القاهرة: هيثم صلاح
"بعدما تم نقله إلى غرفة العناية المركزة، باتت حالته الصحية مستقرة، ولكن الزيارات ما تزال ممنوعة عنه بقرار من الطبيب المعالج". هذه الكلمات التي قالها "نبيل عتمان" مدير مكتب الكاتب الراحل أنيس منصور، عن حالة الأخير الصحية، كانت بمثابة القشة التي تعلق بها الوسط الثقافي المصري، فبنوا عليها آمالهم في خروج "منصور" من وعكته الصحية التي ألمت به إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد وآلام بالظهر، دخل على إثرها العناية المركزة.
ولم تمض ساعات حتى خرج "عتمان" مؤكدًا تدهور الحالة الصحية لأنيس منصور، ونقله سريعًا إلى غرفة العناية المركزة، التي فارق بداخلها الحياة عن عمر يناهز السابعة والثمانين عامًا؛ لتفقد الساحة الفكرية والأدبية والعلمية العربية، أديبا ومنظرا فكريا فلسفيا مهما، قدم إسهامات ومؤلفات نوعية للفكر الإنساني.
"أنيس منصور" الذي غيبه الموت عن عالم الصحافة الإبداع، في الحادي والعشرين من أكتوبر العام 2011، كان حريصًا على الدوام أن يصف نفسه بـ"الرجل القنوع"، الذي ليس له أي طموح مهني؛ ورغم ذلك منحته الأقدار منصب "رئيس تحرير" عشر مرات؛ منها: الجيل، وآخر ساعة، وأكتوبر، والعروة الوثقى، كما شغل منصب "رئيس مجلس إدارة" مرة واحدة لمجلة أكتوبر، وكان يكتب في الفترة الأخيرة من حياته العديد من المقالات لجريدتي: الأهرام، والشرق الأوسط.
وصدرت له العشرات من الأعمال الإبداعية؛ منها: "دعوة للابتسام"، "الكبار يضحكون أيضا"، "الذين هبطوا من السماء"، "الذين عادوا إلى السماء"، "زي الفل"، "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، "من أول السطر"، "يانور النبي"، "إنها كرة الندم"، "نحن أولاد الغجر"، "الوجودية"، "يسقط الحائط الرابع"، "كرسي على الشمال"، "قالوا وغيرها".
ويبدي عبر كتاباته تأثره الشديد بما حفظه من القرآن الكريم، واعتقاده بأن الفلسفة الوجودية منحته التواؤم مع الحياة، لأنها تماشت مع فرديته وانطوائه على ذاته، وخجله ونظرات عينيه التي لم تفارق الأرض.
هذا وقد حصد الكاتب الراحل العديد من الجوائز؛ أهمها: جائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي، وجائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث، كما حاز لقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن.
فراق ونعي
وفي نعيه لأنيس منصور، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. شاكر عبد الحميد، "إنه كان واحدًا من أكبر الكتاب الذين استطاعوا وببراعة أن يقربوا الثقافة العميقة إلى الناس ببساطة، عبر مقالاته التي تميزت بأسلوب سلس ورشيق ذي قدرة تعبيرية عالية، استطاع من خلالها أن يقدم المعلومة بجاذبية وبطرافة".
بينما قال الروائي بهاء طاهر: "خسرت الصحافة المصرية والعربية قلمًا نادرًا أسهم في تأسيس مدرسة أسلوبية خاصة في الكتابة الصحفية، ورغم اختلاف الكثيرين مع "منصور" في مواقفه أو أفكاره، إلا أن أحدًا لا يختلف على أنه كان صاحب قلم نادر، يستطيع من خلاله أن يصل إلى قارئه بأبسط الكلمات وأكثرها تكثيفًا".
فيما ألمح الناقد د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إلى أن الراحل كان واحدًا من قمم الثقافة العربية، فكان مفكرًا وأديبًا كبيرًا، بإمكانياته وإبداعاته، التي تضمن له البقاء أبدًا في خارطة الثقافة العربية.
وعن المواقف الشخصية التي جمعت بينه وبين "منصور"، قال عصفور: "أعرفه على المستوى الشخصي، فكان يتسم بالدماثة والانضباط حتى في أكله وكان يحافظ جدًّا على مواعيده وشكله، وكان أيضًا منضبط السلوك".
ويرى الروائي إبراهيم عبد المجيد، أنه واحد من كبار الكتاب في تاريخ الكتابة العربية؛ يمتلك أسلوبًا بسيطًا فيرسل لقارئه الفكرة بسهولة خالية من العوائق في إشارة منه إلى خوضه عدة تجارب حياتية منذ طفولته وشبابه في الجامعة مما أكسبه المعرفة الواسعة في الصحافة والأدب.
أما الكاتب مكاوي سعيد، فأشار إلى أن "أنيس منصور" كان يتسم بالأسلوب الساحر، فقد كان يكتب كتابات تدل على علم كبير وأسلوب شيق وبسيط، رغم أنني لا أتفق مع مواقفه السياسية خاصة من إسرائيل، لكن مقالاته لا يمكن أن نتجنبها، فهو ليس من الكتاب الذين أعجب بهم على المستوى الشخصي، لكن لا يمكن أن أغفل عن قراءة كتاباته، ورحيله هو خسارة للحياة الثقافية العربية.
وقالت الكاتبة سلوى بكر: "لا أستطيع أن أتذكر كثيرًا من إيجابياته، لأن لدي ملاحظات سلبية على كتاباته ومواقفه، خاصة موقفه من التطبيع مع إسرائيل، ومن معاهدة كامب ديفيد، وكتاباته ضد المرأة والتي تسيء للعلاقات الاجتماعية".
أكثر...
"بعدما تم نقله إلى غرفة العناية المركزة، باتت حالته الصحية مستقرة، ولكن الزيارات ما تزال ممنوعة عنه بقرار من الطبيب المعالج". هذه الكلمات التي قالها "نبيل عتمان" مدير مكتب الكاتب الراحل أنيس منصور، عن حالة الأخير الصحية، كانت بمثابة القشة التي تعلق بها الوسط الثقافي المصري، فبنوا عليها آمالهم في خروج "منصور" من وعكته الصحية التي ألمت به إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد وآلام بالظهر، دخل على إثرها العناية المركزة.
ولم تمض ساعات حتى خرج "عتمان" مؤكدًا تدهور الحالة الصحية لأنيس منصور، ونقله سريعًا إلى غرفة العناية المركزة، التي فارق بداخلها الحياة عن عمر يناهز السابعة والثمانين عامًا؛ لتفقد الساحة الفكرية والأدبية والعلمية العربية، أديبا ومنظرا فكريا فلسفيا مهما، قدم إسهامات ومؤلفات نوعية للفكر الإنساني.
"أنيس منصور" الذي غيبه الموت عن عالم الصحافة الإبداع، في الحادي والعشرين من أكتوبر العام 2011، كان حريصًا على الدوام أن يصف نفسه بـ"الرجل القنوع"، الذي ليس له أي طموح مهني؛ ورغم ذلك منحته الأقدار منصب "رئيس تحرير" عشر مرات؛ منها: الجيل، وآخر ساعة، وأكتوبر، والعروة الوثقى، كما شغل منصب "رئيس مجلس إدارة" مرة واحدة لمجلة أكتوبر، وكان يكتب في الفترة الأخيرة من حياته العديد من المقالات لجريدتي: الأهرام، والشرق الأوسط.
وصدرت له العشرات من الأعمال الإبداعية؛ منها: "دعوة للابتسام"، "الكبار يضحكون أيضا"، "الذين هبطوا من السماء"، "الذين عادوا إلى السماء"، "زي الفل"، "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، "من أول السطر"، "يانور النبي"، "إنها كرة الندم"، "نحن أولاد الغجر"، "الوجودية"، "يسقط الحائط الرابع"، "كرسي على الشمال"، "قالوا وغيرها".
ويبدي عبر كتاباته تأثره الشديد بما حفظه من القرآن الكريم، واعتقاده بأن الفلسفة الوجودية منحته التواؤم مع الحياة، لأنها تماشت مع فرديته وانطوائه على ذاته، وخجله ونظرات عينيه التي لم تفارق الأرض.
هذا وقد حصد الكاتب الراحل العديد من الجوائز؛ أهمها: جائزة كاتب الأدب العلمي الأول من أكاديمية البحث العلمي، وجائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث، كما حاز لقب الشخصية الفكرية العربية الأولى من مؤسسة السوق العربية في لندن.
فراق ونعي
وفي نعيه لأنيس منصور، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. شاكر عبد الحميد، "إنه كان واحدًا من أكبر الكتاب الذين استطاعوا وببراعة أن يقربوا الثقافة العميقة إلى الناس ببساطة، عبر مقالاته التي تميزت بأسلوب سلس ورشيق ذي قدرة تعبيرية عالية، استطاع من خلالها أن يقدم المعلومة بجاذبية وبطرافة".
بينما قال الروائي بهاء طاهر: "خسرت الصحافة المصرية والعربية قلمًا نادرًا أسهم في تأسيس مدرسة أسلوبية خاصة في الكتابة الصحفية، ورغم اختلاف الكثيرين مع "منصور" في مواقفه أو أفكاره، إلا أن أحدًا لا يختلف على أنه كان صاحب قلم نادر، يستطيع من خلاله أن يصل إلى قارئه بأبسط الكلمات وأكثرها تكثيفًا".
فيما ألمح الناقد د. جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إلى أن الراحل كان واحدًا من قمم الثقافة العربية، فكان مفكرًا وأديبًا كبيرًا، بإمكانياته وإبداعاته، التي تضمن له البقاء أبدًا في خارطة الثقافة العربية.
وعن المواقف الشخصية التي جمعت بينه وبين "منصور"، قال عصفور: "أعرفه على المستوى الشخصي، فكان يتسم بالدماثة والانضباط حتى في أكله وكان يحافظ جدًّا على مواعيده وشكله، وكان أيضًا منضبط السلوك".
ويرى الروائي إبراهيم عبد المجيد، أنه واحد من كبار الكتاب في تاريخ الكتابة العربية؛ يمتلك أسلوبًا بسيطًا فيرسل لقارئه الفكرة بسهولة خالية من العوائق في إشارة منه إلى خوضه عدة تجارب حياتية منذ طفولته وشبابه في الجامعة مما أكسبه المعرفة الواسعة في الصحافة والأدب.
أما الكاتب مكاوي سعيد، فأشار إلى أن "أنيس منصور" كان يتسم بالأسلوب الساحر، فقد كان يكتب كتابات تدل على علم كبير وأسلوب شيق وبسيط، رغم أنني لا أتفق مع مواقفه السياسية خاصة من إسرائيل، لكن مقالاته لا يمكن أن نتجنبها، فهو ليس من الكتاب الذين أعجب بهم على المستوى الشخصي، لكن لا يمكن أن أغفل عن قراءة كتاباته، ورحيله هو خسارة للحياة الثقافية العربية.
وقالت الكاتبة سلوى بكر: "لا أستطيع أن أتذكر كثيرًا من إيجابياته، لأن لدي ملاحظات سلبية على كتاباته ومواقفه، خاصة موقفه من التطبيع مع إسرائيل، ومن معاهدة كامب ديفيد، وكتاباته ضد المرأة والتي تسيء للعلاقات الاجتماعية".
أكثر...
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions