الـعـفـو الـعـفـو ..!

    • الـعـفـو الـعـفـو ..!

      قد يحفظ الكثير منا عن ظهر قلب مواقف رسولنا الكريم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وسلم ) مع أعدائه والتي تجلت فيها أسمى صور التسامح ،
      فمن منا ينسى موقفه المتسامح مع ( وحشي ) قاتل عمه حمزة ؟
      ومن منا ينسى موقفه مع مشركي مكة عندما فتحها ؟

      لكن السؤال هنا : هل نتمثل نحن مواقفه الشريفة ونحاول الإقتداء به ؟

      و اذا نظرنا الى علماء المسلمين من الأئمة نقرأ أبيات ( الشافعي ) التي يقول فيها :
      يخاطبني السفيه بكل قبحٍ وأكره أن أكون له مُجيبا
      يزيدُ سفاهةً وأزيدُ حلماً كعودٍ زاده الإحراق طيبا

      لكن ، ما الذي يحدث للواحد منا عندما يسمع كلمة نابية من شخصٍ ما ؟ ما الذي يحدث عندما يرد عليه أحد السفهاء بقبحٍ ؟ هل هو في مثل هذه الحالة يكره أن يكون مجيباً للسفيه ، أم أنه سيرد عليه بأقبح مما سمع ؟ وفي حالة ازدياد سفاهة السفيه ، هل سيزداد الحليم حُلماً ، أم ماذا ؟

      وقد يردد شخص ثالث ، ما قاله (الشافعي) أيضاً حول الصديق ، عندما أنشد :

      سامح صديقك إن زلت به قدمُ
      فليس يسلمُ إنسـان من الزللِ
      والمشكلة التي يقع فيها البعض أنه وبمجرد أن تزل قدم صديقه ، كأن يتفوه بكلمة جارحة في حقه وربما بدون قصدٍ تراه مزمجراً غضباناً بعد أن كان قطاً وديعاً !

      وربما سمع قارئي العزيز عن أشخاصٍ استخدموا سلاح القطيعة والجفاء لأصدقاء أعزاء عليهم ولسنين طوالٍ بسبب سوء فهم بينهم أو بسبب زلة لسان عفوية خرجت من أحدهم .

      فالكثير من الناس في حالة الغضب يتناسى هذه المفردة ( التسامح ) بالرغم من ترديده لها طوال الأوقات الهادئة التي يمر بها خصوصاً إذا كان في موضع الواعظ ! كأن يكون مدرساً في فصلٍ دراسي ، أو خطيباً في مسجد ، أو كاتباً في صحيفة ، أو … الخ .

      فهده حقيقة موجودة عند الكثير من المجتمعات ، فهم يتحدثون عن التسامح ليلاً ليمارسوا العنف صباحاً يؤمنون بالتسامح نظرياً ويكفرون به عملياً ، تراهم يقولون مالا يفعلون ! و لنتذكر سويا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "‏‏أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه ‏ ‏خلة ‏ ‏منهن كانت فيه ‏ ‏خلة ‏ ‏من نفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم ‏ ‏فجر"...‏غير أن في حديث ‏ ‏سفيان ‏ "‏وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق ".

      - فلماذا يحدث ذلك ؟
      - لماذا نعيش - نحن المسلمين - بهذه الكيفية ؟
      - متى سنعمل وفق ما نقول ؟
      - أين نحن عن قوله تعالى : { خذ العفو وأمر بالعرف ، وأعرض عن الجاهلين } (الأعراف:199) أو { وأن تعفوا أقرب للتقوى } (البقرة:237) وغير ذلك من آيات قرآنية .

      إننا أصبحنا لا نمتلك لروح التسامح ، لسببٍ أساس وهو : غياب القدوات ، ولعدم استخدامنا لمبدأ التسامح كطريقة في التربية والتوجيه .

      فأين هي القدوات التي تمثل التسامح في مجتمعاتنا حالياً .. أين ؟
      فالمدير الذي يترأس مجموعة من الموظفين ، هل يتعامل معهم بمبدأ التسامح في حالة حدوث الخطأ من بعضهم ، أم ماذا ؟
      والمدرس الذي يفترض أن يكون قدوة لطلابه ، هل هو يتعامل معهم وفق هذا المبدأ عندما يخطئون في حقه ، أم يلجأ للعصا ؟
      وعلماء الدين الذين يفترض فيهم أن يكونوا قدوات للناس من حولهم ، هل يتسامحون ويعذر كل منهم الآخر في حالة الاختلاف ، أم يلجأ كل واحد منهم لسلاح التشهير والإسقاط ؟ .

      فلأننا نفتقد للقدوات التي تمتلك لهذه الروح في مجتمعاتنا أصبحنا غير متسامحين ، ومن المسلمات أن النتيجة تتبع أخس المقدمات ! وأنك لا تجني من الشوك العنب !

      فكيف نطلب من الطالب أن يكون متسامحاً وهو يرى بأم عينه ، أباه متعصباً ؟ كيف نريد منه أن يكون متسامحاً وهو يرى مدرسيه وقد أصبحوا أعداءً ؟

      فلكي نعيش هذه المفردة الجملية في حياتنا نحتاج إلى ممارستها عملياً طوال الأوقات ، في البيت ، في المدرسة ، في المتجر ، في المصنع ، في … الخ ، وليجعل كل شخصٍ منا من نفسه قدوة في التسامح ، مع زوجته ، مع أولاده ، مع أصدقائه ، مع معارفه ، مع جيرانه ، مع طلابه ، مع مخدوميه ، مع محاوريه … الخ .
      نعم ، قد نكون قاب قوسين أو أدنى من أولئك الذين تحدث عنهم القرآن الكريم ، بقوله : {والكاظمين الغيظ ، والعافين عن الناس ، والله يحب المحسنين} (آل عمران:134) .

      أذكر نفسى و اياكم بقوله تعالى: "قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا" (الاسراء :53)

      و اليكم بعض الأحاديث عسى الله أن يذهب عن أنفسنا شرورها فى هذا الشهر الكريم:
      ‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "‏تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مسلم لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال ‏ ‏أنظروا ‏ ‏هذين حتى يصطلحا أنظروا هذين حتى يصطلحا "
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حاثا على المحبة والألفة : "‏ ‏لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم"
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال‏.‏ يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا‏.‏ وخيرهما الذي يبدأ بالسلام‏"‏‏.‏
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إياكم والظن‏.‏ فإن الظن أكذب الحديث‏.‏ ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا‏.‏ وكونوا، عباد الله‏‏ إخوانا‏"‏‏.‏
      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏إن الله يقول يوم القيامة‏:‏ أين المتحابون بجلالي‏.‏ اليوم أظلهم في ظلي‏.‏ يوم لا ظل إلا ظلي‏"‏‏.


      فيا رب كل شىء و مليكه احشرنا مع المتحابين فى جلالك

      و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


      (منقول)
    • قال تعالى : [ وأدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليُّ حميم]
      صدق الله العظيم , فصلت 34



      رمال

      بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

      والحلم من أسمى أخلاق الإسلام والتي يجب أن نتحلى بها

      ولما لاتكون كلمتنا دائماً

      قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ... إني أمرء صائم "
      ليس في رمضان فحسب وإنما في كل وقت

      وليكن صيامنا هنا عن سيئ القول والعمل

      وكما أفاد النبيصلى الله عليه وسلم : " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب "


      تحياتي لك : رسام
    • جزاكِ الله خيرا أختي نعم ما أجمل التسامح فرسول الله هو المعلم الأول في ذلك فأين نحن من الإقتداء به هذه الصفة التي تقرب الناس لبعضها وتجعلهم متحابين في الله , سبحان الله

      جعلها في ميزان حسناتك ان شاء الله

      تحياتي لكِ