اليوم وبعد الانتهاء من الثانوية العامة أقف أمام حيرة شديدة أين سأذهب .. الكل ينادي يعلو صوته.. الكل يقول أذهب إلى الجامعة وآخرون أذهب إلى كلية المعلمين.. وشلة أخرى تقول أذهب إلى كلية الشريعة والقانون وأنا الشخص الوحيد الذي لا يقدر أن يفكر بحرية إلى أين سيتجه... كنت احلم أن أكون صحفيا ولكن الواقع يظلمني.. كنت أحلم أن أصبح مؤرخا ولكن الواقع قسا على طموحاتي .. اليوم أريد أن أدخل لكلية الآداب ولكن الكل لا يشجعنني واسمع كلمات ليس لها طعم أو ذوق إلا ذوق وطعم اليأس والمرارة والويل كل الويل لمستقبلك إن فكرت في دخول هذه الكلية ....
لعل الحيرة أصعب من تصوري ولعل القلق أقوى من تصوري ولعل اليأس الذي يشطحه الذين اعرفهم بي سوف يملوني قبل أن أقرر دخولي لهذه الكلية ... اليوم أريد أن اجلس لوحدي لا أريد أن يشاركني أحد في تفكيري ... اشعر أن الكل قد خان طموحاتي لم يشجعني احد لم يشد على يد أحد .. الويل لي أن قلت لهم أني احلم أو اطمح فالكل سيغلق فمه بيأس العمل ومستقبل مظلم وخالي من قطرة طموح ...
تدور اليوم وتعلن نتائج القبول في الجامعة .. واقبل في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية وبينما انظر إلى شخص واحد فقط يقول لي مبروك لا أرى سوى كلمات الرثاء ومواويل العزاء وطموح الشقاء ينطق بها كل شخص انتظرت منه كلمة مبروك ...
والحال على ما هو عليه أدخل الكلية وأنا متحطم يأس .. واصطنع الابتسامة .. وبدل من احمل الطموح تجدني مثقل بيأس كبير أراه في نفسي وفي كل من يدرس معي من الجنسين الكل غارق في التفكير المستقبلي ماذا سيكون مصيره بعد أربعة أعوام هل ستصدق نبوة أهله وأقرانه وأصدقائه أم أنها ستخيب تلك النبوة ...
من أول يوم ويبدأ بالتعرف على زملاء الدراسة ويسمع منهم كلام اليأس والشقاء .. ويبدأ الطموح في النفاذ حتى يصل إلى الصفر والحال على هذه الصورة القاتمة يبدأ الطالب في لعن حظه العاثر ويبدأ في ترديد نفس الكلام ويبدأ العام بفشل من بدايته وتلك الحال أسؤ من حال المريض الفاقد لأمل العلاج والويل لمن سأكب الزيت على النار وملأ اليأس في قلب طالب مسكين جاهل بتقرير مصيره ...
تمر أيام الطالب في الكلية وكلها تعيسة لا يعرف في سوى ماذا ينتظره بعد أربعة أعوام... يشرع الدكتور في دردشة مع الطلاب حول الدراسة ولكنه يصطدم بان الذين أمامه لا نفس لهم بالدراسة ولا كلام عندهم سوى عن مشي حالك والله كريم .. الدكتور تراه بعدين ما نحصل شغل .. وتعلو همسة من همسات الطالبات دكتور ويش فائدة تدرسنهاهذا ما شي وقت عندنا .. الله يخليك دكتور بس اليوم .. والدكتور في أول المحاضرة ... ويعجب الدكتور من هذا الكلام ويحاول أن يوقظ في الطلاب همة الدراسة وطموحا مدفون .. يا إخواني يا أخواتي الكل دخل الجامعة وهو متفوق ولازم يظل يحافظ على هذا التفوق .. الأمر الحمد لله بعدها بخير ولازم أي واحد فيكم يفكر يدرس عشان يستفيد وهذه الفائدة هي اللي راح تفيده في المستقبل .. وأنا على يقين انه راح تفيده في العمل وفي الحياة والدراسة الجامعية فائدتها راح تظهر مووه بس في الشغل بس لكنها راح تظهر في مجالات أخرى في شخصيتك في مكانتك الاجتماعية في مناقشتك في علاقاتك في البيت في المجتمع في كل شي .. ولكن الدكتور مدرك أن اكثرية الطلاب لا توافقه في الرأي فيستأثر الصمت وصمت المؤمن خير ...
كعادة بقية الكليات توجد الشلل التي تضم أشخاص تجدهم أربعة وعشرين ساعة لا يفترقون المواد نفس المواد المستوى نفسه التفكير نفسه الكل وان بدؤوا لك مختلفين فهم في الحقيقة نسخة واحدة.. توجد شلل هي خير مثال على كفاح الطالب وعلى علو همته تجدهم يدرسون .. يجتهدون .. مناقشات جميلة .. كلام مفيد .. الدكاترة لا ينقطعون عن الإشادة بهم .. الاجريد في علو مستمر ... تجدهم وتجد فيهم الصديق المنتظر والأخ الحبيب هم الخير الذي ينتظر هم الذين لم ينبروا لليأس ولم يخضعوا للتفكير السائد في الكل .. تجدهم طليعة المتفوقين خير صاحب وخير جليس .. يبدأ الدكتور محاضرته وهم في إدراك وينتهي وهم في قمة الاستعياب .. تجد قلة ولكنهم الخير كله .. والسعد والهنا لمن كانوا من هذه الثلة الخيرة ...
في المسلسل الجميل ( رأفت الهجان ) استوقفتني عبارة قالها رأفت عن المجتمع الإسرائيلي (( هم مجتمع يعيش في قلق دائم .. وعشان كده بيحالوه يلجوا للحب وبنغرقوا فيه .. لأنه ما فيش حل تاني يزيل عنهم هذا القلق )) وهذه العبارة نقلتني مباشرة لمبنى الكلية وحين اغلب الطلاب والطالبات يحاولون أن يقيمون علاقة مع بعضهم { وإن اختلفنا في تصنيفها بين علاقة حب أو علاقة صداقة } وللحق فإن الكثير من الطلاب يتمنون أن يقيموا علاقة واحدة مع بنت من بنات الكلية وتجد بعض الطلاب لا هم له سوى النظر في تلك الطالبة أو تلك والأيام تمضي دون أن يحقق مبتغاه .. وبعضهم يتسلح بسلاح الجسارة والشجاعة ويتمتطي الفرس ليقول للفتاة أنا فارس أحلامك وان كان يكذب أو يرمي من ذاك مقصد آخر .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ....
يتبع بجزء ثانِ أن سمح الوقت بالكتابة
لعل الحيرة أصعب من تصوري ولعل القلق أقوى من تصوري ولعل اليأس الذي يشطحه الذين اعرفهم بي سوف يملوني قبل أن أقرر دخولي لهذه الكلية ... اليوم أريد أن اجلس لوحدي لا أريد أن يشاركني أحد في تفكيري ... اشعر أن الكل قد خان طموحاتي لم يشجعني احد لم يشد على يد أحد .. الويل لي أن قلت لهم أني احلم أو اطمح فالكل سيغلق فمه بيأس العمل ومستقبل مظلم وخالي من قطرة طموح ...
تدور اليوم وتعلن نتائج القبول في الجامعة .. واقبل في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية وبينما انظر إلى شخص واحد فقط يقول لي مبروك لا أرى سوى كلمات الرثاء ومواويل العزاء وطموح الشقاء ينطق بها كل شخص انتظرت منه كلمة مبروك ...
والحال على ما هو عليه أدخل الكلية وأنا متحطم يأس .. واصطنع الابتسامة .. وبدل من احمل الطموح تجدني مثقل بيأس كبير أراه في نفسي وفي كل من يدرس معي من الجنسين الكل غارق في التفكير المستقبلي ماذا سيكون مصيره بعد أربعة أعوام هل ستصدق نبوة أهله وأقرانه وأصدقائه أم أنها ستخيب تلك النبوة ...
من أول يوم ويبدأ بالتعرف على زملاء الدراسة ويسمع منهم كلام اليأس والشقاء .. ويبدأ الطموح في النفاذ حتى يصل إلى الصفر والحال على هذه الصورة القاتمة يبدأ الطالب في لعن حظه العاثر ويبدأ في ترديد نفس الكلام ويبدأ العام بفشل من بدايته وتلك الحال أسؤ من حال المريض الفاقد لأمل العلاج والويل لمن سأكب الزيت على النار وملأ اليأس في قلب طالب مسكين جاهل بتقرير مصيره ...
تمر أيام الطالب في الكلية وكلها تعيسة لا يعرف في سوى ماذا ينتظره بعد أربعة أعوام... يشرع الدكتور في دردشة مع الطلاب حول الدراسة ولكنه يصطدم بان الذين أمامه لا نفس لهم بالدراسة ولا كلام عندهم سوى عن مشي حالك والله كريم .. الدكتور تراه بعدين ما نحصل شغل .. وتعلو همسة من همسات الطالبات دكتور ويش فائدة تدرسنهاهذا ما شي وقت عندنا .. الله يخليك دكتور بس اليوم .. والدكتور في أول المحاضرة ... ويعجب الدكتور من هذا الكلام ويحاول أن يوقظ في الطلاب همة الدراسة وطموحا مدفون .. يا إخواني يا أخواتي الكل دخل الجامعة وهو متفوق ولازم يظل يحافظ على هذا التفوق .. الأمر الحمد لله بعدها بخير ولازم أي واحد فيكم يفكر يدرس عشان يستفيد وهذه الفائدة هي اللي راح تفيده في المستقبل .. وأنا على يقين انه راح تفيده في العمل وفي الحياة والدراسة الجامعية فائدتها راح تظهر مووه بس في الشغل بس لكنها راح تظهر في مجالات أخرى في شخصيتك في مكانتك الاجتماعية في مناقشتك في علاقاتك في البيت في المجتمع في كل شي .. ولكن الدكتور مدرك أن اكثرية الطلاب لا توافقه في الرأي فيستأثر الصمت وصمت المؤمن خير ...
كعادة بقية الكليات توجد الشلل التي تضم أشخاص تجدهم أربعة وعشرين ساعة لا يفترقون المواد نفس المواد المستوى نفسه التفكير نفسه الكل وان بدؤوا لك مختلفين فهم في الحقيقة نسخة واحدة.. توجد شلل هي خير مثال على كفاح الطالب وعلى علو همته تجدهم يدرسون .. يجتهدون .. مناقشات جميلة .. كلام مفيد .. الدكاترة لا ينقطعون عن الإشادة بهم .. الاجريد في علو مستمر ... تجدهم وتجد فيهم الصديق المنتظر والأخ الحبيب هم الخير الذي ينتظر هم الذين لم ينبروا لليأس ولم يخضعوا للتفكير السائد في الكل .. تجدهم طليعة المتفوقين خير صاحب وخير جليس .. يبدأ الدكتور محاضرته وهم في إدراك وينتهي وهم في قمة الاستعياب .. تجد قلة ولكنهم الخير كله .. والسعد والهنا لمن كانوا من هذه الثلة الخيرة ...
في المسلسل الجميل ( رأفت الهجان ) استوقفتني عبارة قالها رأفت عن المجتمع الإسرائيلي (( هم مجتمع يعيش في قلق دائم .. وعشان كده بيحالوه يلجوا للحب وبنغرقوا فيه .. لأنه ما فيش حل تاني يزيل عنهم هذا القلق )) وهذه العبارة نقلتني مباشرة لمبنى الكلية وحين اغلب الطلاب والطالبات يحاولون أن يقيمون علاقة مع بعضهم { وإن اختلفنا في تصنيفها بين علاقة حب أو علاقة صداقة } وللحق فإن الكثير من الطلاب يتمنون أن يقيموا علاقة واحدة مع بنت من بنات الكلية وتجد بعض الطلاب لا هم له سوى النظر في تلك الطالبة أو تلك والأيام تمضي دون أن يحقق مبتغاه .. وبعضهم يتسلح بسلاح الجسارة والشجاعة ويتمتطي الفرس ليقول للفتاة أنا فارس أحلامك وان كان يكذب أو يرمي من ذاك مقصد آخر .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ....
يتبع بجزء ثانِ أن سمح الوقت بالكتابة