مسقط - ش

حظيت السياحة الجيولوجية في السلطنة باهتمام كبير من المشاركين في المؤتمر العالمي الثالث للسياحة الجيولوجية من خلال تسليط الضوء على العديد من المقومات والإمكانيات التي تتمتع بها السلطنة.

وأشاد العديد من المشاركين بما تتمتع به السلطنة من إثراء المشاركين بأوراق عملهم في العديد من الجوانب التي يمكن استثمارها وتعزيزها، وأشاد العديد من الخبراء بدور وزارة السياحة لتنمية السياحة الجيولوجية من خلال تنمية الكهوف وغيرها من المشروعات الهادفة إلى استغلال السلاسل الجبلية وما تختزنه من مقومات طبيعية.

* السياحة الجيولوجية .. واجهة مستقبل السياحة

أكد البروفيسور روس داولينج ـ المشارك في تنظيم هذا المؤتمر: إن كل أنواع السياحة يمكن أن تصنف على أساس هجائي معين بالسياحة التي تعتمد على المظاهر اللاحياتية "Abiotic features" مثل: (التضاريس والمناخ) والمظاهر الأحيائية "Biotic features" مثل: (الحيوانات والنباتات) أو المظاهر الثقافية "Cultural features"الماضي والحاضر".

وأردف قائلا: أعتقد أن صناعة السياحة العالمية تؤدي عملا جيدا فيما يتعلق بتطوير وتفسير وترويج المظاهر الإحيائية والثقافية، ولكن في المجمل هناك غياب لفهم المظاهر اللاحياتية وهي العنصر الأكثر أهمية، وخاصة الجيولوجيا والتضاريس والمناظر الطبيعية.

وأشار البروفيسور داولينج إلى أن فكرة المؤتمر "رؤية الوجهات السياحية بشكل مختلف" تعكس الطريقة الأكثر شمولية التي يمكن من خلالها تطوير صناعة السياحة، وتفسير وتعزيز السياحة في مجالات طبيعية، اعتمادا على فهم أكثر اكتمالا لمصادر القوة الطبيعية للمنطقة، وسيكون هذا التوجه الأكثر شمولية تجاه السياحة على قدر كبير من الأهمية بالنسبة للمهتمين الجدد بالسياحة الذين يسعون للحصول على خبرات سياحية أكثر تثقيفا ووعيا.

وقال: السياحة الجيولوجية هي واجهة مستقبل السياحة، والدول المبدعة من بينها السلطنة تبنت بالفعل مظاهر جذب السياحة الجيولوجية.

* المناطق الجيولوجية بالسلطنة مجال لممارسة الكثير من الأنشطة السياحية

كما استعرض سالم بن عدي المعمري مدير عام التنمية السياحية بوزارة السياحة في بداية الورقة التي قدمها عددا من التساؤلات حول الأسباب التي كانت وراء اختيار السلطنة كمقصد للسياحة الجيولوجية والمناظر الطبيعية الخلابة، مشيرا إلى أن وزارة السياحة ما زالت في مرحلة تنمية هذا القطاع.

وتساءل المعمري: لماذا عمان مهمة ومميزة؟ وكيف يمكن تطوير هذا القطاع؟ مشيرا إلى أن البلاد دولة مميزة ومعترف بها على الصعيد العالمي، كما أن العمانيين يجيدون التعامل مع السياح ويمثلون بلادهم ويدركون أبعاد حضارتها التي تمتد إلى فجر التاريخ، حيث تحرص وزارة السياحة على الترويج للسلطنة كمقصد تاريخي وحضاري.

وأضاف المدير العام للتنمية السياحية بوزارة السياحة: إن السياحة البيئية تتطور بسرعة من خلال المقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة، وهي مقصد للسياح الذين يستمتعون بتجربة فريدة من نوعها تعطي زخما حضاريا.

ويشير المعمري إلى أن السياحة مميزة بالسلطنة بسبب التكوينات الجيولوجية التي تتميز بها البلاد، ومعروف أن التكوينات الجيولوجية في السلطنة متنوعة من الشمال إلى الشرق والجنوب، وفي كل منطقة تجد اختلافا جيولوجيا مثل: الجبل الأخضر الذي يبلغ ارتفاعه ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر، ومناظره الخلابة، وهناك أيضا جبل شمس حيث المنظر الطبيعي الجذاب، وحيث المناطق الطبيعية الخلابة التي تمس القلوب، بالإضافة إلى رمال الصحراء الشرقية في بني وهيبة وسهل صلالة الذي يعد من أهم محطات الجذب السياحي في فصل الخريف، هذا بالإضافة إلى وجود المياه العذبة من خلال نظام الأفلاج التي تتميز بها السلطنة، مثل: فلج دارس وفلج المالكي، وهو أسلوب حياة وهذا التناغم والتنوع في المزايا السياحية الفريدة أكثر ما تشتهر به السلطنة.

وأضاف: سنطور الإمكانيات الجيولوجية بالسلطنة سريعا، وبالإشارة إلى كهف الهوتة -على سبيل المثال- فإن هناك فريقا من 50 شخصا يعملون في هذا الكهف، وهذا ما يهمنا في وزارة السياحة وهو توفير فرص عمل للعمانيين في مثل هذه المواقع السياحية.

واختتم المعمري بالتأكيد على أن المناطق السياحية الجيولوجية التي تزخر بها البلاد تعد مجالا لممارسة الكثير من الأنشطة السياحية مثل تسلق الجبال.

* السلطنة غنية بالعديد من المواقع الجيولوجية

كما تناول د.محمود بن سيف المحروقي رئيس الجمعية الجيولوجية العمانية في ورقة عمله بعنوان: (سلطنة عمان: فرص وتحديات السياحة الجيولوجية) التراث الجيولوجي للسلطنة باعتباره أبرز الوجهات السياحية للسياحة الجيولوجية بالاشتراك مع الثقافة العمانية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ وكرم ضيافة الشعب العماني الأصيل، بالإضافة إلى جيولوجيا السطح والتكوينات الجيولوجية الفريدة التي تتميز بها السلطنة والتي تعد فرصة ذهبية لتطوير صناعة سياحية جيولوجية بارزة ورائعة في البلاد.

وأشار في ورقته إلى أنه يمكن استغلال عدد كبير من الاكتشافات الصخرية والحفرية لقيمتها العلمية وعمل رحلات ترفيهية لها في نفس الوقت، وهذا القطاع موجه بشكل محتمل تجاه مؤسسات تعليمية ومراكز أبحاث محلية وإقليمية ودولية.وأوضح أن بعض المواقع الجيولوجية القريبة من المدن والقرى تحتاج إلى اتخاذ إجراءات مباشرة وخطوات كافية من قبل السلطات لحمايتها وتطويرها كحدائق جيولوجية.

كما أشار في ورقته إلى قوله: نحن في السلطنة بحاجة إلى مواقع للسياحة الجيولوجية من خلال المسوحات وتحديد هذه المواقع ونقترح إنشاء حدائق جيولوجية، كما إننا بحاجة إلى خطط تنموية ومراجعة للتشريعات القائمة ونحسن من المنشآت والمطاعم وأن نعزز الشباب على السياحة الجيولوجية من خلال الحملات في المدارس والجامعات وتوفير مراكز للمعلومات السياحية للسائح.

* السياحة الجيولوجية تعزز من فرص العمل للشباب

وأوضح البروفيسور صبحي ناصر في ورقته (السياحة الجيولوجية في جبال عُمان) بأن السياحة الجيولوجية مرتبطة بالمواقع والمناطق الجيولوجية وهي تعني أشكال إعادة ترميم السياحة، مشيرا إلى أن السياح الجيولوجيين هم الأخصائيون والطلبة والمؤرخون والفنانون.

وقال: إن السياح بطبيعتهم مستهلكون ينفقون الكثير من المال وهؤلاء يعدون من السياح المهمين بالنسبة للسلطنة.

وفي السلطنة -على سبيل المثال- العديد من السياح يذهبون لارتياد المناطق الخلابة التي تشتهر بها السلطنة مثل: جبل شمس والجبل الأخضر، يذهبون من باب الفضول لأنهم سمعوا أو شاهدوا هذه المواقع من خلال مقال أو برنامج تليفزيوني والبعض منه يذهب لاختبار التجربة الثقافية والتقاط الصور أو كتابة القصص وتوسيع هذه الخبرة الثقافية وكتابة كتب مخصصة في هذا المجال وهذه النوعية من السياحة يمكن أن توفر فرص عمل للشباب وتعزز من التنمية السياحية في السلطنة.

أكثر...