
ابتكر العلماء طريقة جديدة من أجل السيطرة على ارتفاع الكوليسترول الخطير، وذلك من أجل تخفيف حدة أمراض القلب وارتفاع الضغط الشرياني، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول العائلي الخطير، الذي يؤدي إلى أزمات قلبية وتوقف القلب المفاجئ.
يعتمد الجهاز الجديد على تصفية جزئيات الكوليسترول منخفض الكثافة، أو ما يدعى بالكوليسترول الخبيث، الذي تنتج عنه معظم الأمراض. وتتم التصفية عن طريق سحب الدم من الجسم وتمريره إلى دورة دموية خارجية تحتوي على مرشحة خاصة وجهاز ضخ خاص، يستطيع عزل الكوليسترول والخثرات الدموية عن بقية جزئيات الدم، ثم يعاد الدم إلى الجسم مرة أخرى.
وقالت الدكتورة ستيفني ماثيوس، من مستشفى ليندوف البريطاني قرب مدينة كاردف، بأن الجهاز الجديد يستطيع أن يصفي 65 في المائة من كوليسترول الدم لدى المرضى خلال جلسة واحدة.
وبينت الدراسات السريرية بأن الإنسان بحاجة إلى جلستين شهرياً من أجل التخلص من الكوليسترول الزائد، كل جلسة تدوم من ساعتين إلى ثلاث ساعات. وهذه الطريقة شبيهة جداً بغسل الكلية الصناعي، الذي يجرى للمرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي.
إذ يؤخذ الدم من أحد الأوردة ويضخ إلى جهاز تصفية يحتوي على أعمدة خاصة لمرور الدم، وبما أن الكوليسترول مادة خفيفة وشمعية تطفو على السطح، وتمتلك شحنة كهربائية خاصة، فإنه يمكن التخلص منها بسهولة، بعد ذلك يعاد الدم الصافي إلى الجسم عن طريق وريد آخر.
يتركب الكوليسترول من جزئيات بروتينية دسمة، حيث يقسم إلى أربعة أصناف رئيسية، هي الكوليسترول منخفض الكثافة والكوليسترول شديد الانخفاض في الكثافة، وهو أخطر أنواع الكوليسترول، أما النوعان الآخران، فهما الكوليسترول عالي الكثافة، وعالي الكثافة بشدة، وهذه الأنواع تعتبر من أنواع الكوليسترول الجيد أو الحميد في الجسم، حيث يقلل الكوليسترول عالي الكثافة من تأثيرات الكوليسترول الخبيث في الجسم. المعالجة الجديدة لا تناسب جميع المرضى، لكن يجب أن تجرى للمرضى الذين لديهم خطورة عالية للإصابة بأمراض القلب نتيجة لعدم القدرة في السيطرة على الكوليسترول بالدم من خلال الحمية الغذائية والأدوية.
ففي البداية يوضع المريض على الأدوية الخافضة للكوليسترول مثل زمرة الستاتين والفيبرات والحمية الغذائية ويستمر ذلك لمدة 6 أشهر تقريبا، وإذا بقي الكوليسترول مرتفعاً بشكل كبير، عندها يمكن تجربة طريقة تصفية الكوليسترول بالجهاز الجديد.
ويجب التنويه هنا ان الجهاز الجديد لا يخلو من المخاطر، أو التأثيرات الجانبية، مثل حدوث انحلال في الدم بسبب الأجهزة الصناعية، وحدوث خثرات دموية وصمامات هوائية وتبدلات في درجة حموضة الدم وبعض الاضطرابات الأخرى.
تحياتي
