مسقط-عبد الرزاق الربيعي

الكتابة الشعرية انعكاس للواقع ومتغيراته، حيث يرصد الشاعر هذه المتغيرات وكما يقول الشاعر عبدالله الحارثي"الشعر هو مرآة المجتمع وهو الأداة الحية النابضة بالمعاني الجميلة للتعبير عن المشاعر الجياشة ونقل التهاني والأماني وعبارات الشكر والوفاء والعرفان وهو الديوان الذي يحفظ للأمم والشعوب فخرهم واعتزازهم بحضاراتهم وأمجادهم وقد تجلى ذلك في الملاحم والمعلقات الموثقة " .

ولم يقف الشاعر العماني بمعزل عن هذه المتغيرات حيث رصد التحولات التي شهدتها السلطنة بعد النهضة المباركة يقول الحارثي في كتابه"القلائد الأدبية في عقود النهضة العمانية " لقد تغنى الشعر والشعراء في هذا الوطن الغالي وقائده العظيم وانسابت أشعارهم بين حناجر المنشدين يرددونها بأعذب الألحان هذه النهضة الشاملة التي عمت كل مناحي الحياة في عمان الخير والعطاء والتي انطلقت لخدمة ورفاهية الإنسان العماني باعتباره هدف التنمية ومحركها في آن معا.

والعمانيون حينما يستقبلون المناسبات السعيدة فإنهم يبتكرون الوسائل المناسبة للتعبير عن بهجتهم وفرحتهم وحبهم لوطنهم وقيادتهم الحكيمة فكانت هذه النهضة مصدرا ملهما للشعراء ،تقول د.سعيدة بنت خاطر في أغنية "وحي الإلهام"التي أداها أحمد الحارثي

بلادي تغنى بها الملهمون

وألهمت الطير فوق الغصون

وهام الجمال بأرجائها

فألقى على الأرض سحر الفتون

هنا عانق المجد شم الجبال

وفعل الرجال تحدي المحال

بلادي سلمت ونحن الفدا

وقال الاله شرور العدا

ضياؤك قابوس بدر الدجى

سخي تقي عظيم الفدا

وهكذا جاءت نصوص الشعراء العمانيين لتعبر عن هذا الحب والبهجة يقول الشاعر سعيد الصقلاوي:

تهل من شرفات النجم تهدينا

آلاء مجدك يا أسمى معانينا

تعلقت بردا كالشهب باذخة

واستحكمت بمراسي الهدي توطينا

قابوس ياغدق نحياه في دمنا

ياموكب البشر يامجلي مرائينا

من نهر حبك قد فاضت أمانينا

وأزهرت في ضفاف الدهر نسرينا"

ويتحدث الشاعر ذياب بن صخر العامري عن دروب المعالي التي سلكها العمانيون بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الذي قاد المسيرة نحو العلا فيقول:

بقابوس تزدان الديار وتسعد

وتسمو طموحات الرجال وتصعد

بقابوس نرتاد المعالي دونما

توان لنا فوق السماكين مقصد

ونمضي سراعا نحو تحقيق غاية

فدرب العلا والعز والمجد ننشد

عمانية الأبعاد شعت على الدنى

تضيء دياجير الوجود وتوقد

ويعلو صوت الشاعر عمر محروس مترنما بأعذب الكلمات:

لقابوس ماتشدو القوافي جميعها

وللفخر من أفعاله فوق ماتملي

أتانا وكان الليل يعصر بعضه

وللخوف رايات من الفقر والجهل

فأشرق وجه الصبح من وجهه الذي

أضاء برايات من العلم والبذل

فلله ياقابوس وعدا وعدته

غدا حاضرا يزهو بأردية الفضل

إنها البشرى التي جاءت ذات فجر ،لتزف إلى الأرض هذا الخبر السار , يقول الشاعر مسعود الحمداني:

وجاءت من وراء الغيب بشرى

ويحملها الى الأرض الحمام

فكانت نهضة السبعين فتحا

على خطواتها سار الأنام

يباركها اله العرش دهرا

ويحمي عز سيرتها حسام

هو القبس المبارك في سماء

هو المجد المؤيد لا يضام

هو النجم الذي يهدي البرايا

اذا ضلت مراكبهم وهاموا

هو السلطان قابوس المفدى

له في كل مكرمة مرام "

وتقول الشاعرة هاشمية الموسوي

همت في عشق قصيدي

مرسلا أحلى نشيدي

نرتوي ذا اليوم شهدا

أطربينا ياسماء ساحرة

مقدم الميمون عين ساهرة

ذاك قابوس المفدى

دام في خير تمدا

عطر الواحات وردا

وهكذا تعطرت الكلمات وتنشد كلمات المحبة والوفاء للنهضة وقائدها .

أكثر...