ويعشقها
أحمد حسيـن أحمد
عن الغفوري وقصيدة نعم أشقى بهذا البئر
قلت له: أبدعت
أنتَ النارُ تلهب بين أسواري
فقال: الشاعر الجميل أحمد حسيـن
بل أنت من يضرم الحروف حتى تاكل القصيدة.. فلا نجد ما نرتديه لها سوى الرماد.. لا بقي على شئ
١
ويعشقها
وينسى إنّـنا في غفلةٍ
كنّــا عشقناها معاً
أيامَ ذي قارِ
تودّعــهُ
عـــلى ركبِ المغولِ
فيقــتفي أثراً لبــحّارِ
إذا أرّجــعتَ
أزمانَ الدجــى المغموس بالعارِ
ستلقاها
تـصّــلي عند شاهدةٍ لقبرٍ
في المدى العاري
هناكَ تُراقص الاشجارَ
تنزعها مــن الماموثِ
في داري
تراها بيــن هذا الصدر والاضلاع
والساري
تمنّــطقت ْالمــُدى عُدداً
على ظهرِ الجمالِ
وخيبةُ الآمالِ نحصدها
كمــا حصدتْ قرانا
لهبةُ النارِ
٢
ستعرفها
وتعرفـــــها تُخومُ الربعِ
عندَ نُهيرنا الجاري
تُعــاقرُ خمرةَ الحاخامِ
تـــرشفهـــا طيورُ البومِ والزوّارِ
والشاري
سقوطاً أيها العربيُ
باسِـلُـها هزيلٌ
والعلا سـقْـطٌ لأشجارِ
توضّــأ أطهرُ الأطهارِ بالروثِ
الــــــــذي في ثوبِ حمّــارِ
ولا من وردةٍ حمراء ترمقُ
عاشقاً ناري
كــواهُ الـــعشقُ حتّى بانَ نابضهُ
يُجــسُّ النبضَ بالقارِ
فيسترخي الدجى
ينهارُ ـبيـــنَ السورِ والدارِ
٣
أنا من بيـن أسلاك الهجيرةِ
أينعتْ لغتي
وهــــلْ للصارخِ المنكوبِ
ألاّ زَورةَ الجار
أيا مــــعصوبة العينيــنِ لا تهبي
نجوماً خاملاتٍ
خفقَ أشعاري
فلمْ تبقَ الاغاني مثلما عرفوا
ولا تلكَ البوادي
ناشدتْ ثاري
تهجّــدَ عــند مسجِـدنا العتيق
سلالةٌ للنورِ وهي
الحارثُ الذاري
ستعلو مثل خابيةٍ
سلاها النورُ
فاحتاطتٌْ بقيثارِ
ألمانيا ١٩/١٠/٢٠٠٣
٤
وقيلَ بانّهــا تلهو
بعزفٍ خافت الأسماعِ
مـن صخرٍ وأحجارِ
ستبقى هــكذا حتْى يشاء اللهُ
قولاً نافذاً
فيــهــــزّنا ما دبــرَّ الباري
أ نــــا يــا بـاسقُ الأشـجارِ محشـــوٌّ
بـطيــنِ الأرضِ والبارودِ والنارِ
ســـأنفثُ فيلقَ الأحزان في حرفي
فتشتعلُ البرية خندقاً للحقدِ
أنفـــثها كسـحّــارِ
لعــلَّ تميمتي والحرفُ أبهى
من أزيز الطلقِ
إذْ أطــلقتُ أقماري
تـجوبُ البيدَ والثكناتَ ترصدها
كـما رصدتْ دياري عـُـــــصبةُ التخريبِ
فاحتكمتْ بأقداري
كذلكَ يــصنعُ العربيُ تأريخاً
فــيــبدل مَـْن طغى منـّا
بكرّارِ
ألمانيا ٢٠/١٠/٢٠٠٣
٥
لـكَ الحسراتُ أُقرِضها حواراً
لفَّ أوزاري
أيا مروانَ
يابنَ المهجة الساري
بــــــــليلٍ داجـنٍ داجٍ
تدحْـرجنا
وكنتَ تخاطب الآبارَ
تحرسها
كبيّارِ
حصاةً
تغسلُ الأنهارَ في شوقي
وتشربُ جــلَّ أمطاري
سلوتَ ســنابلَ الأحشاءِ
واستــــحلفتَ مزماري
عسى ويحفّــنا الثوارُ
في خمّــارةِ البارِ
فــــنســلو رجعَ قافيةٍ
تــماهــتْ بيــنَ أقطاري
٦
تَقــــــوّض باطنُ الأفكارِ في ذهني
وصــارَ الشعرُ قاموساً لأفكاري
أنا يا أيـــهـا القَبليُ محشورٌ
بجحرِ الحرفِ
أخرُجُنـي بســنّارِ
أصّــنعُ نهضةً للقومِ
إذّ نامــوا على ضيمٍ وإصرار
علـــى نـومِ الضحى في حضنِ خنّـاقٍ
لــنا قدْ داهمَ الربعاتَ بالنارِ
فــلا تتوهمَ الــــغازيـن بنّائيـن جاءوا للبنِا
بلْ هُم أصابوا البئرَ
ولـــتسقى الربوعُ حصى
مــن بيـن صبّـارِ
نعـــــم ، فلتشقَ يا مروان
في بئرِ الشقاءِ
وإنّني أسرى بي الإعياءُ
محمولاً بسيّــارِ
ألمانيا ٢١/١٠/٢٠٠٣
أحمد حسيـن أحمد
عن الغفوري وقصيدة نعم أشقى بهذا البئر
قلت له: أبدعت
أنتَ النارُ تلهب بين أسواري
فقال: الشاعر الجميل أحمد حسيـن
بل أنت من يضرم الحروف حتى تاكل القصيدة.. فلا نجد ما نرتديه لها سوى الرماد.. لا بقي على شئ
١
ويعشقها
وينسى إنّـنا في غفلةٍ
كنّــا عشقناها معاً
أيامَ ذي قارِ
تودّعــهُ
عـــلى ركبِ المغولِ
فيقــتفي أثراً لبــحّارِ
إذا أرّجــعتَ
أزمانَ الدجــى المغموس بالعارِ
ستلقاها
تـصّــلي عند شاهدةٍ لقبرٍ
في المدى العاري
هناكَ تُراقص الاشجارَ
تنزعها مــن الماموثِ
في داري
تراها بيــن هذا الصدر والاضلاع
والساري
تمنّــطقت ْالمــُدى عُدداً
على ظهرِ الجمالِ
وخيبةُ الآمالِ نحصدها
كمــا حصدتْ قرانا
لهبةُ النارِ
٢
ستعرفها
وتعرفـــــها تُخومُ الربعِ
عندَ نُهيرنا الجاري
تُعــاقرُ خمرةَ الحاخامِ
تـــرشفهـــا طيورُ البومِ والزوّارِ
والشاري
سقوطاً أيها العربيُ
باسِـلُـها هزيلٌ
والعلا سـقْـطٌ لأشجارِ
توضّــأ أطهرُ الأطهارِ بالروثِ
الــــــــذي في ثوبِ حمّــارِ
ولا من وردةٍ حمراء ترمقُ
عاشقاً ناري
كــواهُ الـــعشقُ حتّى بانَ نابضهُ
يُجــسُّ النبضَ بالقارِ
فيسترخي الدجى
ينهارُ ـبيـــنَ السورِ والدارِ
٣
أنا من بيـن أسلاك الهجيرةِ
أينعتْ لغتي
وهــــلْ للصارخِ المنكوبِ
ألاّ زَورةَ الجار
أيا مــــعصوبة العينيــنِ لا تهبي
نجوماً خاملاتٍ
خفقَ أشعاري
فلمْ تبقَ الاغاني مثلما عرفوا
ولا تلكَ البوادي
ناشدتْ ثاري
تهجّــدَ عــند مسجِـدنا العتيق
سلالةٌ للنورِ وهي
الحارثُ الذاري
ستعلو مثل خابيةٍ
سلاها النورُ
فاحتاطتٌْ بقيثارِ
ألمانيا ١٩/١٠/٢٠٠٣
٤
وقيلَ بانّهــا تلهو
بعزفٍ خافت الأسماعِ
مـن صخرٍ وأحجارِ
ستبقى هــكذا حتْى يشاء اللهُ
قولاً نافذاً
فيــهــــزّنا ما دبــرَّ الباري
أ نــــا يــا بـاسقُ الأشـجارِ محشـــوٌّ
بـطيــنِ الأرضِ والبارودِ والنارِ
ســـأنفثُ فيلقَ الأحزان في حرفي
فتشتعلُ البرية خندقاً للحقدِ
أنفـــثها كسـحّــارِ
لعــلَّ تميمتي والحرفُ أبهى
من أزيز الطلقِ
إذْ أطــلقتُ أقماري
تـجوبُ البيدَ والثكناتَ ترصدها
كـما رصدتْ دياري عـُـــــصبةُ التخريبِ
فاحتكمتْ بأقداري
كذلكَ يــصنعُ العربيُ تأريخاً
فــيــبدل مَـْن طغى منـّا
بكرّارِ
ألمانيا ٢٠/١٠/٢٠٠٣
٥
لـكَ الحسراتُ أُقرِضها حواراً
لفَّ أوزاري
أيا مروانَ
يابنَ المهجة الساري
بــــــــليلٍ داجـنٍ داجٍ
تدحْـرجنا
وكنتَ تخاطب الآبارَ
تحرسها
كبيّارِ
حصاةً
تغسلُ الأنهارَ في شوقي
وتشربُ جــلَّ أمطاري
سلوتَ ســنابلَ الأحشاءِ
واستــــحلفتَ مزماري
عسى ويحفّــنا الثوارُ
في خمّــارةِ البارِ
فــــنســلو رجعَ قافيةٍ
تــماهــتْ بيــنَ أقطاري
٦
تَقــــــوّض باطنُ الأفكارِ في ذهني
وصــارَ الشعرُ قاموساً لأفكاري
أنا يا أيـــهـا القَبليُ محشورٌ
بجحرِ الحرفِ
أخرُجُنـي بســنّارِ
أصّــنعُ نهضةً للقومِ
إذّ نامــوا على ضيمٍ وإصرار
علـــى نـومِ الضحى في حضنِ خنّـاقٍ
لــنا قدْ داهمَ الربعاتَ بالنارِ
فــلا تتوهمَ الــــغازيـن بنّائيـن جاءوا للبنِا
بلْ هُم أصابوا البئرَ
ولـــتسقى الربوعُ حصى
مــن بيـن صبّـارِ
نعـــــم ، فلتشقَ يا مروان
في بئرِ الشقاءِ
وإنّني أسرى بي الإعياءُ
محمولاً بسيّــارِ
ألمانيا ٢١/١٠/٢٠٠٣