القدس المحتلة - نظير طه - زكي خليل

بعيداً عن المسار الذي اشتقته رام الله في التوجه إلى مجلس الامن التابع للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، عقدت اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في عملية السلام بالشرق الأوسط، أمس الاثنين، اجتماعين منفصلين مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في القدس وذلك في احدث جهد لاستئناف عملية السلام. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند في تصريحات سابقة "سنعمل خلال الاجتماع على تشجيع الطرفين على تقديم مقترحات محددة بشأن الأرض والمخاوف الأمنية". وشددت نولاند على أن "هذا هو هدفنا على الدوام، وكذلك مساعدتهم في التوصل الى حل بعض الملفات التي كانت صعبة خلال الأسابيع الأخيرة"، وذلك في الوقت الذي ارتفعت فيه حدة النزاع بين الطرفين ولا سيما بعد تقديم الفلسطينيين طلبا إلى مجلس الأمن الدولي للحصول على العضوية الكاملة لدولتهم في المنظمة الدولية.

من جانبه أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباسمرة اخرى التزام الجانب الفلسطيني بعملية السلام، واستعداده للتعاون مع اللجنة الرباعية في كافة القضايا، وذلك من أجل إنقاذ العملية السلمية وجدد الرئيس التأكيد على ضرورة وقف الاستيطان والقبول بمبدأ حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، من أجل استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وشدد الرئيس خلال استقباله بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، ممثل روسيا الاتحادية لدى السلطة الوطنية الكسندر ريديكوف، على أن المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة اتخذ لإنقاذ عملية السلام والتأكيد على مبدأ حل الدولتين، وليس الهدف منه نزع الشرعية عن أحد أو عزل إسرائيل. من جهة أخرى ذكرت مصادر إسرائيلية، أن اللجنة الوزارية الإسرائيلية المصغرة (الثمانية) ستقرر تحويل عائدات الضرائب للسلطة الفلسطينية بعد أن تم تجميدها في أعقاب قبول فلسطين عضوا كاملا في اليونسكو وكان وزراء 'الثمانية' في الحكومة الإسرائيلية قد قرروا تجميد تحويل الأموال والإسراع في بناء 2000 وحدة سكنية في القدس الشرقية 'كعقاب' للفلسطينيين على توجههم لليونسكو والحصول على العضوية الكاملة.

ووفقاً للمصادر فإنه سوف يتقرر تحويل هذه الأموال البالغة ما يقارب 100 مليون دولار، حيث تبلغ عائدات الضرائب الفلسطينية هذا المبلغ شهريا، وتحاول الحكومة الإسرائيلية التأثير على قرارات السلطة الفلسطينية من خلال تأخير تسليم هذه الأموال أو تجميدها لفترات محددة، وذلك تحت ذرائع إقدام السلطة الفلسطينية على خطوات أحادية الجانب. هذا وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين د. صائب عريقات قبيل الاجتماع "سنجتمع مع ممثلي اللجنة الرباعية في مقر الأمم المتحدة في القدس الشرقية المحتلة" وأضاف"سنقوم بشرح مواقفنا. إن رؤيتنا للسلام تتماشى مع القانون الدولي والاجماع الدولي. ورسالتنا هي أنه لكي يسود السلام، لا بد من المساءلة ومحاسبة الخارجين عن الشرعية الدولية". وذكر ان الوفد الفلسطيني سيناقش " بناء المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبخاصة في القدس الشرقية المحتلة وما حولها، بالاضافة الى السياسات التي تتبعها دولة إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين، فضلا عن إرهاب الدولة الذي يمارسه المستوطنون ضد شعبنا الأعزل ". وأكد عريقات على انه "طالما استمرت إسرائيل في انتهاك الاتفاقيات السابقة، بما في ذلك التزاماتها بتجميد المستوطنات ووقف الهجمات ضد شعبنا، فإن استئناف المفاوضات غير ذي جدوى".

و يحضر الاجتماع مع ممثلي اللجنة الرباعية كل من عريقات وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. محمد اشتية، بالإضافة إلى مستشارين فنيين من مكتب المفاوضات التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.

من جانب آخر أكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، حرص السلطة الوطنية الفلسطينية على العمل والتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي، في سعي الفلسطينيين للحصول على عضوية دولتهم الكاملة في الأمم المتحدة. وقال في رسالة بعث بها إلى أكمل الدين إحسان أوجلي، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أمس إن السلطة الوطنية متمسكة بخيار العمل والتنسيق مع المنظمة في كافة المحطات والتوجهات. وقالت منظمة التعاون الاسلامي في بيان لها إن "رسالة المالكي تأتي استمرارا للتنسيق المتواصل بين (التعاون الإسلامي) والفلسطينيين من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".

وعبّر وزير الخارجية الفلسطيني عن شكره وتقديره للدور الذي قامت به المنظمة في التصويت الذي جرى في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الشهر الماضي، والتي أسفرت عن قبول عضوية فلسطين الكاملة لدى المنظمة الدولية.

كما أكد المالكي أن هذا الإنجاز جاء ثمرة للتعاون بين الجانب الفلسطيني والدول الأعضاء بـ (التعاون الإسلامي) والمتمثلة في الأمانة العامة للمنظمة وبعثتها الدائمة لدى اليونسكو.

وفي السياق نفسه، قالت مصادر مطلعة في منظمة التعاون الإسلامي، إن الأمين العام للمنظمة مصمم على المضي في التنسيق وتقديم الدعم للجهود الفلسطينية في المحافل الدولية، منوهة بأن (عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة) باتت جزءا من عمل الأمين العام للمنظمة في أنشطته التي يعقدها داخل مقر الأمانة العامة بجدة، ورحلاته إلى عواصم الدول الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة.

من جانبها؛ ذكرت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ، أن اللجنة الوزارية الإسرائيلية المصغرة (الثمانية) ستقرر خلال الساعات القادمة تحويل عائدات الضرائب للسلطة الوطنية بعد أن تم تجميدها في أعقاب قبول فلسطين عضوا كاملا في اليونسكو. وكان وزراء 'الثمانية' في الحكومة الإسرائيلية قد قرروا تجميد تحويل الأموال والإسراع في بناء 2000 وحدة سكنية في القدس الشرقية 'كعقاب' للفلسطينيين على توجههم لليونسكو والحصول على العضوية الكاملة. وقالت 'معاريف' امس، إن وزير المالية الإسرائيلي يوبل شتاينتس قد طالب بوقف كلي لتحويل الأموال، لكن وزير الأمن الإسرائيلي عارض هذا الموقف، ومن المتوقع أن يقرر 'الثمانية' تحويل الأموال والبالغة 400 مليون شيكل(120 مليون دولار).

أكثر...