بلاحدود ! ...............................................................................ِشهرزاد

    • بلاحدود ! ...............................................................................ِشهرزاد

      (تجاوزك لحدود الأشياء الجميلة / قد يوصلك يوما لحدودها المرعبة التي لاطاقة لك بها )


      الحب بلاحدود
      قد يدخلك قائمة العشاق بجنون / لكنه أيضا قد يسجل اسمك في قوائم
      أخرى / قوائم لاتتناسب مع حجم عاطفتك تجاههم / ويلصق بك من الصفات مالايليق بك
      فقيس الذي مر على ديار ليلى يوما / نُعت بالمجنون / ودخل التاريخ من أوسع أبواب رومانسيته !
      ومجنون هذا الزمان يختلف عن مجنون ذاك الزمان ...
      فالجنون في هذا الزمان لن يُدخلك التاريخ إلا من أوسع أبواب السخرية !
      فلكل زمان مسمياته و ومعتقداته !



      العطاء بلا حدود
      تحت مسمى الحب نفتح أيدينا على مصراعيها / فنمنح بلا حدود /
      ونمارس العطاء اللامحدود لهم ونحن في قمة سعادتنا : نحاول بهذا ان نوفر لهم جزءا من السعادة /
      فنغدق عليهم الكثير من الاهتمام / لكننا ومع الوقت نبدأ نشعر بحجم الخطأ الذي نمارسه بحق أنفسنا /
      حين يتسرب الينا شعور ان عطاؤنا لم يكن في
      أهله / وان من حرمنا انفسنا من حقوقها / كي نوفر لهم الكمال /
      هم أول من أخرجوا لنا ألسنة الجحود حين أدرنا لهم ظهورنا ا



      التضحية بلا حدود
      نضحي بقناعة ورضى /
      حتى وان كان ظاهر الأمر يبدو كما لو كنا مضطرين لتلك التضحية / فلاأحد يضحي مجبرا /
      فننحر أشياء كثيرة بنا يجب ان لاتنحر / ونضحي بما لانكتشف حجم ثمن التضحية به إلا بعد ان تخلو المساحات ممن ضحينا من أجلهم /
      وغالبا مانكتشف تلك المساحات في مرحلة نكون قد اغلقنا بها باب العودة نهائيا /
      فلايمكننا التراجع أو استرجاع ماضحينا به / فغالبا يكون ( العمر ) هو أول ضحايا ( التضحية )



      الحزن بلا حدود
      قد يهديك قلب منهك وشعر أبيض
      حقيقة مؤلمة نصل اليها بعد ان تكون علامات الحزن قد ظهرت علينا بوضوح /
      وبعد ان نلمح تسرب آخر قطرات الصحة منا / فنحاول الحد من الحزن والوقوف عند الحد الذي لايُرعب ولا يؤذي /
      قد لانخسر المزيد فنكتشف انه لم يعد هناك مزيد نخسره !
      فليس كل الحدود التي نتجاوزها ذات حزن يكون لها خطوط رجعة
      لإنقاذ مايمكن انقاذه / مما تم اهماله ذات مرحلة عمرية!



      الانتظار بلا حدود
      عمرك يفر من أمامك دون ان يتوقف ليدقق في وجهك
      او ليجعلك تلمح يوما حجم المسافة بينك وبينه !
      فاكتشافنا للحجم الحقيقي للمساحة التي أصبحت تفصلنا عن أعمارنا الحقيقية أمر يترك بنا من الدهشة الحزينة الكثير!
      دهشة لم يراود حجمها خيالنا حين اتخذنا قرار الانتظار بلاحدود /
      فتتلاشى كل المعالم من حولنا /
      لتوقظنا على حقيقة مرعبة / ان تجاوزنا لحد الانتظار لم يكن سوى تخزين لعمر وفرح وتفاصيل /
      فقدت مع مرور الوقت صلاحيتها / وفقدناها !



      الثقة بلاحدود
      الثقة صفة بيضاء / فهي وسادة أمان تجعل النوم أكثر راحة والليل أكثر حميمية /
      لكن ان كانت في غير مكانها فهي قد تثور في وجه صاحبها يوما كبركان ثائر / تحرق كل صفاته الجميلة وتفقده الثقة بالآخرين /
      فيتحول من انسان ابيض القلب إلى انسان اسود القلب سيىء الظنون حتى بأقرب الناس اليه /

      فلاتبالغ بثقتك بهم حتى لاتتحول الى (ضحية ) أناس لايستحقون الثقة !
      فتمر عليك لحظة تحصي بها عدد خناجر ظهرك /وعدد مرات استغفالك وعدد مرات استغلالك /
      وتلعن بها كل ذرة ثقة لم تكن في أهلها !



      التغاضي بلا حدود
      لا يكسبك مع الوقت عادة اللامبالاة وعدم الاهتمام
      الثقة بلا حدود / بل يكسبك التبلد وعدم الاحساس بلاحدود /
      فتؤدي دور الصنم الذي لايجب ان يشعر ولايجب ان يفكر ولايجب ان يحلل المواقف /
      وكل التصرفات في نظره لونها ابيض /
      وكل المواقف التي تمره يراها حسنة النية / حتى وان كان سوء النية يرتسم على وجهها كملامحها !
      فالبعض يتعمد التغاضي / كي يجنب نفسه من نيران الحقيقة مالا طاقة له به /

      وهؤلاء لابد ان تمرهم لحظة / تسقط بها القشة على ظهورهم / فتقصم منهم وبهم الكثير !