أجواء رمضان الطيبة

    • أجواء رمضان الطيبة

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      هذه كلمات للرسول الكريم في خطبته لإستقبال شهر رمضان المبارك أضيفت فيها شرح لبعض النقاط

      "وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب"، هذا هو جوّ رمضان، فماذا نصنع بهذا الجوّ، وكيف نتحرك فيه؟

      ويأتي الجواب: "فسلوا الله بنيّات صادقة"، إذا اطّلع الله على عمقها، يرى منكم الصدق كلّ الصدق، وأنتم تناجونه وتعبدونه"وقلوب طاهرة"، طهّروا قلوبكم من الشرّ ومن الحقد والعداوة والبغضاء، فليكن قلبك في نقاء الثلج وبياض الصبح قلباً مفتوحاً على الله يحب عباد الله ليعمل معهم، ويحب الذين يختلفون معه ليهديهم، ويحبّ الذين يتفقون معه على البرّ والتقوى ليتعاون معهم.

      "أن يوفّقكم لصيامه"، والصيام هو هذه الحركة الروحية التي تعيشها في عقلك ليصوم عن كل أفكار الشر التي تعيشها في قلبك ليصوم عن كل عاطفة الشر، والصيام الذي تعيشه في جسدك ليصوم عن كل حركة الشر وأحاسيسه. فالصيام الذي يريده الله منا في شهر رمضان هو الصيام الصغير الذي يعدّك إعداداً روحياً وإرادياً من أجل الصوم الكبير، لأن هناك صوماً عن الطعام والشراب وبعض الشهوات في شهر رمضان، ولكن هناك صوم العمر كلّه في أن تصوم عن الخمر والقمار والزنا والكذب والسرقة والظلم والاستكبار وعن كلّ محرم.

      "وتلاوة كتابه"، أن تتلو القرآن من حيث أنك مسلم، فأن تكون مسلماً يساوي أن تكون قرآنياً، وأن يكون القرآن عقلك وقلبك وإحساسك وشعورك وبرنامجك وحركتك في نفسك وفي علاقتك بالحياة وبالإنسان الآخر، وفي كل مواقفك وكل ما تتحرك فيه.

      إن قراءة القرآن في شهر رمضان انطلقت أولاً من أنّ هذا الشهر أخذ قيمته من خلال نزول القرآن فيه، وأخذ القرآن موقعه الزمني من خلال نزوله في شهر رمضان، فكان هناك تفاعل بين القرآن في كل معانيه وروحيته وبين شهر رمضان فيما أودعه الله فيه، فكان القرآن رمضانياً في كل روحانية رمضان، وكان رمضان قرآنياً في كل روحانية القرآن وكل معانيه، فنحن بحاجة إلى أن ندخل بين هذين الخطين بين رمضان والقرآن لنعيش رمضان في القرآن ونعيش القرآن في رمضان، فإذا أردتم أن تعيشوا مع القرآن فإن عليكم أن تعيشوه في شوارعكم وفي بيوتكم وفي نواديكم وفي كل ساحات صراعكم، لأنّ للقرآن كلمة في ذلك كلّه. وهذا هو الذي يجعل لتلاوة كتاب الله في شهر رمضان معنى يتصل بثقافتك وإحساسك وإيمانك وبحركتك في الحياة.

      ويصل(ص) إلى تحذيرنا بأن لا نكون من الأشقياء، فيقول: "فإن الشقيّ من حُرِم غفران الله في هذا الشهر العظيم"، لأنه موسم المغفرة، حيث تتضاعف فيه المغفرة، وهو الشهر الذي يُعتِق الله فيه في كل ليلة ما شاء من النار، فعلينا أن نعدّ أنفسنا إعداداً روحياً إلهياً لنقرُب إلى الله أكثر، ولنحصل على رضوانه أكثر.



      تحياتي لكم نسأل الله التوفيق للجميع