"الرواية".. كنز السينما العربية أخبار الشبيبة

    • "الرواية".. كنز السينما العربية أخبار الشبيبة

      * 1936 العام الذي شهد رواية "اليد السوداء"للكاتب أمين صدقي.

      القاهرة -ش

      الرواية من الفنون الإبداعية التي اعتمدت عليها السينما اعتمادا كبيرا، والتي قدمتها في شكل أعمال درامية مميزة مثل رواية "البؤساء" للفرنسي فكتور هيجو، و"ذهب مع الريح" للأمريكية مارجريت ميشيل، ومسرحيات "هاملت"، و"عطيل"، و"الملك لير"، و"يوليوس قيصر".. وكلها للإنجليزي وليم شكسبير.. وقد اعتمدت السينما العربية، وبخاصة المصرية، بشكل أساسي على النص الروائي المكتوب؛ سواء مسرحية أو قصة قصيرة..ولم يتوقف اعتمادها على ما أنتجه الأدب العربي، وإنما راحت تختار من آداب عالمية أخرى لتطوعها سينمائياً وفق التركيبة الاجتماعية والزمنية للحياة المصرية أو العربية..زينب والضحايا

      ولعل رواية "زينب"للكاتب المصري محمد حسين هيكل، هي أولى الروايات التي اعتمدت عليها السينما العربية، حيث قدمها المخرج "محمد كريم" في شريط يحمل العنوان نفسه، حيث أكد في مذكراته التي نشرت العام 1972، أنه طالب مؤلفها محمد حسين هيكل بالموافقة على تحويلها إلى فيلم سينمائي، يموله الفنان يوسف وهبي الذي كان متحمسا للفكرة، وبالفعل تم عرض الفيلم العام 1930 الذي قام ببطولته سراج منير وبهيجة حافظ وزكي رستم، كذلك كتب الأديب فكري أباظة قصة فيلم "الضحايا"، الذي أخرجه إبراهيم لاما، وكانت تلك الروايتان هي باكورة الروايات العربية، التي تحولت إلى افلام سينمائية ثم توالت بعدهما روايات الأخرى التي تحولت إلى أفلام سينمائية، مثل رواية "اليد السوداء" العام 1936 للكاتب أمين صدقي و"يوم سعيد"، للأديب محمود تيمور العام 1940، بطولة محمد عبد الوهاب وسميحة سميح وأخرجه محمد كريم، جاء بعد ذلك الفيلم الذائع الصيت "رصاصة في القلب"، بطولة محمد عبد الوهاب وراقية إبراهيم للأديب الكبير "توفيق الحكيم"، وكان الدور العام 1958 على يوسف السباعي الذي قدم أهم رواية له سينمائياً العام 1958 ألا وهي "رد قلبي"، التي لعبت فيه الممثلة مريم فخر الدين أهم أدوارها الرئيسية، حيث قدمتها السينما المصرية كوجه جديد.

      طالبة الثانوي

      وكان الوجه الجديد في العام ذاته الفنانة "زبيدة ثروت"طالبة الثانوي، التي استطاعت، وهي بعمر السادسة عشر أن تمثل عدة أدوار رئيسية بأفلام وضعتها على طريق الشهرة، من تلك الأفلام "الملاك الصغير"، و"يوم من عمري"، و"بنت 18"، وذلك قبل أن تحقق سطوعها الفني من خلال فيلم "في بيتنا رجل"، كذلك مثلت الشخصية الرئيسية لفيلم "سلوى في مهب الريح" للكاتب محمود تيمور.

      وابتداءً من العام 1962 حتى العام 1975، توالت قصص وروايات تحولت إلى سيناريوهات لأفلام أنتجتها السينما المصرية، ولعل أهم تلك الأعمال، "الحب الضائع"، الفيلم الذي أنتج العام 1970 عن قصة عميد الأدب العربي د.طه حسين، وفيلم "حادثة شرف"، الذي أنتج العام 1972 عن قصة ليوسف إدريس وفيلم "لاشيء يهم"، قصة إحسان عبد القدوس الذي قدم العام 1975.

      إلا أن أكثر ما تناولته السينما المصرية هي روايات نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس، التي أخذت رواياته حصة الأسد، فروايته "الوسادة الخالية"، أنتجت فيلماً العام 1957 ورواية "أنا حرة" تحولت إلى سيناريو لفيلم أخرجه صلاح أبو سيف العام 1959 كانت فيه الفنانة "لبني عبد العزيز" من نجوم الصف الأول وقتها.

      ومع ذلك لم تهمل السينما المصرية المسرحيات، حيث قدمتها بدورها إلى أفلام، ففي العام 1967 قدم المخرج عاطف سالم مسرحية "العش الهاديء" لتوفيق الحكيم كفيلم سينمائي، كذلك هناك مسرحيات كثيرة غيرها قدمت إلى أفلام يمكن أن نشير إلى بعضها مثل فيلم "آه من حواء"، الذي اعتمد مسرحية "ترويض النمرة" لشكسبير، ومسرحية "سيدتي الجميلة" لبرناردشو.

      وفي مرحلة السبعينيات اعتمدت السينما المصرية على متغيرات الواقع والوعي السياسي، ولم تقتصر على الحدوتة الاجتماعية، أو الحكاية المثيرة العاطفية فكان فيلم "الأرض" ليوسف شاهين عن رواية للأديب "عبد الرحمن الشرقاوي"، وفيلم "الظلال في الجانب الآخر" للمخرج غالب شعث، الذي اعتمد على رواية للكاتب محمود دياب.

      بين الرواية والسيناريو

      كذلك استطاعت السينما أن تبتكر لونا أدبياً خاصاً بها غير الرواية، فكان السيناريو المكتوب الذي أصبح فناً أدبياً قائماً بنفسه وله خصوصياته الإبداعية، وكثير من الأدباء وكتاب الرواية الجدد والحالمين بأن تقدم أعمالهم كأشرطة في الفن السابع، يقتربون تمام الاقتراب نحو الرؤيا السينمائية، وباستخدام تكنيك أدبي يتماهى مع المشهدية المرئية التفصيلية، بل يرون أن تلك الأعمال لا تقل إبداعياً عن الرواية، بل حول البعض تلك السيناريوهات إلى كتب كما فعل الكاتب "صالح مرسي"، الذي قرر قبل رحيله طبع ونشر أعماله الدرامية التي لاقت نجاحاً واسعاً، مثل "رأفت الهجان"، الذي تحول فيما بعد إلى مسلسل تلفزيوني رائع.

      وختاما لما سبق لا يمكن التغاضي عن دور السينما العربية التي اعتمدت هي الأخرى على الرواية، ولكن بدرجات متفاوتة، ففي سوريا لم يعتمد الفيلم السينمائي كثيراً على الرواية، بل كان تعاونا بين عدد من الفنانين كفيلم "الحدود"، الذي كان ثمرة تعاون بين الشاعر محمد الماغوط والفنان دريد لحام.

      ومن ذلك نخلص الى أن الرواية العربية ساهمت بشكل مؤثر في تشييد التجربة السينمائية لدى الفنانين العرب، إلا أنها كانت أكثر قوة وشمولية بالنسبة للفيلم العربي في مصر نظر لعوامل عديدة ومختلفة.

      السينما في العراق

      تعرضت لانتكاسات مفجعة بسبب التدخل المباشر للسلطة،واعتماد روايات تتوافق مع توجهات ورغبات الدولة، بل قدمت في العديد من الأحيان روايات مفبركة كرواية "الأيام الطويلة"، لكاتبها العراقي عبدالأمير معلة، والتي تتحدث عن جانب من حياة رئيس السلطة، ثم أتت روايات تمجد للمعركة والعنف والدماء واعتبرت مثل "الحدود الملتهبة"، إلا أن السينما في العراق حاولت أن تحافظ على هويتها بعيداً عن السلطة، فقدمت بعض الأعمال التي اعتمدت على روايات عراقية، مثل فيلم "المنعطف" للمخرج جعفر علي، عن رواية للراحل العراقي غائب طعمة فرمان وفيلم "العاشق"، للروائي العراقي عبدالخالق الركابي، وفيلم "النهر"، لرواية لمحمد شاكر السبع، وفيلم "الظامئون" للكاتب العراقي عبد الرازق المطلبي، وقد قدم المخرج الكويتي خالد الصديق فيلمين الأول "بس يا بحر" والثاني "تمرس الزين"، عن رواية للكاتب السوداني الطيب الصالح.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions