القاهرة - ش

أعربت جماعة الإخوان المسلمين عن خيبة آمالها من خروج بعض الأحزاب والقوى السياسية من التحالف الوطني، والذي كان من المقرر التقدم من خلاله بقائمة واحدة، تضم كل قوى التحالف لخوض الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها أواخرشهر نوفمبر المقبل. قالت الجماعة إنهم لم ينقضوا الاتفاق الذى أبرم بينهم وبين قوى التحالف الأخرى، بل التزموا بكل نصوصه، معللة ذلك بأنها جعلت من منصتها فى ميدان التحرير منبراً لكل القوى والأحزاب والتيارات.

وأرجعت الجماعة إلى أن من خرجوا على هذا الاتفاق، ظهرت شعاراتهم ولافتاتهم أنهم يغردون خارج السرب مرجعة تلك التصرفات بسبب المعاناة الناتجة عن العزل السياسي لهذه القوى الإسلامية لمدة ثلاثين عاما بالإضافة إلى السخرية من المظاهر الإسلامية التي تصدر غالبا من بعض المتطرفين العلمانيين.

وفى ذلك السياق شددت الجماعة أن مصر هويتها إسلامية ممتدة الجذور، لا يستطيع أحد أن يمسها بسوء، كما أنه يوجد إجماع شعبي من المسلمين والأقباط على أحكام و مبادئ الشريعة الإسلامية، ووصفت الجماعة الفصائل الإسلامية الأخرى بالغرور قائلة: ولا يغرنكم كما لا يغرنا كثرة العدد ووفرة الأتباع، وأولى بنا جميعاً أن نتواضع لله أولاً ثم لإخواننا فى الوطن، وأن نحترم المبادئ والقواعد التي تجمعنا جميعاً فى توافق وطني، كما دعت الجماعة التيارت السياسية الأخرى احترام مقدسات الشعب وإرادته، وأن يلتزموا بالمبادئ الديمقراطية الحقة.

وطالب محمد سلامة عضو حزب الحرية والعدالة، إلى تقوية الرباط بين الإخوان والأقباط، وتماسك النسيج الوطني منددا بما كان عليه الأقباط من الانعزال السياسي خلال نظام الرئيس السابق ملتمسا لهم العذر، كما طالب سلامة بإنشاء مشروعات خدمية مشتركة تجمع بينهم لتقوية عروة الثقة، لكي يعرف القاصي والداني أن الإخوان والأقباط يد واحدة، من أجل التراب الوطني غير أن سلامة أشاد بالأقباط واصفا إياهم بأن لهم دورا أساسيا ومحوريا في نهضة البلاد.

وأوصى سلامة بإقامة مركز ثقافي يحتوي على تاريخ الإخوان مع الأقباط، ويكون مزاراً ثقافياً مهماً يمكن الرجوع إليه لفضح فلول النظام السابق الذي يثير الفتن ويطلق الشائعات، جاء ذلك خلال حوار الإخوان والأقباط معا من أجل نهضة مصر الذي أقيم بنقابة الصحفيين.

وعلى الجانب الآخر، قال ممدوح رمزي الناشط السياسي القبطي: إنه لا يوجد أي موانع من الحوار بين الأقباط والإخوان، إذا كان ذلك ضمن المشروع الوطني، وفى إطار فكرة المواطنة التي لاتفرق بين المسلم والمسيحي ولا أحد ينتقص من حقوق الآخر.

وشجب رمزي أحداث جمعة 7 أكتوبر، والذي اعتبرها استعراض للقوة، مشبها إياها بطالبان وما حدث في إيران أثناء الثورة الإسلامية، مضيفا بأنه يشعر بالأسى إذا استمروا على هذا النهج، فسوف يكون خطرا كبيرا على الثورة، وقد يحدث انتكاسة، وبالرغم من ذلك قال رمزي: نحن عازمون على حمل ثورتنا المصرية حتى تحقق أهدافها. كما خاطب السلفيين موضحا: عليكم بالانسحاب إذا لم تشاركوا في إطار سياسي، فلا يوجد في الإسلام نظام الدولة الدينية.

أكثر...