ونجحت السلطنة في نشر ثقافة احترام الحريا8

    • ونجحت السلطنة في نشر ثقافة احترام الحريا

      * لقد كفلت السلطنة للمواطن والمقيم على حد سواء الحرية الدينية والفكرية الكاملة واعتبرتها حقا أساسيا من حقوق الإنسان وشجعت الحوار الحضاري المثمر والبناء القائم على الاحترام المتبادل كونه السبيل الأمثل للتعايش بين الشعوب والذي يحقق الأمن العالمي المنشود كما مدت يدها بالخير والسلام للجميع داخليا وخارجيا

      ناصر اليحمدي

      حبا الله عماننا الحبيبة بالتنوع في كل شيء حيث أنعم عليها بتنوع في البيئات الطبيعية بما تحويه من تضاريس ومناخ وكائنات حية كذلك العقل المتفتح الذي استطاع أن يستوعب التنوع الثقافي على أرضنا الطيبة فهي تضم الكثير من الأعراق والأجناس التي تتلاقى جميعا لتتحاور وتعيش بسلام وتفاهم ومحبة رغم اختلاف الثقافة واللغات والطبائع والأديان.. من هنا جاءت أهمية إنشاء بعض المؤسسات والهيئات التي تهدف إلى تعزيز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.

      لقد كفلت السلطنة للمواطن والمقيم على حد سواء الحرية الدينية والفكرية الكاملة واعتبرتها حقا أساسيا من حقوق الإنسان وشجعت الحوار الحضاري المثمر والبناء القائم على الاحترام المتبادل كونه السبيل الأمثل للتعايش بين الشعوب والذي يحقق الأمن العالمي المنشود، كما مدت يدها بالخير والسلام للجميع داخليا وخارجيا.

      وكم أثلج صدورنا جميعا عندما قرأنا عن "الخطة الوطنية لتحالف الحضارات" التي يعدها مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة داخل السلطنة المعنية بالمجالات الأربعة التي تهتم بها مبادرة تحالف الحضارات وهي محاور تشكل فكر الإنسان وتوجهات حياته وهي التعليم والشباب والهجرة والإعلام، كما تمت ترجمة الخطة إلى لغات الإنجليزية والفرنسية والأسبانية إيمانا من السياسة الحكيمة بأن الترجمة هي الضمانة الوحيدة لحوار الثقافات وتفاعلها لكونها نافذة مهمة من نوافذ ثقافة ما على الثقافات الأخرى.

      لاشك أن التنوع الثقافي في أي دولة بمثابة الثراء الفكري لها، المهم أن تستنبط تلك الدولة القيم والمثل المشتركة بين أفرادها كي يسود جو الأخوة والانسجام فيما بينهم لأن التنوع الثقافي لا يعني التناحر والاختلاف بل التفاهم والحوار الذي يؤدي للتقارب والتعايش من أجل تحقيق السلام والأمن والاستقرار لاسيما بعد الانفتاح العالمي الذي حول الكون لقرية صغيرة فرضت على العالم ضرورة الاعتراف بالآخر مع احترام ما لديه من خصوصيات وتقاليد.

      لقد بذلت السلطنة طوال سنوات نهضتها المباركة جهودا مضنية وحثيثة من أجل دعم الحوار بين الحضارات وترسيخ مبدأ التقارب الثقافي والتعايش الآمن مع الآخر لذا شاركت المنظمات والهيئات والمؤسسات الدولية المعنية بهذا الشأن أنشطتها وفعالياتها ووقعت على العديد من المواثيق التي تصب في هذا الجانب وأنشأت مركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية.. هذا المركز يشكل حلقة الوصل بين السلطنة والآخر بالإضافة إلى أنشطته المختلفة الأخرى داخل السلطنة التي تعمل على تعزيز مبدأ الحوار والتفاهم والسمو بفكر المواطن من خلال العديد من المناشط في شكل محاضرات ودورات تدريبية وما قام به من تطوير لمناهج معاهد العلوم الإسلامية التابعة له وإطلاق مسابقة إقرأ لنشر ثقافة القراءة بين الأجيال الناشئة وهي مبادرة تستحق الإشادة لأنها توجد نوعا من الألفة بين الطفل والكتاب وتوثق علاقته بالقراءة والعلم بالإضافة إلى التعاون المشترك بينه وبين مركز السلطان قابوس للثقافة بواشنطن والعمل على تأسيس علاقات تعاون متبادل مع المؤسسات المماثلة داخل السلطنة وخارجها وبناء علاقات تعاون ثقافي معها ولا ننسى دوره المهم في تطوير الحياة المعرفية للمجتمع العماني كي يتمكن من مواجهة التيارات الفكرية الوافدة ويحافظ على النسيج الثقافي المتماسك والمميز للمجتمع.

      أما عن الإنجاز الجديد الذي يعد إضافة حقيقية للعملية التعليمية في السلطنة فهو كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها وهذا يدل على مدى تواصل القيادة مع جميع فئات الشعب وشعورها بكافة احتياجاتها لاسيما وأن اللغة من الحاجات الأساسية للحياة اليومية .. كما أن هذه الكلية ستكون رافدا مهما في نشر اللغة العربية لغة القرآن الكريم وجسرا من جسور التواصل بين الثقافات المختلفة وتعريف الآخر بالحضارة العربية الراسخة وتراثها الأصيل فاللغة العربية ركن أساسي من أسس التنمية المستدامة المنشودة.

      إن المتتبع لجهود السلطنة في نشر ثقافة احترام الحريات والتواصل مع الآخر وترسيخ مبدأ التسامح والتعايش السلمي يجدها كثيرة ومتعددة إيمانا منها بأن التكامل الثقافي هو الوسيلة الأكيدة التي تحقق الأمن والسلام والاستقرار العالمي .. فتحية لكل من ساهم في الإنجازات الحضارية التي ترفع اسم عمان عاليا في كافة المجالات.

      * الأوركسترا السلطانية.. فخر واعتزاز

      تعتبر مشاركة السلطنة للدول الشقيقة والصديقة الأفراح والأتراح من مبادئ السياسة العمانية الأصيلة والتي أعطت لها سمعة طيبة ومحبة في قلوب شعوب العالم أجمع.. فهي لم تتوان في يوم من الأيام عن مساعدة دولة أو الإحساس بأحداثها. أما بالنسبة للدول الخليجية فقد عمق حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ أن تولى مقاليد الحكم في البلاد الروابط الأخوية بين وطننا الحبيب وتلك الدول واعتبرت السلطنة أن الخليج جسد واحد يتفرع لعدة أعضاء هي دوله الشقيقة فذابت الفوارق وتوحدت المشاعر وشعرت شعوب المنطقة أنهم أهل وأقرباء وأصدقاء وليست دولا متجاورة تفصلها الحدود ساعدها في ذلك اشتراكها إلى جانب الظروف الجغرافية المتشابهة اللغة والعادات والتقاليد والتاريخ.

      ولم يفت السلطنة أن تشارك شقيقتها دولة الإمارات العربية المتحدة بعيدها الوطني الأربعين فأرسلت إليها تأكيدا للصلات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين بأغلى هدية وهي الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية التي تعد معلما مهما من معالم التنمية الثقافية في مسيرة النهضة المباركة.

      إن الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية بمثابة النافذة العمانية للفن الكلاسيكي ولطالما كانت ومازالت تصدح بمقطوعات موسيقية خالدة أعطت تميزاً نوعياً للإبداع الفني الموسيقي الراقي منذ إنشائها في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

      لاشك أن إنشاء الأوركسترا السيمفونية السلطانية يدل على مدى رقي الإنسان العماني وتذوقه لهذا النوع من الفن الرفيع ويجسد مشاركته الفاعلة في حضارة العالم في مختلف المجالات الثقافية والإنسانية لاسيما وأن جميع العازفين بالأوركسترا الخمسة والثمانين عمانيون مما يعد مصدر فخر وزهو أن تحتوي السلطنة على مثل هذه الكوادر الفنية المبدعة التي تشرف السلطنة في أي محفل دولي.

      إن المستمع للأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية يلحظ مدى الانسجام والتناغم بين العازفين والآلات الموسيقية المختلفة وما أنتج مقطوعات غاية في الإتقان والروعة تدل على كفاءة واقتدار الكوادر الفنية العمانية التي تشدو بها خاصة تلك التي تتعلق بكبار ومشاهير الموسيقيين العالميين. الطريف أن السلطنة من قلائل الدول التي تحيي ضيوفها المميزين بتقديم حفلات تشدو بها الأوركسترا السيمفونية السلطانية التي لم يقتصر عزفها على المقطوعات الغربية فقط بل أبدعت في الموسيقى الشرقية الراقية وهو ما يدل على ربط التراث بالحداثة والتفاعل مع الفنون العالمية مما منحها طابعا مميزا اشتهرت به بين الأمم.

      إن الارتقاء بمستوى فكر المواطن العماني علميا وثقافيا والتواصل مع الحضارات لشعوب العالم المختلفة من المبادئ الأساسية لمسيرة النهضة المباركة.. وتعتبر الأوركسترا السيمفونية السلطانية إحدى الوسائل التي تحقق ذلك.

      لاشك أن كل عماني يشعر بالفخر والاعتزاز كون بلدنا الحبيب يحوي مثل هذا الإنجاز الحضاري الثقافي العظيم الذي وضع اسم عماننا في قائمة الدولة المتقدمة ورفع من مكانتها المرموقة يرجع الفضل في ذلك لصاحب الحس المرهف والبصيرة النافذة قائد المسيرة المباركة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم أبقاه الله.

      وفق الله الأوركسترا السيمفونية السلطانية للمزيد من النجاح والإبداع وأدام على بلدنا الحبيب الريادة والتقدم في جميع المجالات وأمد في عمر قائدنا المفدى وأبقاه لنا فكرا حكيما وقيادة رشيدة ورأيا سديدا وحسا مرهفا.. إنه نعم المولى ونعم النصير.

      أكثر...


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions