يوم مجيد فى حياة العمانيين أراء الكتاب الشبيبة

    • يوم مجيد فى حياة العمانيين أراء الكتاب الشبيبة

      * "هنيئا لشعب عمان بمسيرته النهضوية المباركة بفضل الله وتوفيقه، بتأكيد جلالته على أن المستقبل المشرق المحقق للتقدم والنماء والسعادة لا يبنى إلا بالهمم العالية والعزائم الماضية والصبر والإخلاص والمثابرة "

      * أحمد المرشد

      ينتظر العمانيون شهر نوفمبر من كل عام وتحديدا يومه الثامن عشر الذي يعد بداية عصر التنمية والاستقرار وتدشين مرحلة الدولة العصرية وبدء حياة المستقبل، فالعمانيون يتذكرون هذا اليوم ويسترجعون معه الاحلام والاماني التي تحولت كلها الى واقع يعيشه هذا الشعب الشقيق في ظل قيادة انعم عليها المولى عز وجل بالفطنة والحكمة ورجاحة العقل وحب الوطن والمواطن، وكل هذه الصفات توفرت في جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الشقيقة. فالسلطان قابوس الذي ندعو الله ان ينعم عليه بموفور الصحة والهناء وطول العمر، دشن دستورا لبلاده العامرة من كلماته التي تقاس بالذهب ، فهذا الكلمات تعد دستورا ومنهاجا للعمل الوطني، فجلالته يحدد في خطاباته السامية الأولويات على مختلف الساحات على ضوء سياسات وبرامج الرؤية المستقبلية التي تتوالى خطط تنفيذها بمشاركة جموع العمانيين رجالا ونساء وشبابا . وتنطلق رؤية السلطان قابوس على اعتبار ان الانسان العماني هو مفردة البناء وجوهره، وهو الغاية المنشودة وراء كل تنمية وتحديث.

      لقد تطلبت عملية التنمية وبناء سلطنة عمان كدولة عصرية جهدا عظيما ومتكاملا ومنتظما محدد الأهداف والمراحل، فكانت البداية توفير كل أسباب النجاح عبر النهج الاستراتيجي في التفكير والتنفيذ وتسخير الطاقات والواقعية والتدرج واشراك المواطن العماني المعطاء في مختلف أوجه ومراحل التنمية. ويتسق هذا مع رؤية السلطان قابوس السياسية والاقتصادية والاجتماعية : "نجدد العزم بمدد متواصل منه تعالى، وسند دائم منكم على دفع المسيرة المباركة نحو مزيد من الازدهار والاستقرار والتطور والعمران يكفل لكل ربوع هذا البلد الطيب التقدم والارتقاء ان شاء الله".

      ومعروف ان جلالة السلطان قابوس يضع شعبه أمام مسؤولياته، ورغم الانجازات الرائعة فى حياة العمانيين على مدى 41 عاما هي عمر تاريخ عمان الحديث ، يذكرهم جلالة السلطان بأن الدرب طويل والغاية بعيدة.. ولكنها الثقة في أن هذا الوطن الغالي يملك من المقومات الحضارية والتاريخية، ومن الآمال والتطلعات المستقبلية، ما يمكنه إن شاء الله، من إنجاز سياساته الداخلية والخارجية التي اتضحت معالمها، وتأكدت ثوابتها في ظل قيادة السلطان قابوس.

      وكما ذكرنا فى البداية ، كان الانسان والمواطن في مقدمة الاولويات وجوهر عملية البناء ، فقد حدد السلطان قابوس الأهداف الأساسية للعمل الوطني في سلطنة عُمان منذ اليوم الاول للحكم الرشيد، ومن اجل هذا الانسان كان تطوير الموارد البشرية و الطبيعية وانشاء البنيــــــــة الأساسية وإقامة دولــــة المؤسسات. فالقيادة العمانية وضعت على مدى السنوات الاحدى والاربعين الماضية ، نصب عينيها توفير الحياة الكريمة للانسان العماني الذي يعتبر هدف التنمية الشاملة وثروتها الحقيقية التي لا تنضب. تلك التنمية التي لم تهتم بالجانب الاقتصادي فقط، بل صبت جزءا كبيرا من الاهتمام على الجانب الاجتماعي والمتمثل في اعطاء الأولوية لتقدم الانسان من الناحية الاجتماعية وتوفير احتياجاته الأساسية. ويدخل فى تعظيم قيمة الانسان تدشين مبادئ حكم وسيادة القانون واستقلال القضاء واحترام حقوق المواطنة وقيم العدل والمساواة ، فهي من أهم الأسس التي وضعها ورعاها السلطان على امتداد السنوات الماضية لتكون أساساً صلباً للعمل الوطني في كل المجالات.

      والانسان في فكر السلطان قابوس يمثل قاعدة البناء الحضاري وأصله الاصيل وبدونه لا تقوم حضارة يرجى لها التطور والاستمرار، والانسان هو حجر الزاوية على اعتبار أن أية تنمية بدون اسهام الانسان تظل ناقصة لاحد اركانها الحيوية. ويركز جلالته في احاديثه على الانسان والارتقاء بفكره وعطائه حتى يكون اسهامه في خدمة الوطن مميزا وحاضرا بقوة وليس فقط متفرجاً سلبيا تجاه ما يدور في بلده من تنمية سريعة وشاملة.

      ولذا يؤكد بفكره المستنير على ضرورة نشر مظلة التعليم العالي في كل ربوع السلطنة ، فالجامعات هي التي تقدم علوما وفنونا متنوعة يحتاج اليها الوطن وتلقى رواجا في سوق العمل الذي هو البوتقة النهائية التي تصب فيها كل مخرجات المؤسسات التعليمية .

      فجلالته يؤكد دوما على ان العلم والعمل أمران متلازمان لا يستغني احدهما عن الآخر فبهما معا تبني الأمم أمجادها وتعلى بنيان حاضرها ومستقبلها وبهما معا يحقق الإنسان ذاته ويصل الى ما يبتغيه من عيش كريم وحياة مستقرة وغد باسم بالأمل والرجاء ونحن على يقين بأن المجتمع العماني على وعي تام بهذه الحقيقة.

      وتنطلق دولــــة المؤسسات في فكر جلالة السلطان قابوس من قاعدة اساسية لتحدد رؤية تعبر عن التفاؤل نحو مستقبل هذا الوطن الذي يملك من المقومات ومن الآمال والتطلعات المستقبلية ما يمكنه إن شاء الله من تحقيق اهدافه التي اتضحت معالمها وتأكدت ثوابتها في عهد هذا القائد الذي يملك رصيدا وافرا من الحكمة والخبرات المتراكمة وكذلك الأفكار والمواقف والتوجهات التي تعكس رؤية قائد ذي بصيرة نافذة .

      ولكي ينعم المواطن العماني الذي يمثل معيار نجاح وتطور الوطن ومستقبله ، بالامن والامل والاستقرار، رسم السلطان قابوس سياسة خارجية تعتمد معالمها على تعزيز جهود السلام والاستقرار، فهو الذي سطر ملامح تلك السياسة وفق أسس ومبادئ راسخة تقوم على التعايش السلمي بين جميع الشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير والاحترام المتبادل لحقوق السيادة الوطنية و مد الجسور مع الآخرين وفتح آفاق التعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة على امتداد العالم وفق اسس واضحة ومحددة ومعروفة للجميع . فلم تخل خطب السلطان قابوس من تأكيده ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومراعاة المواثيق والمعاهدات والالتزام بقواعد القانون الدولي . فهذا من شأنه أن ينتقل بالعالم إلى حالة أكثر مواءمة بين مصالح الدول. واذا كنا نتحدث عن السياسة الخارجية لعمان ، فنشير ايضا الى دعوة السلطان قابوس الدائمة إلى نشر ثقافة التسامح والسلام، والتعاون والتفاهم، بين جميع الأمم، فهذا يؤدي الى اقتلاع كثير من الأسباب لظاهرتي العنف وعدم الاستقرار.

      ويمكن القول بان السياسة الخارجية العمانية تمثل نموذجا يحتذى به على مختلف الأصعدة الخليجية والعربية والعالمية، انطلاقا من توجه استراتيجي عماني يضمن تفعيل الجهود الرامية إلى العمل على استتباب السلام إقليميا ودوليا ، وتطوير العلاقات بين الدول وتحويل المناطق الحدودية إلى جسور مودة ومعابر خير ونقاط تواصل بين الشعوب. فالأمن والاستقرار مطلبان أساسيان لسلطنة عمان باعتبار أن استقرار الدولة وتمتعها بالمظلة الأمنية هما الركيزتان الأساسيتان للتنمية الشاملة في جميع الأنشطة تحقيقا للتقدم والازدهار.

      إن ما تحقق في السلطنة في أقل من اربعة عقود يعد زمنا قياسيا في ظل الظروف الموضوعية والتحديات التي كانت سائدة في البلاد، وكان من الطبيعي في ظل تلك الظروف الاستثنائية ان يكون هناك فكر استراتيجي مستنير يضع البلاد على طريق التغيير الشامل ويعيد لعمان توهجها من جديد في ظل معطيات وحقائق تاريخية لا تحتاج الى بيان على دور عمان وشعبها في الاسهام الحضاري والانساني لمئات السنين.

      لقد حققت سلطنة عمان التوازن التنموي داخليا، فكان الاستقرار السياسي الذي تتمتع به في عهد السلطان قابوس، فهو صاحب النهضة المباركة التي حافظت على الاصالة والارث الحضاري في عالم يتطابق مع كافة ادوات العصر، ليعيش العمانيون التوازن الأصالة والمعاصرة، وبين حلم الحاضر والأمل في الغد، وهو افضل بلا شك على اعتبار التجربة العمانية الناجحة. ويكتب للسلطان قابوس انه قائد مسيرة تأسيس الحضارة العمانية الحديثة العصرية ، ومفجر النهضة الشاملة في ربوع السلطنة وكاتب تاريخها الحديث ، فقد تحقق كل هذه الانجازات نتيجة حكمة القائد الملهم مفجر الطاقات وصاحب فكر التنمية الشاملة المستدامة .

      إنه يوم الثامن عشر من نوفمبر كل عام، هذا اليوم الخالد في تاريخ العمانيين الذي كتبوا به عصر التنمية والاستقرار وبداية الدولة العصرية، وما كان لكل هذا ان يتحقق لولا الرؤية الثاقبة لهذا القائد الوفي لشعبه ولوطنه . فهنيئا لشعب عمان بجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الذي يؤكد دوما ان مسيرة نهضة بلاده التي شقت طريقها بخطى ثابتة نحو آفاق التنمية الشاملة في مختلف مجالات الحياة العصرية أتاحت الفرص المتكافئة لكل مواطني السلطنة دون تمييز أو تفرقة لتحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم ورؤية الآمال التي تجيش بها صدورهم حقيقة ماثلة أمام أعينهم . . وان ما تم انجازه من أجل تيسير وتطوير مسيرة النهضة خلال المرحلة المنصرمة تؤكدها ما تستشرفه الدولة من أبعاد متنوعة للمستقبل تعمل لخدمة المواطنين وتطوير قدراتهم وزيادة خبراتهم ومهاراتهم وإتاحة مزيد من الفرص لهم في مجالات العمل المتعددة لكي يتمكنوا من تحقيق الكسب لأنفسهم ويساهموا في تنمية مجتمعهم .

      وهنيئا لشعب عمان بمسيرته النهضوية المباركة بفضل الله وتوفيقه، بتأكيد جلالته على ان المستقبل المشرق المحقق للتقدم والنماء والسعادة لا يبنى إلا بالهمم العالية والعزائم الماضية والصبر والاخلاص والمثابرة ، فجلالته يقول دائما :" نحن واثقون بأن أبناء وبنات عمان يتمتعون بقسط كبير من تلك الصفات السامية يشهد بهذا ماضيهم وحاضرهم ".

      إن المسيرة تمضي قدما حسب ما خطط لها السلطان قابوس بن سعيد رغم الصعاب والعقبات والتحديات الكبيرة التي واجهتها في بدايتها الأولى، ولأن بناء الإنسان هو الهدف والغاية في فكر السلطان قابوس ، فهو يؤكد دوما على أن ما تحقق على هذه الأرض الطيبة من منجزات حضارية في مجالات عديدة تهدف كلها الى تحقيق غاية نبيلة واحدة هي بناء الإنسان العماني الحديث . نعم، فقد كان الإنسان العماني هو الغاية ، ليس فقط للأخذ بيده وإعداده وإطلاق طاقاته الكامنة، ولكن أيضا لإشراكه بشكل حقيقي وعملي في تحمل مسؤولية البناء والتنمية وصنع القرار.

      إن هذا المبدأ وهذا البعد الإنساني في علاقة السلطان قابوس مع أبناء شعبه هما بمثابة عاملين اساسيين ساهما معا في تحقيق وترسيخ الوحدة الوطنية والتماسك بين أبناء الوطن واستشعار الحس الوطني. إنها علاقة إنسانية قوية تمتد من السلطان قابوس مع مواطنيه وشعبه أينما كانوا ، وتتميز تلك العلاقة بالتواصل والامتزاج العميق. وهذا ما يفسر ما يكنه الشعب العُماني الوفي من حب وولاء وعرفان لقائده . E-Mail: amurshed2030@gmail.com

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions