخل الأمير وزار المريض، ومن غرفة المريض اتصل بسائقه وأخبره بأن يأتي ليأخذه من المستشفى.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions